لماذا قد تفكّر الصين في تأسيس شركة على غرار “فاغنر”؟

3


حسب خبير في الشؤون الدولية تحدث لموقع “سكاي نيوز عربية” فإن هناك عقبات تواجه الجيش الصيني للقيام باقتحام الجزيرة، على رأسها كفاءة القوى البشرية التي لم تدخل أي اختبار عسكري منذ عام 1979، مرجحا لجوء بكين لإنشاء شركات قتال لاستقدام مقاتلين محترفين مثل شركة “فاغنر” الروسية.

تنشر الصحف في الولايات المتحدة وأوروبا بين حين وآخر معلومات عن ضعف في كفاءة الجندي الصيني القتالية، خاصة في حرب طويلة الأمد؛ حيث التفتت الصين لسنوات طويلة إلى تضخيم ترسانتها من الأسلحة أكثر من تنمية قدرات الأفراد.

مؤخرا، نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية، أنه رغم إصدار الرئيس الصيني، شي جين بينغ، أوامره للجيش بالاستعداد لغزو تايوان بحلول 2027 فإن بلاده تعاني قلة إمكانيات المقاتل لديها.

قدرات الجيش الصيني

  • جيش الصين هو الثالث عالميا في تصنيف القوة العسكرية حسب موقع “غلوبال فاير باور”، إلا أنه الأول من ناحية عدد القوة البشرية بأكثر من مليوني فرد نشط.
  • أسطولها البحري هو الأكبر بنحو 355 سفينة نشطة مقارنة بالبحرية الأميركية البالغ عددها 296.
  • في عام 2021، ذكر الاتحاد الأوروبي أن الصين توسع أسطولها البحري بما يعادل البحرية الفرنسية بأكملها كل 4 سنوات، وهو ما رجحه البعض بأنه تجهيز لغزو تايوان الذي سيعتمد على تطويقها بحريا.

نقطة ضعف

رغم كل الإمكانيات العسكرية والتكنولوجية والمادية المتاحة للجيش الصيني فإن القوة البشرية التي تمتلكها بكين قد تكون غير كافية للقيام بحرب موسعة في تايوان.

من مؤشرات ذلك:

  • قامت الحكومة الصينية في بداية أبريل بمراجعة قوانين التجنيد للسماح للمتقاعدين من الخدمة بإعادة التجنيد.
  • تشمل التعديلات الجديدة أحكامًا محددة في زمن الحرب، بما في ذلك إجراءات لزيادة أعداد القوات بسرعة.
  • يعلق بليك هيرزنجر، وهو ضابط سابق في المخابرات البحرية الأميركية والمحلل في مركز دراسات الولايات المتحدة، بأن الجيش الصيني يعاني مشكلات مثل الفساد والهيكل القيادي الصارم، وهو ما يجعل الأمور معقدة مع نشوب حرب.
  • يدرك القادة الصينيون جيدًا هذه التحديات، حسب هيرزنجر، ويركزون على تحسين جودة قواتهم ليصبحوا أكثر اكتفاءً ذاتيا من الأسلحة، مع تطوير قدرات قواتها البشرية.

الطريق الروسي

يتفق الخبير في العلاقات الدولية جاسر مطر، بشأن أن الصين “قد تكون لديها بالفعل أزمة كبيرة في قدرات أفراد جيشها على الدخول في حرب مفتوحة مع تايوان”.

يستدل بدوره على هذه الأزمة بأن:

  • بكين استشعرت هذا الخطر؛ ولذا عملت على تكثيف التدريبات والمناورات التي تحاكي اقتحام تايوان.
  • الصين لن تجازف بحرب ما تايوان وهي غير مستعدة، وقد تلجأ للحل الروسي، أي إنشاء شركة قتالية تجذب مقاتلين أكفاء لتنفيذ مهمات داخل وخارج الحدود، على طريق شركة “فاغنر” الروسية.
  • قانون التجنيد الجديد الذي وضعته الصين بشأن السماح للمقاتلين المتقاعدين بالرجوع للخدمة قد يكون الباب المؤدي لتنفيذ هذا الأمر.

يرى مطر في هذا الأمر بابا كذلك لتأكيد التعاون العسكري بين روسيا والصين، حيث لم يستبعد أن تمد موسكو بكين بتكنولوجيا شركات القتال مثل “فاغنر”.

إلا أن تأسيس مثل هذه الشركة في الصين قد يجلب أزمات كذلك بخلافات تنشأ بينها وبين الجيش النظامي، على غرار الأزمات التي طفت على السطح بين “فاغنر” والجيش الصيني، وتهدد من حين لآخر سير القتال في أوكرانيا.