وبالتزامن مع موافقة الغرب على حصول كييف على طائرات “إف-16 ” ووسط هذا السباق، قالت تقارير غربية إن الحلفاء الغربيين يعكفون على وضع رؤية استراتيجية لتعزيز الدفاعات الأوكرانية مستلهمين في ذلك النموذج الأمني الإسرائيلي، حيث ستسمى تلك الخطة بـ”ميثاق كييف الأمني”.
ماذا تفعل أوكرانيا لتعزيز جيشها؟
بدأ الجيش الأوكراني حملة تجنيد واسعة للهجوم المضاد هذا الصيف، وفقا لصحيفة “وول ستريت جورنال” .
وقالت الصحيفة الأميركية، الإثنين، إن كييف تمتلك حوالي 20 لواءا (من 3,000 إلى 5,000 جندي) تدربهم لاختراق الخطوط الروسية واستعادة الأراضي.
كما أنشأت أوكرانيا كتيبة عسكرية جديدة تسمى ” أرتان” عبارة عن:
- مدنيين لم يسبق لهم الحرب بهدف تحويلهم إلى قوات نخبة خاصة.
- سيكونون في طليعة الهجوم المضاد الأوكراني المحتمل.
- مهامهم اختراق صفوف الروس لاستعادة الأراضي من يد موسكو.
- تم تشكيل الوحدة خلال الصيف الماضي من 70 عنصرا ويصل تعدادها حاليا إلى 350 جندي.
- يتمتع 20 في المائة منها بخبرة عسكرية وبعض عناصرها هذه أولى مهامهم العسكرية.
- خاضعة لإشراف الاستخبارات العسكرية الأوكرانية.
- تتدرب على جميع فنون القتال ومجهزة بالأسلحة الغربية المتطورة.
- قبل الالتحاق يخضع المجند لاختبارات الكشف عن الكذب واللياقة البدنية.
وأطلقت كييف في الشتاء حملة تجنيد واسعة في البلاد بهدف ضم نحو 40 ألف مجند ومتطوع لتشكيل 12 كتيبة جديدة بهدف شن هجومها المضاد واستعادة أراضيها.
كما حصلت على أسلحة غربية متطورة بينها دبابات وصواريخ بريطانية وألمانية وأميركية وفي طريقها للحصول على طائرات “إف-16 “.
ووفق مراقبون فإن كتيبة “أرتان” بدأت عملها، مستدلين على حديث روسيا عن عمليات توغل عبر الحدود ينفذها “مخربون” قدموا من أوكرانيا.
ميثاق كييف الأمني
وعلى الصعيد ذاته، يدرس قادة الغرب رؤية استراتيجية لتعزيز الدفاعات الأوكرانية مستلهمين في ذلك النموذج الأمني الإسرائيلي.
وقال الرئيس البولندي أندريه دودا، لـ”وول ستريت جورنال”، الإثنين، إن وجود اتفاقية أمنية لأوكرانيا مستندة على النموذج الإسرائيلي، ستعطي الأولوية لعمليات نقل الأسلحة والتكنولوجيا المتطورة لكييف.
وأضاف دودا: “هذا المفهوم يكتسب الآن زخمًا بين الدول الغربية وسيكون ضمن جدول أعمال قمة الناتو التي ستعقد في يوليو المقبل في ليتوانيا”.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين غربيين قولهم إن هذه الاتفاقية:
- تُعرف باسم “ميثاق كييف الأمني” ومن المحتمل التوقيع عليها بعد قمة الناتو مباشرة.
- مرتبطة بانضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو مستقبلاً دون أن يكون الأخير طرفا في أي صراع مع روسيا.
- لن ترتبط بأي عملية تسوية بين موسكو وكييف.
- أميركا ستعمل كضامن رئيسي للترتيبات الأمنية بمشاركة الأوروبيين.
وفي سبتمبر 2022، تقدمت أوكرانيا بطلب للانضمام للناتو، لكن موسكو أعلنت أن هذا التوجه أحد أسباب الحرب.
روسيا تتجهز
في المقابل وفي استباق للهجوم الأوكراني المحتمل، أطلقت موسكو حملة تجنيد واسعة في الأشهر الأخيرة.
وأعلنت مطلع هذا الأسبوع، انضمام 117 ألف و400 جندي ومتطوع إلى صفوف جيشها، فضلا عن تعزيز قواتها بالأسلحة المتطورة والدفاعات الجوية وخطوط الإمداد اللوجيستية خاصة في المناطق التي سيطرت عليها شرقي أوكرانيا.
ووفق تقرير المعهد الملكي للخدمات المتحدة البريطاني، فإن أوكرانيا ستواجه الآن تحديات تكتيكية كبيرة في هجومها المضاد.
كما تمكن الجيش الروسي في الآونة الأخيرة من تحديد أوجه القصور لديه، وتطوير استراتيجياته لتصبح وحداته أكثر تنسيقًا وقدرة على التعامل مع التهديدات.
كما أدخل الكثير من التحسينات على مختلف فروع قواته وشملت:
- الوحدات الهندسية.
- ألوية الدبابات والمدفعية.
- الدفاعات الجوية.
- أنظمة الحرب الإلكترونية.
- قوات المشاة الروسية حيث تمكنت من التعامل مع أوضاع الحرب لتصبح أكثر فاعلية، وفقا لمجلة نيوزويك الأميركية.
وعن الميثاق الأمني لكييف وانضمامها لحلف الناتو، يقول الخبير العسكري الأميركي، جون دينيس، إن قبول أوكرانيا في الحلف الغربي سيحبط التسوية السياسية لأزمتها، وسيؤكد صواب نهج موسكو، ويقوض مبادئ الحلف، كما أن أوكرانيا غير مستعدة سياسيا في الوقت الحالي.
وأضاف أنه : “من غير المرجح أن تهزم القوات الأوكرانية الجيش الروسي وتجبر موسكو على الاستسلام، الاتفاق السياسي هو الطريق الأكثر احتمالا لإنهاء هذه الحرب”.
أما المحلل العسكري الروسي فلاديمير إيغور، فيقول إن الولايات المتحدة تريد استمرار النزاع حتى إلى مالا نهاية.
وأضاف لموقع “سكاي نيوز عربية” أن الهجوم الأوكراني المضاد محفوف بالمخاطر بالنسبة للغرب واحتمالات نجاحه تتضاءل يوميا لذا يضخ الغرب أكبر كمية من السلاح لمفاقمة الوضع.
وعن استلهام الغرب النموذج الأمني الإسرائيلي، يتابع: “الغرب يريد شرعنة المساعدات العسكرية الهائلة لأوكرانيا ويشن حربا هجينة على موسكو، وانضمام أوكرانيا يعني أن نظام كييف لن يتخلى عن محاولة إعادة الأراضي المفقودة، لنصبح أمام المادة الخامسة من معاهدة الناتو وفي تلك اللحظة سنكون أمام حرب عالمية ثالثة”.