بكلمات مرتعشة.. سكان كييف يتحدثون عن جحيم “النيران الروسية”

2


قصف في الظلام.. رعب تحت النيران الروسية

ويتحدث السعيد لموقع “سكاي نيوز عربية” عن التجربة القاسية التي مر بها أهالي كييف قائلا “مضى وقت طويل ‏على تعرض العاصمة للغارات الجوية، كانت الأوضاع هادئة قليلا في الفترة السابقة، لم نتوقع الهجمات التي جرت في ‏الظلام، كانت مفاجأة قاسية للغاية حيث اشتغلت السماء بالصواريخ في لحظات”.‏

كانت القوات الروسية قد شنت هجوما بالصواريخ على عدد من المدن الأوكرانية من بينها العاصمة كييف وأومان ‏ودنيبرو في الساعات الأولى من يوم الجمعة، مما أسفر عن سقوط ضحايا، فيما توعدت الحكومة الأوكرانية بالرد ‏قريبا بهجوم مضاد بعد الاقتراب من انتهاء مرحلة التحضير لذلك.‏

رعب في شوارع كييف

ويضيف الرجل الثلاثيني الذي يعيش في كييف منذ سنوات: “شعرنا بالرعب، استيقظنا سريعا وارتدينا ملابسنا على عجل لنتوجه إلى الملاجئ المخصصة لحمايتنا أثناء الغارات الجوية، تلقينا الكثير من التعليمات من السلطات ‏الأوكرانية بعدم المكوث في منازلنا تحسبا لسقوط الصواريخ عليها حتى تصل إلينا المستجدات بما يدور في الخارج”.‏

ويتابع السعيد لموقع “سكاي نيوز عربية”: “داخل الملجأ القريب من بيتي مر الوقت ببطء شديد، اكتست الوجوه ‏بالأسى وصرنا نتابع الأخبار عبر الهواتف، كان الهلع حاضرا بقوة عندما علمنا بإصابة عدد من المواطنين في المدن ‏الأخرى فضلا عن تعرض مباني وبيوت سكنية إلى الهدم نتيجة للقصف”.‏

ويردف نائب رئيس الجالية المصرية بأوكرانيا لموقع “سكاي نيوز عربية”: “دارت الأحاديث بين السكان حول ‏الخطوات التصعيدية من قِبل القوات الروسية، بات لديهم يقين بوجود استهداف حقيقي للمدنين عقب الضربات ‏الأخيرة لأن القصف لا يقتصر فقط على المنشآت العسكرية والجيش الأوكراني في المناطق الحدودية”.‏

ويسترسل السعيد لموقع “سكاي نيوز عربية”: “لم يتوقف القصف لنحو ساعتين، مع الانتظار طويلا داخل الملاجئ ‏تزاديت مشاعر القلق والتساؤلات عن موعد نهاية الغارات الجوية، الأعين ظلت مشدوهة نحو الهواتف حتى تلقينا ‏رسالة من الحكومة الأوكرانية بانتهاء الأزمة وإمكانية الخروج والعودة إلى منازلنا مرة ثانية”.‏

وبعد ساعات من اندلاع الغارات الجوية صرح الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بأن كل هجوم وكل عمل شر ‏ضد شعبه يجعل الدولة الإرهابية أقرب إلى الفشل والعقاب وأنه يجب الرد على القوات الروسية بشكل مناسب ‏سواء من جانب بلاده أو دول العالم”‏، بحسب تعبيره.

مفارقة سيئة

ويذكر السعيد لموقع “سكاي نيوز عربية”: “من المفارقات السيئة أن الأيام الماضية شهدت حالة من التفاؤل بين ‏السكان مع حلول شهر الربيع المفضل لديهم بعد انتهاء فترة الشتاء وحاولوا قدر المستطاع الابتعاد عن الضغوط ‏النفسية الخاصة بالحرب لكن الغارات الجوية أعادت مشاعر الكآبة وعدم الشعور بالأمان”.‏

ويُشير السعيد لموقع “سكاي نيوز عربية” أن الأمور باتت أسوأ عندما تأكدنا في الصباح من مقتل مواطنين في مدينتي ‏أومان ودنيبرو رغم قوة الدفاعات الجوية للقوات الأوكرانية، موضحا أن ذلك لن يقلل من ثقتهم في الحكومة ‏وجهودها التي تسعى دائما لحماية المواطنين والمقيمين في أوكرانيا”‏.

وينهي الرجل الثلاثيني حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية” قائلا: “رغم تلك الأزمات لكننا نتمسك بالبقاء في كييف، لن ‏نترك المدينة فريسة في يد القوات الروسية، الجميع على قلب رجل واحد حتى تنتهي الحرب قريبا، نحلم بهذا اليوم ‏ونتمنى أن تعود البلاد إلى سابق عهدها بعيدة عن الدمار والغارات والموت”.‏