وفي جلسة عقدها مجلس الأمن، الجمعة، طلب وزير الخارجية المالي عبدالله ديوب، “انسحابا من دون تأخير” لبعثة الأمم المتحدة، مرجعا ذلك لفشلها في إعادة الأمن، قائلا: “يبدو أن مينوسما باتت جزء من المشكلة عبر تأجيج التوترات الطائفية”.
ومن المقرر أن يتخذ مجلس الأمن قراره بشأن مصير البعثة في 29 يونيو، قبل يوم من انقضاء فترتها 30 يونيو.
جلسة صراع النفوذ
عكست جلسة مجلس الأمن الصراع بين روسيا وفرنسا على النفوذ في مالي، حيث عارض مندوب فرنسا الدائم لدى الأمم المتحدة، نيكولا دي ريفيير، انسحاب البعثة، قائلا إن مهمتها هي “من أجل استقرار المنطقة بأسرها”، وتنفيذ اتفاق الجزائر للسلام.
من ناحيته، أيّد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، طلب باماكو، قائلا: “نعتقد أن أي اقتراح هنا يجب أن يستند إلى رأي الدولة المضيفة”.
وإلى جانب ذلك، لمَّح المسؤول الروسي إلى أن دعم بلاده لباماكو حقق فوائد أكثر من البعثة، مضيفا أنه “بهذا الدعم حققت القوات المسلحة المالية نتائج ملموسة، بما في ذلك 59 عملية ناجحة بين فبراير ومارس ضد الإرهابيين”.
“منافع” للإرهاب و”فاغنر”
الباحث في “مركز راند” الأميركي للاستشارات الأمنية، مايكل شوركين، توقع أن تتمثل نتائج انسحاب “مينوسما” بزيادة تهديد أمن المدنيين، وما وصفه بارتكاب مجموعة “فاغنر” الروسية الخاصة لـ”جرائم ضد الإنسانية”.
وقال شوركين: “استعانت باماكو بـفاغنر المتخصصة في توريد المرتزقة، عبر اتفاق مع موسكو لدعم جيشها في محاربة جماعتي نصرة الإسلام والمسلمين الموالية لتنظيم القاعدة، وداعش، كبديل للقوات الفرنسية التي انسحبت بعد اتهام السلطات لها بـالفشل في مكافحتهما”.
قرار متأخر
اعتبر أستاذ العلوم السياسية بجامعة باماكو، محمد أغ إسماعيل، أن طلب إنهاء بعثة الأمم المتحدة، “تأخرا كثيرا”، لأنه:
- في ظل توتر العلاقات بين مالي والغرب لا يمكن استمرار هذه البعثة بقيادة فرنسا وحلفائها.
- “مينوسما” رغم دورها التنموي واللوجستي لا تستطيع مكافحة الإرهاب فليست لديها صلاحيات وقدرات كافية.
- مالي اختارت حليفها الجديد (في إشارة إلى روسيا) مع استعداد باماكو للاستفتاء الدستوري، الأحد، ثم الانتخابات.
- من غير المستبعد أنه بعد انسحاب “مينوسما” أن تنسحب مالي من اتفاق الجزائر في ظل الدعم الروسي والشعور بالقوة.
- اتفاق السلام توسطت فيه الجزائر عام 2015، بين الحكومة والحركات المسلحة في إقليم أزواد التي كانت تحارب لإقامة دولة مستقلة في الإقليم.
بعثة “مينوسما”
– تشكّلت عام 2013 بقرار من مجلس الأمن بعد معارك أزواد.
– تسهم فيها 10 دول بما يزيد على 13 ألف جندي و1920 ضابط شرطة.
– هي أكثر البعثات في العالم عرضة لهجمات إرهابية، حيث أودت بحياة العشرات من جنودها، ما دفع بريطانيا ومصر وكوت ديفوار وألمانيا وغيرها للانسحاب منها عام 2022.
– في 2022، طردت السلطات المتحدث باسم البعثة، أوليفييه سالغادو، بعد اتهامه بنشر “معلومات غير مقبولة” بشأن احتجاز جنود من ساحل العاج في مالي.