وبدأ النقل الجوي للمواطنين البريطانيين الثلاثاء. وقالت مصادر بالمطار إن نحو 900 شخص وصلوا في وقت مبكر بعد الظهر إلى مطار لارناكا بقبرص على متن رحلات جوية تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني. وأعيد أكثر من نصفهم بقليل إلى بريطانيا.
ومن المتوقع أن تنطلق رحلتان أخريان من السودان في وقت لاحق من الخميس.
وسافرت رزان وهبي (44 سنة) مع ابنتيها التوأمتين (سبع سنوات). وقالت إنها اضطرت إلى ترك زوجها غسان الذي لا يحمل جواز سفر بريطانيا، وأفراد آخرين من عائلتها.
وقالت لرويترز بينما كانت تنتظر الصعود على متن طائرة استأجرتها الحكومة البريطانية للتوجه إلى مطار في لندن “تركتهم هناك، أنا وحدي الذي معي جواز سفر بريطاني”.
وقال شخص آخر يدعى حميد إنه ترك عائلته وراءه. وأضاف “من الصعب جدا الحصول على الماء والكهرباء ولا يمكنك التحرك في أي مكان.. الوضع سيء وخطير للغاية. لم أشاهد مشكلة مثل هذه من قبل قط”.
ومضى قائلا: “عاش السودان حالة حرب لفترة طويلة، لكن الأمر مختلف” هذه المرة.
وفي لارناكا، تلاقت مسارات الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من السودان مع أوائل سياح هذا الموسم الذين جاءوا إلى الجزيرة لقضاء العطلات.
واضطر كثيرون إلى المغادرة دون أن يحملوا معهم إلا ملابسهم. فكان هناك شخص يدعى طارق (52 عاما) قد جمع متعلقاته في حقيبة صغيرة خضراء بدأت تتمزق.
كان طارق يقيم في أكسفورد وذهب إلى الخرطوم لزيارة والده في العناية المركزة بعد إصابته بنوبة قلبية وتوفي لاحقا.
وقال “ما يحدث هناك مروع. الناس هناك مثل الأشباح، ليسوا إلا غلافا خارجيا لذواتهم السابقة. لم أكن أتصور قط أنني سأخرج (من هناك)”.
