وأكثر الأحزاب التي يتحدث الإعلام التركي عن نواياها للتحالف أو الاندماج هي المنطوية تحت تحالف الأمة المعارض، الذي يتكون من 6 أحزاب، وخاض الانتخابات الرئاسية والبرلمانية مايو الماضي، وحقق نتائج لم ترضِ كثيرا من قادته؛ وباتوا يبحثون عن تجارب أخرى للتحالف.
ويتوقع محللون سياسون أتراك تحدثوا لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن تذهب هذه الأحزاب إلى خيار الاندماج لتشكيل مجموعة برلمانية قوية تمكنها من المناورة داخل البرلمان، وخوض الانتخابات البلدية بقوة للحفاظ على البلديات التي حققت فيها المعارضة فوزا كبيرة على حزب العدالة والتنمية الحاكم في انتخابات 2019.
دوافع التحالف والاندماج
• التقارير تشير لاحتمال اندماج حزب المستقبل، الذي يقوده أحمد داوود أوغلو، وحزب الديمقراطية والتقدم “ديفا”، الذي يقوده علي باباجان، وهناك حديث عن تقارب مع حزب السعادة كذلك.
• ينص القانون على أن الحد الأدنى لتكوين مجموعة برلمانية هو 20 نائبا، ولم يحصل أي من الأحزاب الثلاثة على هذه النسبة ليشكل المجموعة منفردا، ولكن الثلاثة لديهم مجموع 35 نائبا موزعة على النحو التالي: 15 لحزب الديمقراطية والتقدم، و10 لحزب المستقبل، ومثلها لحزب السعادة.
• بالتالي أمام هذه الأحزاب خياران، أولهما تكوين تحالف يشكل مجموعة برلمانية واحدة، والثاني الاندماج تحت لواء حزب جديد.
• يظل احتمال اندماج المستقبل مع ديفا هو الأكثر واقعية؛ فكلاهما حزب جديد يتطلع لزيادة تواجده برلمانيا وسياسيا، بينما حزب السعادة الذي يملك تاريخ حافل وممتد، ربما يفضل فكرة التحالف أكثر من الاندماج.
اندماج محتمل
الصحفي في جريدة سوزجو (معارضة)، سايجي أوزتورك، تحدث عن هذه المفاوضات قائلا: “هناك مفاوضات تجرى لدمج هذين الحزبين السياسيين، لقد تم إحراز تقدم كبير في هذا الصدد، الحزبان قريبان من بعضهما البعض؛ لذلك لن يكون الدمج مؤلمًا”.
ومؤسسا حزبي المستقبل وديفا، أحمد داوود أوغلو وعلي باباجان، كان قياديين في حزب العدالة والتنمية الحاكم، وشاركا في حكومته كوزيرين، قبل اختلافهما مع الحزب والرحيل عنه.
ويتوقع أوزتورك، أنه إذا حدث اندماج في هذه الأحزاب ، فقد يُمنح داود أوغلو لقب “الرئاسة العامة الفخرية” بالإضافة إلى فترة “الرئاسة المشتركة”.
وعن فرصة وجود حزب السعادة بينهما، يقول إن المفاوضات متواصلة معه لتكوين مجموعة قوية في البرلمان، وإنه تم عقد اجتماع بين رئيس حزب السعادة تميل كرم الله أوغلو، ورئيس حزب المستقبل أحمد داوود أوغلو.
منافع متبادلة
المحلل السياسي التركي، هشام غوناي، حدد لموقع “سكاي نيوز عربية”، الدوافع التي تجعل هذه الأحزاب تفكر في الاندماج في حزب واحد.
• هذه الأحزاب بحاجة إلى بعضها لتشكيل مجموعة برلمانية تمكنهم من الحصول على فرصة الحديث والإدلاء برأيهم، وتجعل منهم قوة كبيرة.
• الحصول على دعم من الميزانية من التركية.
• في حال عدم الاتحاد ستكون هذه الدورة البرلمانية أول وأخر دورة يشاركون فيها.
تحدي الانتخابات البلدية
ويتفق معه المحلل السياسي جواد غوك، قائلا لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن اندماج هذه الأحزاب أمر بالغ الأهمية، مضيفا سببا آخر، وهو أن الانتخابات المحلية “ليست ببعيدة؛ فهي بعد 9 أشهر فقط، وبالتالي يجب على هذه الأحزاب الاتحاد للمنافسة على البلديات الكبرى”.
وينبه غوك إلى أن الاتحاد “يجب أن يتم سريعا؛ لأن حزب العدالة والتنمية الحاكم سيعمل بجد لاستعادة البلديات التي خسرها في الانتخابات الماضية، ولاسيما البلديات الكبرى في إسطنبول وأنقرة، وعلى أحزاب المعارضة العمل بجد للحفاظ عليها، وكسب المزيد من البلديات”.