يأتي هذا في ظل الفرص المتقاربة جدا بين أبرز مرشحين لمنصب الرئيس، وهما الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان عن “تحالف الجمهور”، و كمال كليتشدار أوغلو، عن “تحالف الأمة” المعارض، وفق استطلاعات الرأي، وحرص كل منهما على أن ترجح أصوات الأقليات كفته.
خريطة الأقليات بتركيا
- تتكون من العلويين والأكراد والمسيحيين (السريان والأرمن واليونانيين)، والشركس، ويهود.
- الأكثر عددا وبروزا العلويون والأكراد.
- يشكل العلويون 10-20% من السكان، باختلاف التقديرات، غالبيتهم من “الأذريين”، والأكراد حوالي 20٪ من السكان؛ ما يعني أن لدى الجانبين ملايين الناخبين المؤثرين في سير الانتخابات.
- تصل نسبة السكان الشركس إلى 2.4%، والمسيحيون 1%، وأقل من ذلك بكثير لليهود.
الصوت العلوي
- العلويون هم ثاني أكبر مجموعة دينية في تركيا بعد المسلمين السنة، وتشير تقديرات إلى وجود ما لا يقل عن 4.5 مليون ناخب علوي، يعيشون في شرق وغرب البلاد.
- ومن خطوات كل من أردوغان وكليتشدار أوغلو تجاه هذه الفئة:
- في الأشهر الأخيرة، وعد أردوغان بمعالجة ما يعتبره العلويون مظالم يتعرضون لها لضمهم إلى كتلته التصويتية.
- وفي هذا الاتجاه، زار المسؤولون في الحكومة أماكن العبادة العلوية “بيوت الجمع”؛ ما يُعتبر اعترفا ضمنيا بشرعية هذه الأماكن.
- في 7 أكتوبر 2022 أصدر أردوغان قرارًا بإنشاء هيئة داخل وزارة الثقافة والسياحة للثقافة العلوية والبكتاشي، من أجل إدارة شؤون دور عبادتهم.
- أما منافسه كليتشدار أوغلو، فظهر تقربه من الأقليات عموما والعلويين خصوصا بإعلانه- على غير عادة قيادات حزب الشعب الجمهوري العلماني الذي يرأسه- انتماءه للطائفة العلوية في مقطع فيديو نشره على حسابه في “تويتر” بعنوان “أنا علوي”.
- شدد مرشح المعارضة عل معالجة التمييز ضد الأقليات عامة.
الصوت الكردي
حسم كليتشدار أوغلو المنافسة بخصوص الأكراد، بنجاحه في الحصول على دعمهم له مرشحا لرئاسة البلاد في نهاية أبريل بعد مفاوضات شاقة، يتوقع أنه التزم فيها بتحقيق بعض مطالب الأكراد التي لم يحققها الرؤساء السابقون، فيما يخص اللغة الكردية ومكانتهم في الدستور.
سيناريو إسطنبول
ينبه المحلل السياسي التركي تورغوت أوغلو، إلى أن الأكراد ليسوا من الأقليات، مرجعا ذلك إلى أنهم نحو 20 % من سكان تركيا (البالغين 84 مليون نسمة).
ويرجح تورغوت أوغلو توجه معظم الأقليات إلى مرشح المعارضة، بما فيهم “الإسلامين المعتدلين”، معتبرا أن هذا هو “التغيير الأبرز” داخل الساحة التركية، و”عامل مهم” في الانتخابات.
ولطالما سادت الخصومة بين حزب الشعب الجمهوري بعقيدته القومية العلمانية ومن يوصفون في تركيا بـ”الإسلاميين المعتدلين”، أو “المحافظين”؛ نتيجة توجهاتهم الدينية.
أما الشركس، فهم منقسمون في التصويت بين أردوغان وكليتشدار أوغلو، ويميل المسيحيون لمرشح المعارضة.
وعن تفسيره لوجود قبول لمرشح المعارضة بين عدد كبير من الأقليات، يقول المحلل التركي إن هذا سببه “الخطاب المتعصب داخل حزب العدالة التنمية الحاكم تجاه الأقليات السنوات الماضية، وتقاربه مع الإسلاميين المتشددين”.
ولا يستبعد أن يتكرر سيناريو انتخابات إسطنبول، حين رجّحت أصوات الأكراد ومكونات أخرى كفة مرشح حزب الشعب الجمهوري أكرم إمام أوغلو على منافسه في حزب العدالة والتنمية علي بن يدريم في انتخابات رئاسة بلدية إسطنبول عام 2019.
وفقا لمتوسط أحدث الاستطلاعات التي أعلنت عنها 18 شركة، بلغت نسبة الراغبين في التصويت لكليتشدار أوغلو 48.9 في المائة؛ ولأردوغان 45.8 في المائة.