بين الاستمرار والانهيار.. مستقبل غامض لتحالف المعارضة بتركيا

1


وتثار الآن تساؤلات كبيرة حول مصير تحالف الأمة وقادته، وهل يمكن أن يستمر بعد الخسارة، أم ستتقطع بهم السبل.

وطرح موقع “سكاي نيوز عربية” هذه الأسئلة على مسؤولين من المعارضة ومحللين سياسيين.

ومساء الأحد، فاز أردوغان في جولة الإعادة ليبدأ فترة ثالثة من الحكم، مع احتفاظ حزب العدالة والتنمية وتحالفه بأغلبية مقاعد البرلمان.

التحالف مستمر

القيادي في حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب التحالف والمعارضة، دانيز شام أوغلو، يؤكد أن التحالف “مستمر في عمله، وستشهد الفترة القادمة الاستفادة من التقصير الذي حصل خلال الانتخابات الحالية”.

ورغم الخسارة، يرى شام أوغلو أن “المعارضة الآن باتت أقوى من ذي قبل، فهي تمثل نصف رأي الشارع التركي؛ وبذلك ستكون القرارات شجاعة أكثر؛ اعتمادا على الدعم الذي تلقته من التصويت لها”.

ويتفق معه المحلل السياسي إسلام إوزجان، مرجعا ذلك لحرص المعارضة على البقاء.

ويوضح أن “خسارة المعارضة ستجعلهم مضطرين للعمل معًا في البرلمان؛ لأنهم يعرفون أن لديهم فرصة إذا عملوا معًا ضد حزب العدالة والتنمية وأردوغان، وإلا فإن وجودهم لن يكون له أي معنى؛ لذلك، أعتقد أن التحالف سيستمر لبعض الوقت”.

انهيار التحالف

في المقابل، يتوقع المحلل السياسي إردي أوزتورك أن يستقيل كمال كليجدار أوغلو، من زعامة حزب الشعب الجمهوري، “وتحدث حركة استقالات كبيرة، أو حتى يخرج من رحم الحزب أحزاب صغيرة، وهو أمر لن يكون في صالح المعارضة”.

ويبرر ذلك بأن حزب الشعب الجمهوري: “أصبح في وضع صعب بعد الخسارة، ولم يتمكن من عمل طفرة بزيادة عدد مقاعده بشكل كبيرة في البرلمان، وحتى الزيادة التي تمت ستذهب للأحزاب التي تحالفت معه”.

صراع داخلي

ويتفق معه المحلل السياسي التركي، جواد غوك، الذي يرى “أن خسارة الانتخابات ستؤدي إلى تفكك تحالف الأمة”.

وبجانب توقعه كذلك باستقالة كليجدار أوغلو، فإنه يرجح أن الخسارة “ستعصف بحزب الشعب الجمهوري، وتبدأ خلافات حادة داخل الحزب بين جناحي العلمانيين المتشددين من المدن الغربية وبين العلويين الأكراد في الحزب، حيث سيتنافس كل جناح على اقتناص زعامة الحزب”.

معلومات عن تحالف الأمة

  • تأسس في فبراير 2022 تمهيدا لانتخابات 2023.
  • يضم 6 أحزاب معارضة تُعرف إعلاميا بـ”الطاولة السداسية”، وهي من أيديولوجيات مختلفة، ما بين العلمانية الأتاتوركية والقومية من جهة، والتيار اليميني المحافظ.
  • هذه الأحزاب هي: حزب الشعب الجمهوري بقيادة كمال كليجدار أوغلو، حزب الخير بقيادة ميرال أكشنر، حزب السعادة بقيادة تمل كرم الله أوغلو، الحزب الديمقراطي بقيادة غولتكين أويسال، حزب الديمقراطية والتقدم بقيادة علي باباجان، حزب المستقبل بقيادة أحمد داود أوغلو، والأخيران منشقان عن حزب العدالة والتنمية.
  • في 13 فبراير، اجتمع القادة الستة، وأصدروا بيانا حول اتفاقهم على إعادة نظام الحكم البرلماني.
  • رشح التحالف رئيس حزب الشعب الجمهوري كليجدار أوغلو للرئاسة في خطوة غير مسبوقة من اتفاق أحزاب المعارضة على مرشح واحد.
  • دخل الانتخابات البرلمانية بقائمتين، الأولى تضم حزب الشعب الجمهوري ومعه أحزاب أخرى، بينما دخل حزب الخير بقوائم منفصلة.
  • حصلت قائمة حزب الشعب الجمهوري على 169 مقعدا، فيما حصلت قائمة حزب الخير على 43 مقعدا.