وانهار جزء من السد الضخم الذي يقع في خيرسون، الخاضعة لسيطرة روسيا، صباح الثلاثاء، ما أدى إلى فيضانات في مساحات شاسعة من منطقة حرب وتهديد حياة عشرات الآلاف.
ووفق مسؤول أوكراني تحدث لموقع “سكاي نيوز عربية”، شريطة عدم ذكر اسمه، فإن كييف أعدت خططا بديلة للهجوم المضاد، وأن الهجوم مازال قائما وتم الإعداد له بشكل جيد لوجيستيا وعسكريا، رغم أن مياه الفيضانات من شأنها الحد من خيارات كييف.
وقالت كييف قبل عدة أشهر إن القوات الروسية لغّمت السد، وأشارت إلى أن موسكو نسفته كمحاولة لمنع قواتها من عبور نهر دنيبرو، بينما تُحّمل روسيا أوكرانيا مسؤولية تلك الكارثة البيئية والعسكرية في خضم الحرب.
هل بدأ الهجوم المضاد؟
وسط روايات أوكرانية متنافضة، أرجعها مراقبيين، إلى محاولة إرباك روسيا وعدم الكشف صراحة عن توقيت الهجوم حفاظا على سرية العمليات العسكرية، قال أوليكسي دانيلوف، أمين مجلس الأمن القومي الأوكراني، الأربعاء، إن بلاده لم تشن بعد هجوما مضادا لاستعادة أراضيها.
• بداية الهجوم ستكون واضحة للجميع عندما تحدث.
• المسؤولين الروس جانبهم الصواب عندما اعتقدوا أن التقدم الأوكراني في بعض مناطق خطوط الجبهة هو بداية العملية الأكبر، وفق رويترز.
• كل هذا ليس صحيحا عندما يبدأ الهجوم فجيشنا هو الذي سيقرره.
وعن تدمير السد، قال دانيلوف:
• من غير شك فإن روسيا تسببت في تدمير سد كاخوفكا على نهر دنيبرو لأن المنطقة تحت الاحتلال منذ بداية الاجتياح الروسي
ووفق هانا ماليار، نائبة وزير الدفاع الأوكراني، الأربعاء، فإن أوكرانيا تقدمت خلال الساعات الأخيرة بين 200 متر و1100 متر في بعض المناطق المحيطة بمدينة باخموت.
من جانبها، أكدت صحيفة “واشنطن بوست”، الخميس، أن أوكرانيا بدأت الأربعاء،هجومها المضاد ما يفتح الباب أمام مرحلة حاسمة من الحرب تهدف لاستعادة أراضيها والحفاظ على الدعم الغربي.
ونقلت الصحيفة عن عدة أفراد بالجيش الأوكراني، قولهم إن كييف كثفت من هجماتها في مناطق جنوب شرقي البلاد، والقتال “عنيف ومتواصل”.
• من المتوقع أن تمتد العملية على مدار عدة أشهر، بحسب الصحيفة.
• ستكون بمثابة الاختبار للاستراتيجية التي تقودها واشنطن لإعداد القوات الأوكرانية بكل الأساليب العسكرية الأكثر تطورًا.
روسيا ترد
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وصف تدمير محطة كاخوفسكايا بأنه “عمل همجي نفذته كييف بناء على توجيه من القيمين الغربيين”.
أما فلاديمير روغوف، رئيس حركة “نحن مع روسيا” في زابوروجيا، فقال الخميس، إن تدمير المحطة جزء من خطة الهجوم المضاد الأوكراني.
• أوكرانيا كانت تستعد لتدمير المحطة لإغراق المناطق الساحلية لسحب قوات واحتياطيات القوات الروسية إلى هذا الاتجاه بهدف شن هجوم في زابوروجيا.
• تمكنت القوات الأوكرانية من الحصول على موطئ قدم فقط على ارتفاع واحد بالقرب من قرية رابوتينو وهناك تدور معارك مستمرة.
• هدف أوكرانيا الاستيلاء على مدينة توكماك لاقتحام بحرف آزوف لقطع الممر البري إلى شبه جزيرة القرم.
هل يعرقل تفجير السد الهجوم؟
وعقب انهيار السد، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أنه لن يؤثر على خطط كييف المضي قدما بهجومها المضاد الرامي لاستعادة أراضيها من القوات الروسية.
لكن من المرجح أن يؤدي التدمير إلى الحد من خيارات كييف في هجومها المضاد الأولي، وفقا لصحيفة “فايننشال تايمز”.
وعن توقيت ذلك، تصف الأمر بأنه: “مريب، ويفيد روسيا إلى حد كبير لإفشال خطط كييف بالجنوب وزيادة احتمالية شن هجوم شرقي يمكن لموسكو التركيز عليه”.
أما صحيفة ” الغارديان” البريطانية، فقالت، الخميس، إن:
• الهجوم الأوكراني سيكون باهظ الثمن حتى حال نجاحه.
• بوادره ظهرت خلال العمليات العسكرية الأخيرة على عدة قطاعات على طول خطوط المواجهة.
• انهيار السد لن يؤثر على الهجوم.
• كييف لديها بدائل وخطط عسكرية لكن مهما زادت قدراتها العسكرية والقتالية ستتكبد خسائر بشرية هائلة.
• الأمر ليس من السهولة لأن موسكو أعدت خطوطا دفاعية منيعة تحسبا للتحركات الأوكرانية.
ومن جانبه قال الخبير العسكري بيتر أليكس لموقع “سكاي نيوز عربية” إن وفق المتدوال فإن التحركات العسكرية الأوكرانية الأخيرة على عدة جبهات جاءت في إطار الهجوم المضاد:
• الهجوم الأوكراني رسالة للغرب بأن مساعداته الضخمة لم تذهب هباءً، ورسالة للداخل لرفع الروح المعنوية لدى الشعب الأوكراني.
• روسيا تستفيد من تدمير سد كاخوفكا لمنع حدوث أي اختراقات لجبهتها في خيرسون.
• مع تدمير السد أصبح شن كييف عملية عسكرية في خيرسون غير واضح.
• لدى أوكرانيا خطط بديلة بعد تقييم الأضرار الناجمة عن انهيار السد، وإن مثّل كارثة لكنه لن يوقف هجوم أوكرانيا المضاد.
• من المحتمل أن فجرت موسكو السد لتعطيل تقدم الأوكرانيين وإغراق الجزر الواقعة في اتجاه مجرى نهر دنيبرو بعد أن استعادت القوات الأوكرانية السيطرة عليها.