هذا التصعيد أعقب صدامات بين سكان والشرطة الكوسوفية في ثلاث مناطق ذات غالبية صربية، إثر محاولة سكان من الصرب منع رؤساء بلديات من الألبان تولي مناصبهم بعد انتخابهم في أبريل في اقتراع مثير للجدل.
هذه التوترات متكررة في المناطق الثلاثة من الإقليم الصربي السابق الذي لم تعترف بلغراد باستقلاله المعلن عام 2008، وحيث يتحدى السكان الصرب البالغ عددهم 120 ألف نسمة، الحكومة المحلية.
خطوات بلغراد
بعد حدوث الصدامات بين الشرطة الكوسوفية والسكان الصرب، حدثت تطورات متسارعة في صربيا التي تتعهد دوما بحماية الأقلية الصربية في كوسوفو، كالتالي:
- أمر الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش، الجيش، الجمعة، بأن يكون في حالة تأهب و”التحرك” في اتجاه الحدود مع كوسوفو.
ترأس فوسيتش اجتماعا للجنة الأمن القومي، صباح السبت، وتبنى الاجتماع خطة “أنشطة أمنية تهدف إلى تعزيز القدرات الدفاعية لصربيا”. - لجنة الأمن القومي تبقي قوات صربيا المسلحة في حالة تأهب قصوى حتى إشعار آخر.
تاريخ الصراع
هذا التصعيد الخطابي الصربي ليس جديدا، إذ وضعت بلغراد، الجيش الصربي في حالة تأهب عدة مرات في السنوات الأخيرة اثر حوادث مماثلة، كان أبرزها:
- اندلاع تصعيد خطابي بين البلدين الخريف الماضي على خلفية محاولة كوسوفو فرض غرامات على الأقلية الصربية التي لم تسجل أرقام سيارتها بأرقام الدولة.
- حدوث توترات بعد إعلان استقلال كوسوفو في عام 2008 وعدم اعتراف بلغراد به وتشجيعها الأقلية الصربية على الالتزام بوفائها لصربيا
- مناوشات بين جيش تحرير كوسوفو والقوات الصربية في التسعينيات تطورت لحرب وتدخل دولي لحلف الناتو لحماية الأقلية الألبانية في ١٩٩٨
دعوات التهدئة
الدول الغربية تعاطت مع التطورات خلال اليومين الماضيين، بجدية كاملة، وأصدرت عدة بيانات لمحاولة السيطرة على وضع ونزع فتيل التصعيد.
- الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة وإيطاليا وألمانيا دعت سلطات كوسوفو إلى “التراجع الفوري عن قرارها” بنشر القوات الخاصة في الأقاليم الثلاثة.
- الدول الخمس أبدت قلقها أيضا بشأن قرار صربيا رفع مستوى جاهزية قواتها المسلحة.
- حلف شمال الأطلسي (الناتو) دعا المؤسسات في كوسوفو إلى خفض فوري للتصعيد وكلّ الأطراف لحل الوضع من خلال الحوار.
- رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي تجاهل الضغط الغربي عبر التأكيد أنه يتفهم مخاوف الشركاء لكن أي خيار آخر سيكون بمثابة عدم الوفاء بالالتزامات الدستورية.
خطر التصعيد
وتعقيبا على الموقف الراهن، قال المحلل التشيكي الكندي المتخصص في الشؤون الدولية، ميتشل بيلفر، لـ”سكاي نيوز عربية”:
- غرب البلقان دائمًا على شفا صراع جديد وتتركز معظم الجهود منذ سنوات على تجميد الصراعات بدلا من حلها.
- التوترات الحالية يمكن التلاعب بها بسهولة في الوقت الراهن أكثر من أي وقت مضى لتحقيق أهداف قوة عظمى أكبر، بالنظر إلى أن صربيا حليف طويل الأمد لروسيا وكوسوفو مدينة باستقلالها للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو).
- يبدو أن الغزو الروسي لأوكرانيا قد يشجع بعض حلفاء موسكو إلى استخدام وسائل أكثر عدوانية سعيا وراء مصالحهم المحلية علما بأن روسيا ستدافع عنهم سياسيا.
- ليس هناك مصلحة حقيقية في الوقت الراهن لحل التوترات وديا في إطار مستدام لذلك من السهل جدًا إشعال الصراع في غرب البلقان مرة أخرى.
موقف الغرب
- حول إمكانية لعب القوى الغربية الكبرى دورا في نزع فتيل التصعيد، قال بيلفر إن القوى الأوروبية الكبرى مقيدة ومنشغلة بين ردع روسيا ومواجهة المشاكل الداخلية لذلك ليست في وضع يمكنها من تخفيف حدة أي صراع بين صربيا وكوسوفو. كما رأى أن اندلاع أي أعمال عدائية جديدة في القارة الأوروبية سيكون مدمرا من الناحيتين المادية والبشرية بالنسبة للقارة
موقف روسيا
- وفيما يتعلق بموقف روسيا من التصعيد الدائر بين كوسوفو وصربيا، قالت الخبيرة الأمريكية المتخصصة في الشؤون الأمنية والاستراتيجية إيرينا توسكرمان، لـ”سكاي نيوز عربية” إن روسيا تتطلع الآن إلى صرف انتباه المجتمع الدولي عن الحرب في أوكرانيا وتحاول زرع الشقاق في صفوفه وإبطاء جهود دعم كييف. واعتبرت أن “روسيا تمول الانتفاضات والاضطرابات باستخدام العملات المشفرة والنقود وقد قامت بتثبيت عملاء استخبارات لإثارة المشاكل”، منشيرة إلى أنه “من غير المرجح مشاركة روسيا بشكل مباشر في الحرب بسبب نقص القدرات”.
وحول نفس النقطة، قال المحلل السياسي جون بيركلي على “تويتر”:
- صربيا حليف وثيق لروسيا وربما تطلب الأخيرة من بلغراد التسبب في حرب لصرف انتباه الناتو عن أوكرانيا، لذلك هناك احتمال حقيقي للغاية لاندلاع حرب أخرى في أوروبا