دمار سد كاخوفكا.. عواقب جسيمة وواسعة على الدول النامية

6


وفي رد فعل سريع، ارتفعت الأسعار العالمية للقمح والذرة بعد ساعات من الإعلان عن انهيار السد الأوكراني، إذ صعدت أسعار القمح بنسبة 2.4 بالمئة في التعاملات المبكرة ببورصة شيكاغو التجارية، إلى 6.39 دولار للبوشل، كما ارتفعت أسعار الذرة بأكثر من 1 بالمئة، إلى 6.04 دولار للبوشل.

ماذا حدث؟

  • دمر سد كاخوفكا الواقع على نهر دنيبرو نتيجة انفجار، الثلاثاء، مما أغرق مساحات واسعة منها أجزاء مأهولة بالسكان.
  • توجه أوكرانيا التهمة في تفجير السد لروسيا.
  • تنفي موسكو المسؤولية عن تفجير السد، لكنها تنفذ حملة ضربات جوية على نظام الطاقة الأوكراني.
  • تقول كييف إن البنية التحتية لسدود أخرى تضررت.

تحذيرات دولية

  • حذر برنامج الغذاء العالمي، من “تداعيات مدمرة”، بالنسبة للأشخاص الذين يعانون الجوع على مستوى العالم جراء تدمير سد كاخوفكا الأوكراني.
  • وفقا للتقديرات الأولية، تتوقع وزارة الزراعة الأوكرانية أن تغمر المياه نحو 10 آلاف هكتار من الأراضي الزراعية على الضفة الشمالية لنهر دنيبرو في منطقة خيرسون.
  • أشارت الوزارة إلى أنه من المتوقع غمر أضعاف هذه المساحة في المنطقة الواقعة على الضفة الجنوبية للنهر والتي تحتلها قوات روسية.
  • اعتبر منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة، مارتن غريفيثس، إن ما لحق بسد كاخوفكا قد يكون أكبر حادثة تدمير لبنية أساسية مدنية منذ بدء الحرب في أوكرانيا، مشددًا على أن تدمير السد “ضربة هائلة للنشاط الزراعي ويزيد مخاطر الألغام”.
  • مُنع سكان المناطق التي غمرتها الفيضانات في مناطق ميكولايف وخيرسون وزابوروجيا من صيد الأسماك وبيعها وأكلها، وسط تحذيرات من خطر الإصابة بالتسمم الغذائي.

تدمير المحاصيل

ووفق وكالة “أسوشيتدبرس” الأميركية، فهناك حقول زراعية ضخمة في جنوب أوكرانيا حيث انفجر السد، مما تسبب في تعريض المحاصيل للخطر في مسار مياه الفيضانات.

يقول كبير الباحثين في المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية، جوزيف جلوبر، إنه “في أي وقت تظهر علامات على تصاعد هذه الحرب، سيكون هناك الكثير من القلق، وسرعان ما تتفاعل الأسواق مع ذلك”.

وفي ذات السياق، يرى المدير الإداري لشركة أبحاث الأسواق الزراعية في البحر الأسود، أندريه سيزوف، أن “انهيار السد بدا وكأنه تصعيد كبير له عواقب وخيمة ومخاطر كبيرة”.

ومن المرجح أن تستمر التوقعات بشأن تراجع صادرات المواد الغذائية من أوكرانيا خلال الفترة المقبلة، إذ باتت كييف قادرة على تصدير 40 بالمئة من الحبوب، مما كانت عليه قبل عامين.

واعتبرت صحيفة “الغارديان” البريطانية، أن الدمار الناجم عن انهيار سد كاخوفكا قد يستغرق عقودا لعلاجه، موضحة أن “فقدان الخزان سيعني أنه سيكون هناك مياه شرب أقل بكثير للمدن في المنطقة والري للحزام الزراعي المحيط به، وسيكون لذلك تأثير غير مباشر على إنتاج الغذاء، وعلى صادرات القمح والذرة وزيت عباد الشمس وفول الصويا، إلى بقية العالم”.

معاناة الدول النامية

من جانبه، قال الخبير الاقتصادي محمد شادي، في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن أوكرانيا بلد مهم للغاية في إنتاج وتصدير الحبوب، إذ تعد رابع أكبر دولة مصدرة له في العالم، وبالتالي فأي تأثير يحدث داخلها يلقي بظلاله بشكل مباشر على الغذاء في العالم أجمع، وبشكل خاص في القمح والذرة.

وبشأن تداعيات انهيار سد كاخوفكا على أزمة الغذاء العالمي، أوضح شادي، أن:

  • المنطقة التي انهار بها السد تنتج حوالي 6 بالمئة من إنتاج أوكرانيا من القمح، وهو ما يقارب 20.8 مليون طن، وبالتالي فحرمان العالم منها سيؤثر بشكل فادح.
  • بجانب ذلك فروسيا تحاول تقليل حجم ما تصدره أوكرانيا من الحبوب عبر اتفاقية البحر الأسود، أو باستهداف الأراضي الزراعية، وما حدث أمس يشير إلى انخفاض المعروض من القمح والذرة إلى الدول الفقيرة.
  • هذا سيؤثر على كمية الغذاء المتاحة للعالم، وربما نشاهد موجة ارتفاعات جديدة في أسعار المواد الغذائية كالتالي عانى منها العالم منذ اندلاع الحرب.
  • الدول النامية ستضرر بشكل كبير حال استمرار الوضع الراهن وعدم وجود تدخل لوقف هذا التصعيد، وستتأثر موازنات تلك الدول وسيتكبد ميزان المدفوعات أرقاما أكبر، كما يكلفها ديونًا إضافية.
  • مستقبلًا ومع استمرار الصراع، إما سنشاهد ارتفاعًا متزايدًا لمعدلات الجوع في العالم، او ارتفاعًا للديون، خاصة مع التشدد في السياسة النقدية على مستوى العالم.