كيف تمكن أردوغان من كسب أصوات الولايات التي ضربها الزلزال؟

5


وخلف الزلزال المدمر، الذي وقع في فجر 6 فبراير الماضي، أكثر من 50 ألف قتيل، وتضرر منه قرابة 14 مليون شخص في ولايات: كيليس وديار بكر وأضنة وعثمانية وغازي عنتاب وشانلي أورفا وأديامان ومالاطيا وهاتاي وكهرمان مرعش.

ورغم الدمار الهائل إلا غالبية أصوات هذه الولايات في جنوبي تركيا ذهبت لصالح الرئيس رجب طيب أردوغان وتحالف “الشعب” الحاكم الذي تمكن من تصدر الانتخابات البرلمانية بفارق كبير عن تحالف “الأمة” المعارض.

وفي سبع من الولايات العشر المتضررة من الزلزال، تصدر أردوغان في حين حصد كليجدار أوغلو الصدارة في ثلاث ولايات.

وسجل حزب العدالة والتنمية المركز الأول في تسع مدن وحزب اليسار الأخضر في ولاية واحدة، حيث حصل أردوغان على قرابة 72 في المئة من أصوات في كهرمان مرعش مركز الزلزال والولاية الأكثر تضررا، وكانت نسبته أكثر من 60 في المئة في بقية الولايات التي فاز فيها.

أسباب الدعم

المحلل السياسي، دانيال عبد الفتاح، المقيم في إسطنبول، فسر لموقع “سكاي نيوز عربية”، الأسباب التي دعت الولايات المتضررة للتصويت بكثافة لصالح أردوغان وتحالف “الشعب” الحاكم.

• قدم الرئيس أردوغان للمناطق المتضررة الكثير من العطايا من خزانة الدولة، أهمها تقديم منحة مالية في حدود 500 دولار لكل العائلات المتضررة بصرف النظر عن حجم الضرر الواقع عليهم.
• تخصيص 100 مليار ليرة تركية للمساعدات المقدمة إلى ضحايا الزلزال.
• قدمت الحكومة مساعدات للمباني السكنية التي تعرضت للدمار.
• التعهد بإزالة الركام من المدن وإعادة بناء المنازل المدمرة والمنازل التي تعرضت للضرر.
• تقديم دعم للمشروعات الصغيرة التي تضررت من الزلزال.
• توفير الرعاية الصحية للمتضررين وتقديم العون لهم.
• قامت الحكومة باستئجار غرف في الفنادق العامة والسياحية لاستضافة متضرري الزلزال.
• توقيف الدراسة في الجامعات وتحويل المدن الجامعية إلى مأوى لمتضرري الزلزال.
• تعمد حزب العدالة والتنمية أن تكون الحملة الانتخابية بسيطة بعيدة عن البذخ والإبهار والمهرجانات مراعاة لضحايا الزلزال.

تعهدات أردوغان

أثناء جولاته الانتخابية، كرر أردوغان تعهد حكومته بإعادة إعمار المناطق المتضررة من الزلزال، وتضميد جراح المنكوبين، على أن تتولى الدولة إنشاء المساكن وتسليمها للمواطنين المتضررين بلا أي مقابل خلال عامين.

وأعلن أن الحكومة تعمل على إنشاء 650 ألف شقة سكنية في المناطق المنكوبة جراء كارثة الزلزال، مشيرا إلى أنها تهدف إلى تسليم 319 ألف منزل لأصحابها في غضون عام.

وأوضح أن عملية إعادة إعمار المدن تتناسب مع تاريخها وثقافتها، وتلبي احتياجاتها الاجتماعية والتجارية، مشيرا إلى أنه تم تعزيز الصناعات القائمة في كهرمان مرعش، وسيتم إنشاء منطقة صناعية جديدة في منطقة أفشين، وإن الحكومة ستتخذ جميع الخطوات اللازمة لتعويض خسائر المنتجين والمزارعين، وبخاصة توفير الديزل والأسمدة ومستلزمات تربية المواشي.

غياب البديل

من جانبه، يقول أستاذ العلوم السياسية، علي شارك أوغلو، إن المعارضة ترقبت أن يعاقب الأتراك أردوغان على كارثة الزلزال والأزمة الاقتصادية غير أن الأمور لا تُدار بهذه الطريقة.

وأضاف شارك أوغلو “أن سكان المناطق المتضررة من الزلزال يجهلون كيف سيمضون في حياتهم، وعندما بحثوا عن معلومة تمنحهم الثقة لم يروا تحالف الأمة المعارض وكمال كليجدار أوغلو في موضع يمكنهم من تقديم العون، ولم يروا فيهم بديلا يمكنه انتشالهم”.