الخطر النووي يقترب
قال رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، عقب توقيع وزير دفاعه للوثيقة مع الجانب الروسي، إن نقل بعض الأسلحة النووية التكتيكية من روسيا إلى بيلاروسيا قد بدأ بالفعل.
وهنا يقول موسيينكو ماتوزوف المتخصص العسكري بالمعهد الوطني الأوكراني للدراسات الاستراتيجية، إن الخطوة الروسية تأتي لتزيد من وتيرة الصدام بين الغرب وموسكو، لعدة أسباب:
- روسيا تحاول بشكل رسمي دخول بيلاروسيا في حربها بعد أكثر من عام على الحرب.
- نشر تلك الأسلحة في بيلاروسيا تهديد مباشر لأوروبا وبوابتها الغربية بالفعل .
وأضاف موسيينكو ماتوزوف، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن القرار وتنفيذه بالفعل كرت من كروت الضغط الروسية على الغرب من خلال بوابة حليفتها بيلاروسيا، من خلال تلك الأسلحة يكون غرب أوروبا في مرمي تلك الصواريخ النووية، فالخطر هنا ليس المقصود به أوكرانيا فحسب، بل الغرب بالكامل.
وأوضح موسيينكو ماتوزوف، أن تنفيذ تلك الخطوة أيضا في ذلك التوقيت، يشير إلى احتمالية كبيرة باستخدام موسكو السلاح النووي المحدود في ظل ما تعانيه من خسائر عسكرية مقارنة بما حققته على الأرض.
وكانت موسكو سلمت بالفعل إلى مينسك نظام الصواريخ إسكندر أم التكتيكية، القادر على حمل الرؤوس النووية والتقليدية، كما ساعدت موسكو في إعادة تجهيز الطائرات البيلاروسية لاستخدام الذخائر النووية أيضا.
إجراء احترازي
على الجانب الأخر يرى الروس أن تلك الخطوة تعد ضمن خطواتها احترازية نتيجة الحرب الغربية المباشرة ضد موسكو والمتمثلة في الدعم العسكري و المخابراتي إلى كييف؛ وهنا يقول أوليغ أرتيوفسك الباحث في الشأن الدولي بمؤسسة “فولسك” العسكرية، أن الغرب متورط بالفعل في حرب شاملة ضد روسيا.
ويُضيف أوليغ أرتيوفسك، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن نشر تلك الأسلحة في بيلاروسيا يعود لعدة أسباب منها:
- النشاط العسكري الكبير لحلف “الناتو” والذي أصبح أكثر عداءً لموسكو .
- انضمام فلندا إلى الناتو ومحاولة عسكرة الجبهة الغربية الأوروبية المتاخمة لحدود روسيا .
- روسيا وبيلاروسيا يشتركان في العقوبات الغربية المفروضة عليهم .
في السياق قال الباحث المتخصص في الشؤون الروسية الأوروبية، الدكتور باسل الحاج جاسم، إن الاتفاق بين موسكو ومينسك ينص على نقل الأسلحة النووية التكتيكية إلى منشآت خاصة في بيلاروسيا، ويشكل الاتفاق خطوة رمزية أكثر منها خطوة فعلية نحو الاستخدام الفعلي لتلك الأسلحة المدمرة، ولكنها تمثل نقلة نوعية وخطوة استراتيجية في سياسات روسيا الخاصة بالسلاح النووي.
وأضاف باسل الحاج جاسم، في تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية” أن الاتفاق رسالة للغرب وللولايات المتحدة أن موسكو جاهزة وعازمة على الدفاع عن نفسها إلى آخر رمق، وتمتلك القدرة على نقل أسلحتها النووية التكتيكية إلى عواصم مساندة لها سياسيًا وعسكريًا، وأن روسيا تربط بين قدرتها النووية على التهديد الفعلي وبين تهديد كيان الدولة الروسية من قبل العواصم الغربية أو في حال تهديد كيان حليف استراتيجي مهم مثل بيلاروسيا.
وكان فلاديمير بوتين، أعلن في نهاية مارس الماضي، أن بلاده ستعمل بناء على طلب الجانب البيلاروسي في نشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا، مثل ما تفعل الولايات المتحدة، ومنذ زمن، على أراضي حلفائها.