العراق.. وفيات جديدة بالحمى النزفية ورسائل من مسؤول صحي

2


وفي أحدث الأرقام، أعلنت وزارة الصحة في حكومة إقليم كردستان العراق قبل أيام، تسجيل حالتي وفاة في محافظة أربيل، فيما سجلت محافظة كركوك شمال البلاد حالة وفاة، السبت، داعية المواطنين لتوخي الحذر وعدم شراء اللحوم مجهولة المصدر، وتجنب الاختلاط بالمواشي.

ويدق ذلك ناقوس خطر وفق الخبراء، الذين يحذرون من أن المرض الذي كان منحصرا في عدد من المحافظات مثل ذي قار جنوبي البلاد، قد بدأ ينتشر في عموم مناطق البلاد.

وفي آخر إحصاء كشفته وزارة الصحة العراقية، قبل نحو أسبوع، أكدت الوزارة أن إصابات الحمى النزفية في البلاد بلغت 139 منذ بداية هذا العام، من بينها 20 حالة وفاة، داعية وزارتي الداخلية والبلديات إلى “معالجة موضوع الرعي والذبج العشوائي ونقل الحيوانات بشكل غير صحيح بين المدن والمحافظات”.

ويقول مدير دائرة صحة كركوك زياد الجبوري، في حديث مع موقع “سكاي نيوز عربية”:

  • لدينا 3 حالات منها حالة وفاة نتيجة مضاعفات المرض، وحالتان واحدة مثبتة تشخيصيا وثانية مشتبه بها.
  • زودنا مستشفى الشفاء في كركوك بكافة الأدوية والمستلزمات والكوادر الطبية المتخصصة، تحسبا لأي طارئ وأي موجة وبائية محتملة.
  • ننسق مع الجهات المعنية والمختصة في وزارة الزراعة ومديرية البيطرة والبلدية والمحافظة والجريمة المنظمة والأجهزة الأمنية الأخرى، للتحري والرصد الوبائي عبر فرق ميدانية لكشف المناطق الموبوءة ومنع المرض من الانتشار، والتعامل مع الحالات المشتبه بها بين المواشي، ومراقبة محلات بيع اللحوم ومنع حالات الذبح العشوائي.
  • الدور الأكبر في مكافحة هذا الوباء يقع على عاتق الدوائر البلدية والبيطرية والزراعية، ونحن كوزارة صحة جهة مساندة لهذه الدوائر عبر نشر الوعي الوقائي بخصوص هذا المرض بين المواطنين وعبر تولي معالجة المرضى المصابين لإنقاذ حياتهم.
  • الأهم في مثل هذه الظروف عدم شراء اللحوم من باعة جوالين أو محلات غير مرخصة، مع ضرورة أن تكون تلك اللحوم مدموغة بختم الجهات المعنية، والحرص على قواعد النظافة العامة والشخصية، مع طهي اللحوم جيدا.

ما هي الحمى النزفية؟

هي حمى فيروسية تنتقل عادة من الحيوانات المصابة للبشر عبر الدماء الملوثة أو اللحوم، وبسبب غياب الرقابة وضعف الاحترازات الصحية والضوابط الوقائية في عمل الملاحم، وذبح الحيوانات المريضة من دون فحص ورقابة.

ومع أن الفيروس يموت إن طبخ اللحم المصاب والملوث بالفيروس بشكل جيد، فإنه قد ينتقل حتى عبر دم الحيوانات المصابة.

ويحذر الخبراء من أن الفيروس قد ينتقل أيضا من إنسان لآخر، خاصة عن طريق الاتصال الجنسي أو اللعاب ومختلف سوائل الجسم.

الأعراض

تشمل الأعراض المبكرة الحمى والتعب أو الضعف أو الشعور العام بالتوعك، والدوار وآلام العضلات أو العظام أو المفاصل، والغثيان والقيء والإسهال.

أما الأعراض التي قد تصبح مهددة للحياة فتشمل نزيفا تحت الجلد أو في الأعضاء الداخلية أو من الفم أو العينين أو الأذنين، وخللا وظيفيا في الجهاز العصبي، مع الغيبوبة والهذيان وأحيانا الفشل الكلوي والتنفسي والكبدي.

طرق العدوى

تنتشر الحمى النزفية الفيروسية عن طريق مخالطة الحيوانات أو الحشرات المصابة بالعدوى، علما أن الفيروسات التي تسبب الإصابة تعيش في العديد من العوائل الحيوانية والحشرية، وتشمل في الغالب البعوض أو القراد أو القوارض أو الخفافيش.

وتنتقل بعض أنواع الحمى النزفية الفيروسية عبر لدغات البعوض أو القراد، كما ينتقل البعض الآخر عبر ملامسة سوائل المصاب، مثل الدم أو اللعاب أو السائل المنوي، ويمكن انتقال عدة أنواع أخرى منها عبر استنشاق فضلات الفئران المصابة.

وإذا سافرت لمنطقة تنتشر فيها حمى نزفية معينة، فقد تصاب بالعدوى من دون أن تظهر عليك الأعراض إلا بعد فترة، وقد يستغرق ظهور الأعراض من يومين إلى 21 يوما حسب نوع الفيروس.

طرق الوقاية

إذا كنت تعيش في مناطق تنتشر فيها هذه الأمراض أو تعمل فيها أو تسافر إليها، فاحمِ نفسك من العدوى مستخدما وسائل واقية مناسبة عند التعامل مع الدم أو سوائل الجسم، كارتداء القفازات وواقيات العينين والوجه.

وتشمل الاحتياطات أيضا توخي الحذر عند التعامل مع عينات المختبرات والنفايات وتطهيرها والتخلص منها.

ورغم عدم وجود علاج معين لمعظم أنواع الحمى النزفية الفيروسية، فقد يساعد عقارا “ريبافيرين” و”فيرازول” على تقصير مسار بعض أنواع العدوى ومنع حدوث مضاعفات ببعض الحالات.

ومن بعض أنواع الحمى النزفية الفيروسية، حمى الضنك وحمى الإيبولا وحمى لاسا وحمى ماربورغ والحمى الصفراء.