قررت لجنة الانتخابات المركزية الروسية، في اجتماعها الخميس، إجراء انتخابات محلية وبلدية في جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك ومقاطعتي زابوريجيا وخيرسون في يوم الاقتراع الموحد المقبل المقرر في 10 سبتمبر من العام الحالي.
ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن رئيسة مفوضية الانتخابات إيلا بامفيلوفا، قولها إن وزارة الدفاع الروسية وجهاز الأمن الاتحادي قررا أن من الممكن إجراء التصويت في سبتمبر.
ماذا بعد؟
يرى مراقبون أن هذه الخطوة التي سترفضها كييف، قد تصب الزيت على نار الحرب المستعرة منذ نحو عام ونيف بين روسيا وأوكرانيا، وسط غياب بوادر أية حلول ومبادرات دبلوماسية وسلمية للحرب التي أنهكت العالم برمته، وطالت شظاياها أمنه الغذائي والطاقي، فضلا عن التحذيرات من احتمال تسببها بجره لنزاع نووي مدمر.
فيما تثار تساؤلات حول كيفية تنظيمها في المناطق التي استعادتها كييف، كما هي الحال مثلا مع مدينة خيرسون الاستراتيجية جنوبي البلاد.
يقول الأستاذ في مدرسة موسكو العليا للاقتصاد رامي القليوبي، في لقاء مع موقع سكاي نيوز عربية:
- بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم في عام 2014 تم دمجها فوريا في الحياة السياسية الروسية، لكن الأمر كان مختلفا حينها مع جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك شرقي أوكرانيا، اللتين قامت موسكو خلال ذلك العام نفسه، بدعمهما لكن دون الاعتراف رسميا باستقلالهما عن أوكرانيا.
- ومارست روسيا إزاء الجمهوريتين ما يشبه الضم الزاحف، حيث سهلت مثلا إجراءات منح الجنسية الروسية لسكانهما واعترفت بالشهادات الدراسية الصادرة فيهما، فضلا عن فتح الأسواق الروسية أمام منتجاتهما.
- لكن في شهر سبتمبر الماضي انتقلت روسيا من مرحلة الضم الزاحف نحو الضم المتكامل الأركان، والذي شمل علاوة على جمهوريتي دونباس كل من مقاطعتي خيرسون وزابوريجيا جنوبي أوكرانيا، وتم ادراج هذه الكيانات الإدارية الأربعة ضمن قائمة الكيانات الفيدرالية الروسية بموجب الدستور، وأصبحت تعامل كبقية الأقاليم الروسية.
- وبالتالي فهي مشمولة بيوم التصويت الموحد في مختلف أقاليم البلاد وجمهورياتها، والذي يشمل انتخاب رؤساء البلديات والعمدات والمجالس المحلية في سبتمبر من كل عام، وهذه المشاركة للمناطق الأربع فيها، تعني دمجها العملي في الحياة السياسية الروسية بشكل كامل وناجز.
- المشكلة الأكبر هي أن هذه المناطق دستوريا وسياسيا هي جزء من روسيا، لكنها ميدانيا ليست تحت السيطرة الروسية بشكل كامل، كما مثلا في بعض مناطق مقاطعة خيرسون، وهو ما يخلق إشكالات تتعلق بكيفية تنظيم الانتخابات والوضع القانوني الدولي لتلك المناطق.
بدورها تقول الباحثة الروسية في العلاقات الدولية لانا بدفان، في حديث مع موقع سكاي نيوز عربية:
- هذا القرار يعني أن هذه المناطق غدت روسية تماما، وإشراكها في هذه الانتخابات يعكس أن موسكو ماضية في تكريس واقع ضم تلك المناطق الأربع إلى الاتحاد الروسي.
- لكن الانتخابات في ظل اشتعال جبهات الحرب، ستجري ولا شك في أجواء أمنية صعبة وخطرة، وهو ما لا يقتصر فقط على المناطق الأربع المعنية، بل ينسحب على بعض المناطق الروسية الأخرى كمقاطعة بيلغورود المحاذية لأوكرانيا والتي نزح العديد من سكانها في القرى الحدودية خاصة، نتيجة القصف والاستهدافات الأوكرانية لها.
- لكن مع ذلك فالواضح أن الروس ماضون في تنظيم هذه الانتخابات، والتي سيتم الإعداد والتمهيد أمنيا لها في محاولة لضمان سلاستها، وعدم تأثرها بمناخ الحرب وتداعياتها قدر المستطاع.
المناطق الأربع
هذا وتبلغ مساحة الأراضي الأوكرانية التي تسيطر عليها روسيا وضمتها نحو 100 ألف كيلومتر مربع، أي ما يشكل نحو 20 في المئة من مجموع مساحة أوكرانيا، ويتراوح عدد سكان تلك المناطق الخاضعة للسيطرة الروسية ما بين 5 إلى 7 ملايين نسمة، أي ما يقارب 15 في المئة من مجموع سكان البلاد.
- لوغانسك: تبلغ مساحتها أكثر من 26.5 ألف كيلومتر مربع، وعدد سكانها يبلغ نحو مليونين وربع المليون نسمة.
- دونيتسك: تبلغ مساحتها 26.5 ألف كيلومتر مربع، وعدد سكانها يتجاوز 4 ملايين نسمة.
- خيرسون: مساحتها تبلغ 28.5 ألف كيلومتر مربع ويبلغ عدد سكانها زهاء مليون نسمة.
- زابوريجيا: مساحتها تبلغ 20 ألف كيلومتر مربع وعدد سكانها يفوق المليون ونصف مليون.