رغم غضب روسيا.. “الناتو” يشعل بحر البلطيق بأكبر تدريب بحري

3


بعد انضمامها رسميا إلى الحلف الغربي، تشارك فنلندا للمرة الأولى في تمرين “بالتوبس-23″، الذي يعد أكبر تدريب بحري متعدّد الجنسيات منذ عام 1972.

وفق خبراء عسكريين تحدّثوا لموقع “سكاي نيوز عربية”، فإن الناتو يرفع أعداد قواته تدريجيا في أوروبا الشرقية رغم غضب روسيا، كما أن الحرب الأوكرانية تصيب دول البلطيق (إستونيا ولاتفيا وليتوانيا) بالفزع خشية هذا المصير، ما دفعها إلى التدثر وراء حلف الناتو.

حرب باردة جديدة

المناورات الحالية في نسختها الـ52، تشارك بها دول: تركيا وبلجيكا وبلغاريا والدنمارك وإستونيا وفرنسا وألمانيا ولاتفيا وليتوانيا وهولندا والنرويج وبولندا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.

قال وزير الدفاع السويدي بيتر هولتكفيس، الأحد، إن بلده وفنلندا سينضمان أيضا للمناورات التي تستمر لمدة أسبوعين.

وأضاف هولتكفيس أن ما يحدث في المنطقة يمكن تعريفه على أنه “حرب باردة جديدة” أو “ستار حديدي جديد”، معتبرا أن ما يحصل هو “صراع بين دول استبدادية -في إشارة لروسيا- وأوروبا الديمقراطية”.

تابع من خلال التدريبات: “دول الناتو تبعث بإشارة بشأن أمن المنطقة من خلال السفن التي تم حشدها في العاصمة السويدية ستوكهولم”.

ما عدد القوات المشاركة في المناورات؟

  • 40 سفينة حربية من دول الناتو.
  • أكثر من 45 طائرة حربية.
  • 6000 بحار وطيار وجنود مشاة البحرية، وفق بيان للبحرية الأميركية.

ما هدف المناورات؟

  • ممارسة الدفاع الجوي والحصار البحري والحرب المضادة للغواصات والعمليات البرمائية ضمن بيئة دفاع مشترك، وفق بيان الحكومة الأميركية.
  • ضمان استعداد القوات للعمل والاستجابة بفعالية لأي تهديدات أمنية محتملة بمنطقة بحر البلطيق، وقال العميد البحري يوري ساسكا، قائد البحرية الإستونية، في بيان، إنه: “بالتوبس يعد هذا العام حدثا تاريخيا بالنسبة إلى بلاده”، مضيفا “لم يكن هناك مثل هذا الوجود البحري الكبير للناتو على الأراضي الإستونية من قبل”.

موطئ قدم للناتو

وفق موقع “ريتم أوراسيا”، فإن بحر البلطيق أصبح تحت سيطرة الناتو عسكريا بعد انضمام فنلندا للحلف وتقديم السويد طلبا مماثلا، رغم وجود أسطول البلطيق الروسي.

وأضاف الموقع الروسي، بعد انضمام فنلندا بدأت هي والسويد برفقة الدنمارك إجراءات لعسكرة جزر البلطيق بحجج مختلفة، بينها أن جزيرة بورنهولم على سبيل المثال كانت عام 1946 تحت الاحتلال السوفييتي، وبالتالي فالاتفاقيات الموقّعة تمت تحت الضغط فأصحبت باطلة.

وأوضح أن “الستار رُفع عن فكرة تحويل بحر البلطيق إلى بحر داخلي للناتو في عام 2018، ومنذ ذلك الحين، تشارك بريطانيا والدنمارك والنرويج في برنامج لتزويد أساطيلها البحرية بنظام “إيجيس” للمعلومات القتالية.

يقول المحلل السياسي الأميركي سيمور هيرش، إنه “بعد دعم النرويج للسويد، فالناتو أصبح يشدد قبضته على المخارج المؤدية إلى الحدود الشمالية لروسيا بعد حصوله على موطئ قدم لاختراق بحر بارنتس والمنطقة القطبية الشمالية، أي القاعدة الرئيسية للأسطول الشمالي الروسي”، وفق التقرير.

الصراع الأوكراني ودول البلطيق

في هذا الصدد، يقول الخبير العسكري الأميركي بيتر أليكس، إنه “بعد أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم في عام 2014 ومع الحرب الأوكرانية الحالية أصيبت دول البلطيق بالفزع خشية المصير نفسه، بعد أن تمتعت باستقلالها عن الاتحاد السوفييتي لأكثر من 3 عقود”.

يضيف لموقع “سكاي نيوز عربية” أن هذه الدول يسكنها عدد ليس بالقليل من الناطقين بالروسية، وهذا ما يجعلها بؤرة قابلة للانفجار في أي لحظة خاصة عندما تتقاطر قوات الناتو يتململ الدب الروسي في حوض هذا البحر.

  • دول البلطيق كثفت استعداداتها وجهوزيتها العسكرية بدعم من الناتو خلال السنوات الأخيرة تحسبا لأي تدخّل روسي محتمل.
  • تلك الدول تستعد لأي هجوم روسي وجنّدت الشباب من سن 19 سنة، كما قامت بتعبئة نفسية للسكان حال أي تحرك روسي.
  • موسكو توجِّه خطابا معاديا طوال السنوات الماضية إلى الأقلية الروسية في ليتوانيا ولاتفيا.

أما الخبير البريطاني مايكل كلارك، فيقول لموقع “سكاي نيوز عربية” إن “ليتوانيا وإستونيا ولاتفيا وبعد حرب أوكرانيا ينتابها القلق خشية انعزالها عن أوروبا وحصارها من الروس وحلفائها في بيلاروسيا، حيث تركّز الدول الثلاث على ما تفعله موسكو في بيلاروسيا المجاورة وما يعنيه ذلك لأمنها، حيث يوجد آلاف الجنود الروس على أراضي مينسك”.

وفق تعبيره: “روسيا كانت انتهازية ومستعدة لتحدي أوروبا والناتو وتهديد أمن الدول الثلاث، وإذا نجحت بالسيطرة على أوكرانيا، سيشجّعها ذلك على زيادة الضغط على دول البلطيق بالسنوات المقبلة، ما دفع تلك البلدان إلى الاختباء والتدثر وراء القوة العسكرية للناتو”.

وتابع: “بسبب ذلك تسعى الدول الثلاث إلى زيادة الإنفاق الدفاعي وتطالب واشنطن بوجود عسكري دائم وتعزيزات أكبر لحلف الناتو بالمنطقة”.