وقال الكرملين في بيان: “استهدفت طائرتان مسيرتان الكرملين، ونتيجة للإجراءات التي اتخذها الجيش والأجهزة الخاصة في الوقت المناسب باستخدام أنظمة حرب الرادار، تم تعطيل المسيرتين”؛ و”نتيجة للعمل الإرهابي لم يصب الرئيس بأذى، ولم يتغير جدول أعماله، ويستمر كالمعتاد. كما لم تقع أي إصابات خلال الهجمة ومن تناثر شظايا الطائرات بدون طيار على أراضي الكرملين”.
العملية نفتها كييف على لسان الرئيس فولوديمير زيلينسكي، الذي أوضح أنه أوكرانيا لم تستهدف بوتين أو موسكو، وإنما تقاتل في أراضيها فقط.
ولكن بحسب خبراء ستكون محورً لتحولًا كبيرًا في الحرب الروسية الأوكرانية، حيث يرى المعسكر الأوكراني أنها ذريعة من أجل تبرير عملية قصف وتغول كبرى قبل الهجوم الأوكراني المضاد الوشيك، فيما يرى الروس أنها دافع قوي لعملية انتقام من المفترض أن تستهدف الرئيس الأوكراني نفسه.
الرواية الروسية
- يُعد الهجوم على الكرملين هو الأول من نوعه منذ بداية روسيا حربها في أوكرانيا مطلع العام الماضي، مما يُنذر بتحول كبير في معادلة المعارك الدائرة الآن، وهنا يقول فوروجتسوف ستاريكوف الباحث الروسي في مؤسسة “فولسك” العسكرية، رد موسكو سيكون في الوقت المناسب وليس الآن، فلابد من معرفة تفاصيل الهجوم والمسيرات المستخدمة، لأن واشنطن تعهدت سابقًا بعدم مد كييف بأي أسلحة تستهدف العمق الروسي.
- حول أداة التنفيذ، توقع فوروجتسوف ستاريكوف، أن تكون المسيرات تم إطلاقها من داخل موسكو بتنفيذ أوكرانيا، لضمان عدم كشفها حال إطلاقها من داخل أوكرانيا نظرًا للمسافة، مشيرًا إلى أن المسيرات التي تحلق على مستوي منخفض يصعب على أجهزة الدفاع الجوي كشفها بسهولة، بل يتم السيطرة عليها إلكترونيا في الأجواء وإسقاطها في منطقة تسمي “الآمان” لضمان عدم وقوع أي إصابات.
- أكد الباحث الروسي في مؤسسة “فولسك” العسكرية، أن خلال العملية نجح الدفاع الجوي الروسي في السيطرة على المسيرتيين بالفعل إلكترونيا قبل أن تُنفذان هجومهما الإرهابي، ولا يزال التحقيق مستمر حول مكان إطلاق المسيرات.
تهديد روسي
- دعا نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي ديميتري ميدفيديف إلى “التخلص” من الرئيس الأوكراني وأعوانه، بعدما تعرض مقر إقامة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى هجوم بطائرتين مسيرتين. وقال ميدفيديف:” هجوم الدرون لا يترك لروسيا أي خيار سوى التخلص من زيلينسكي وأعوانه”.
-
وفي وقت سابق،طالب رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين اليوم الأربعاء، باستخدام الأسلحة القادرة على ردع النظام في كييف وتدميره. وأضاف في بيان على تطبيق تيليغرام للمراسلة أن روسيا يجب ألاتتفاوض مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعد الهجوم المزعوم الذي نفت كييف مسؤوليتها عنه.
النفي الأوكراني
- قال الرئيس الأوكراني، فلوديمير زيلينسكي، إنه بلاده لم تستهدف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أو العاصمة الروسية موسكو، مؤكدا أن الجيش يقاتل فقط على الأراضي الأوكرانية.
موقف واشنطن
- المعسكر الأمريكي شكك في رواية موسكو، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إن واشنطن تنظر بعين الريبة لكل ما يصدر عن الكرملين، ونتعامل مع أي تصريح صادر على أنه “يحتوي على قدر كبير من المبالغة”.
تلفيق الهجوم؟
- هنا يقول فاديم أريستوفيتش الأكاديمي في الشئون الدولية بجامعة تافريسكي الأوكرانية، أن جميع الدلالات تثبت أن الموضوع مبالغ فيه وبعيدًا عن التورط الأوكراني.
ويُضيف فاديم أريستوفيتش، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن الكرملين يحاول توظيف الحادث الذي وصفه بـ”المصطنع” من زجل دعاية داخلية مع قرب الانتخابات المحلية ثم الرئاسية مارس المقبل، كما يُعد تمهيدًا لشد هجمات أكثر دموية على المدنيين في كييف وجميع أرجاء أوكرانيا.
وأشار الأكاديمي في الشئون الدولية بجامعة تافريسكي الأوكرانية، إلى تحركات جميع وسائل الإعلام الروسية عقب الحادث واتهام كييف دون تحقيق أو أدلة، مما يؤكد أن الهجوم مصطنع من أجل غايات أخري ستنكشف خلال الأيام القليلة الماضية.
استفزاز أوكراني؟
في السياق يؤكد الدكتور آصف ملحم، مدير مركز “جي سي إم” للدراسات ومقره موسكو، أن العملية تصعيد وتحول جذري، فروسيا تلاشت منذ بداية الحرب استهداف مراكز اتخاذ القرار وزلينسكي في كييف، وما حدث استفزاز فعلي وبداية للهجوم المضاد الذي يسعى الغرب إليه منذ أشهر.
وأوضح ملحم، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن أندريه يرماك، مستشار مدير مكتب زيلينسكي، نشز قبل الهجوم بـ5 ساعات عبر التيلغرام، صورة كرتونية لصاروخ، مع العلم لم يكن في ذلك التوقيت أي ضربات او استهدافات، وتابع ملحم: “مدير مكتب زيلينسكي دائم استباق أي هجوم أوكراني أو عملية ذات صدى برسومات تعبيرية.
وتوقع آصف ملحم، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن تتسع بالفعل رقعة المعارك نتيجة تكثيف موسكو القادم من القصف في أوكرانيا، وقد يدفع ذلك بولندا أو مولدوفا الي التورط المباشر، وبالتالي ستنحاز بيلاروسيا بجانب موسكو، وهنا تكون شرارة الحرب العالمية الثالثة اشتعلت بالفعل.
واستبعد ملحم، نظرية التخطيط الروسي للحادث كمبرر لتكثيف الضربات، قائلًا: القصف مستمر بالفعل والمعارك مشتعلة، وموسكو لا تريد تبرير لشي يتم بالفعل”.
الرد سيكون في سماء كييف
في السياق ذاته يقول محمد نبيل الباحث في العلوم السياسية إن الساعات القادمة ستشهد قصفًا روسيًا مكثفًا على كييف والمؤسسات الحكومية وكذلك المدن الحيوية المجاورة لكييف في رد صريح ومباشر على الهجوم على الكرملين، وقد استخدمت روسيا هذه الاستراتيجية من قبل ذلك في بداية الحرب قبل الانسحاب الروسي إلى شرق اوكرانيا وإقليم دونباس.