خطوة لـ”عالم متعدد الأقطاب”.. رسائل اتفاقيات تبون وبوتين

5


ويرصد خبير سياسي من روسيا، واقتصادي من الجزائر، لموقع “سكاي نيوز عربية” رسائل زيارة الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، وما تخللها من لقاءات واتفاقات مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، الساعي لكسر طوق العقوبات والحصار المفروض على بلاده من جانب الولايات المتحدة ومعظم أوروبا.

وخلال الزيارة التي استغرقت 3 أيام، أبرم بوتين وتبون اتفاقيات تهدف إلى تعميق “الشراكة الاستراتيجية”، فيما تسعى روسيا إلى تعزيز وجودها في أفريقيا.

علاقة توافق

يصف الخبير الاقتصادي الجزائري، مراد كواشي، علاقات البلدين بأنها يسودها “توافق سياسي ودبلوماسي في مختلف القضايا التي تخص الشرق الأوسط”.

وتناهز قيمة التبادلات التجارية بين البلدين 3 مليارات دولار، وتعد روسيا أكبر مورد للسلاح للجزائر؛ حيث تستورد الأخيرة 80 في المئة من أسلحتها من موسكو، كما ينسق البلدان في منتدى الدول المصدرة للغاز وفي اجتماعات تحالف الدول المصدرة للنفط “أوبك بلاس”، حسب كواشي.

شراكة استراتيجية

عن أهداف زيارة تبون لموسكو وسط الأجواء العالمية الحالية، يقول مراد كواشي:

  • الجزائر تريد تطوير العلاقات مع موسكو سياسيا وعسكريا واقتصاديا، وتنتظر الكثير من الاستثمارات الروسية، خاصة مع تضييق بعض الدول على المستثمرين الروس؛ نتيجة العقوبات المفروضة على بلادهم بعد حرب أوكرانيا.
  • الجزائر تبحث عن شركاء حقيقيين للربح، وأيضا تحقيق الأمن الغذائي من خلال مشاريع زيادة إنتاج الحبوب.
  • مع سعيها للاعتماد على الطاقة النظيفة، تجد الجزائر روسيا شريكا مناسبا؛ لأنها من أكبر الدول المطورة للطاقة.
  • الشراكة الاستراتيجية مع موسكو هدف جزائري في صناعة السيارات والتعدين.

عالم متعدد الأقطاب

ويتفق المحلل السياسي الروسي، مسلم شعيتو، مع كواشي في بعض النقاط السابقة، مضيفا إليها:

  • الجزائر تقف مع روسيا، وتريد رفع مستوي التبادل الاقتصادي، ونفس الأمر تريده موسكو.
  • العلاقات بين البلدين استراتيجية؛ نظرا لما تمتلكه الجزائر من ثقل في أفريقيا ومنطقة البحر المتوسط والشرق الأوسط.
  • توقيت الزيارة هام بعد انتخاب الجزائر كعضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي، يشارك في بحث المسائل الإقليمية والدولية.
  • روسيا تعمل على تكوين عالم متعدد الأقطاب، وتراهن على أن تلعب أفريقيا في ذلك دورا مهما.

ملفا الطاقة والتعاون العسكري

خلال احتفال أقيم بالكرملين، وقّع بوتين وتبون سلسلة اتفاقيات وإعلانات نوايا بشأن “تعميق الشراكة الاستراتيجية”.

ووفق الإعلان المنشور على موقع الكرملين الإلكتروني، تعهد البلدان بـ”توسيع الشراكة بشأن نقل التكنولوجيا” وتنفيذ “مناورات وتمارين مشتركة”، بحسب النص الذي نقلته “فرانس برس”.

أما في مجال الطاقة، فتعهدت الدولتان على “تكثيف التعاون في مجال التنقيب عن المحروقات وإنتاجها، وتكرير النفط والغاز”.

وقال بوتين في تصريح: “الجزائر شريك مهم لنا في العالم العربي وفي إفريقيا”، مؤكدا أنه أجرى محادثات “مثمرة للغاية” مع نظيره الجزائري.

من جهته، قال تبون إن لقاءه مع بوتين كان “صريحا ووديا”، وناقش معه العديد من القضايا، بما في ذلك الوضع في الصحراء وملف ليبيا، والنزاع بين فلسطين وإسرائيل.

وحافظت الجزائر وموسكو على علاقات مميزة منذ أن دعم الاتحاد السوفياتي السابق الجزائريين خلال حرب الاستقلال عن فرنسا من 1954 إلى 1962.

ومنذ بدء النزاع في أوكرانيا، تعزز روسيا علاقاتها في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، بتقديم نفسها شريكا مميزا لبلدان هذه القارات، وبديلا لمنافسي موسكو، خاصة الولايات المتحدة وأوروبا.