فضلا عن الأخطار التي خلفتها الكارثة على إمدادات الطاقة والغذاء والمياه في المناطق المنكوبة، علاوة عن انتشار الألغام ولا سيما العائمة منها والأمراض بفعل الضرر الواسع الذي لحق بالمناطق التي غمرتها مياه الفيضان، ومن ضمنها مناطق عديدة مأهولة بالسكان.
التنوع الحيوي في خطر
ووفق خبراء، فإن من أخطر أوجه الكارثة هو الضرر الذي لحق بالتنوع الحيوي، مهددة بالمزيد من الآثار المدمرة خاصة للبيئة النهرية وثروتها السمكية في دنيبرو، وأبرزها نفوق أعداد ضخمة من الأسماك جراء انهيار السد، وسط تحذيرات السلطات الصحية الأوكرانية من صيد واستهلاك السمك من قبل سكان المناطق المغمورة بالفيضانات كميكولايف وخيرسون وزابوروجيا، خشية الإصابة بالتسمم الغذائي الحاد.
وحذر الخبراء من أن مختلف الكائنات المائية هي في خطر من رخويات ومحار ونباتات، وأن تداعيات الكارثة السلبية ستطال التنوع الأحيائي في المنطقة ككل.
خبير مائي يشرح
يقول الخبير الجيولوجي والمائي الدكتور رمضان حمزة، في حديث لموقع سكاي نيوز عربية:
- نتيجة انهيار السد، فإن مياه الفيضان جرفت الأسماك لخارج حوض السد، وهو ما يعني أن ما حدث من كارثة هو بمثابة “إبادة بيئية” موصوفة.
- فعندما يحدث انهيار سد ويتدفق الماء من خزانات السدود، فإنه قد يحدث تدفق للمواد الصلبة والمواد العضوية المحمولة في الماء، إذا كان هناك نمو كثيف للمرجان في المنطقة المتأثرة، فقد ينقلب المرجان المكسور ويطفو فوق السطح مع التيارات المائية.
- لإن تواجد كميات كبيرة من المرجان الطافي على السطح، يمكن أن يؤدي لتكوين طبقة كثيفة من المادة العضوية على السطح، وعندما تبدأ هذه المادة في التحلل فإنها تستهلك الأكسجين المذاب في الماء، وهذا الاستهلاك الزائد للأكسجين يمكن أن يؤدي إلى نقص شديد في نسبة الأكسجين المتاحة في الماء، مما يؤدي لنفوق الأسماك وكثير من الكائنات في خزان السد . ذلك أن انخفاض نسبة الأوكسجين في الماء يؤثر سلبا على الكائنات الحية الموجودة في الماء، بما في ذلك الأسماك، إذا ما تدنت نسبة الأوكسجين إلى مستويات منخفضة جدا، فإن الأسماك قد تجد صعوبة في التنفس وقد تعاني من اختناق وتموت.
- السبب الأرجح لنفوق كل هذه الأعداد الضخمة من الأسماك هو النقص الشديد في نسبة الأوكسجين واختناقها، وهو ما يستدعي القيام بمعاينات ميدانية وأخذ عينات المياه من أجل الوقوف على أسباب نفوق هذه الأسماك بدقة .
- التحذير من استهلاك الأسماك مرده أن البيئة المائية التي تعيش فيها الآن ملوثة وتهدد بنشر الأمراض والأوبئة، كما أنها قد يكون قد حدث تسرب لمواد كيماوية سامة للمياه نتيجة الفيضان والفوضى، ولهذا فتناولها قد ينطوي على مخاطر صحية قد تصل لحد التسبب بالوفاة.
- تداعيات انهيار السدود وتأثيرها على البيئة المائية مشكلة خطيرة، لذا من الضروري اتخاذ إجراءات لتقليل هذا التأثير السلبي، بما في ذلك وضع خطط للتعامل مع انهيار السدود المحتمل، وتقديم الدعم للحياة المائية.
- ستتضح أكثر مع الأسف عواقب المأساة خلال أسبوع من تاريخ انهيار السد تقريبا، عندما تختفي المياه، وليظهر ما تبقى وماذا سيحدث بعد ذلك.
سد كاخوفكا
- يقع السد على نهر دنيبرو، وبجانبه محطة كاخوفكا الكهرومائية، ويحتجز 18 مليون متر مكعب من المياه.
- يبلغ ارتفاعه 30 مترا وطوله 3.2 كيلومتر، قد أنجز في عام 1956.
- شكل السد خلفه بحيرة بحجم مماثل تقريبا لبحيرة سولت ليك الكبرى في ولاية يوتا الأميركية، كما أنها تزود شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا في عام 2014، بالمياه.