الصاروخ الروسي الذي يصفه خبراء غربيون ومحللون بأنه الأقوى عالميًا، والملقب وفقًا لتقارير إعلامية بـ”الشيطان 2″ قادر على التغلب على جميع الوسائل الحديثة للدفاع المضاد للصواريخ، ويهدف إلى استبدال الصواريخ الباليستية القديمة التي تعود إلى الحقبة السوفيتية.
الحديث عن النووي يتصاعد
الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أعلن، خلال الاحتفال بتخريج دفعة جديدة من خريجي الكليات العسكرية، عن دخول صواريخ “سارمات” أو “آر إس – 28” الثقيلة الخدمة، وهو صاروخ باليستي عابر للقارات قادر على حمل شحنات نووية.
من جانبه، يقول الخبير الروسي العسكري شاتيلوف مينيكايف، إن موسكو ترهن قدراتها بتعزيز قوات المسلحة باعتبارها الأولوية القصوى، لا سيما في ظل حربها ضد أوكرانيا المدعومة بإمدادات وعتاد عسكري من دول غربية عديدة بينها الولايات المتحدة وبريطانيا.
ويُضيف شاتيلوف مينيكايف، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن الهدف الأساسي لدى القيادة الروسية خلال الفترة الماضية ركز على تطوير الثالوث النووي (القوات النووية البرية والجوية والبحرية)، باعتباره مفتاحًا لضمان الأمن القومي، كما أن مساع موسكو لتأمين أهدافها ومقدراتها دفعها إلى تغذية الخدمة التسليحية القاهرة بمنظومات “يارس” الحديثة، والصواريخ فرط الصوتية “أفانغارد”، فضلًا عن سارمات العابرة للقارات.
قدرات الشيطان 2
يعد سارمات أحد 6 أسلحة استراتيجية للردع أعلن عنها الرئيس الروسي في بداية عام 2018، ويقال إن الصاروخ “آر إس – 28” قادر على حمل حمولة نووية كبيرة بما يكفي لتمحي منطقة بحجم تكساس الأميركية.
- يمكنه إبطال قدرات أنظمة الدفاع المضادة للصواريخ المتطورة.
- يبلغ طوله 35.3 متر، وعرضه 3 أمتار، ووزنه 208 أطنان، وبه 3 مراحل دفع.
- يستطيع حمل 10 رؤوس نووية، على مدى 11 إلى 18 ألف كيلومتر.
- تصل قدرته التفجيرية إلى 40 ميغا طن، ويتميز بسرعة قصوى تمتد لأكثر من 20 ماخ (20 مرة سرعة الصوت).
- يتميز بأنه صاروخ باليستي ثقيل عابر للقارات، من الجيل الخامس، ويصنف بأنه الأقوى والأبعد مدى على مستوى العالم.
- الرؤوس النووية التي يحملها تصل إلى أهدافها بالطرق التي تجعل تدميرها بوسائط الدفاع الصاروخي أمرًا عسيرًا، وهو قادر على الطيران عبر القطبين الشمالي والجنوبي.
تنوعت ألقاب “سارمات” وأشهرها، صاروخ يوم القيامة ووصفه بوتين ذات مرة أنه “ملك الصواريخ” ويسميه حلف الناتو “الشيطان 2” ، كما تستعد وحدة أوجورسكي الصاروخية في إقليم كراسنويارسك لتسليح فوج الصواريخ الرئيسي بالنظام الصاروخي الجديد.
تهديدات وتحركات
أبدى جولي ميتروخين المتخصص بالسياسية الدولية بجامعة تافريسكي الأوكرانية، قلقه من تكرار موسكو لتهديدها النووي والدفع بأسلحة جديدة ونقل أخرها إلى بيلاروسيا.
ويُقول جولي ميتروخين، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن تصريحات فلاديمير بوتين أن روسيا ستقدم للغرب شيئًا يجعلهم “يفكرون مرتين”، المقصود هنا التهديدات الغربية لموسكو ليست من الفراغ، وتزداد حدتها كلما تقدمت القوات الأوكرانية أو حققت نجاحات بالفعل على الأرض.
وأوضح المتخصص بالسياسية الدولية بجامعة تافريسكي الأوكرانية، أن القلق الحقيقي يكمن أيضًا في إيمان الولايات المتحدة ورئيسها جو بايدن بأن بوتين لن يتهاون في استخدام أسلحة نووية تكتيكية أو نسخ من سارمات على سبيل المثال في مراحل قادمة مع تعاظم تهديدات الحرب وستكون الفاتورة مكلفة وباهظة وأول المتضررين أوكرانيا.
بدخول 50 نسخة من صواريخ “سارمات” الخدمة في القوات المسلحة الروسية باعتباره الصاروخ الأكثر تهديدًا في العالم وقدرته على حمل نحو 10 رؤوس نووية، صارت الهيمنة النووية في كفة روسيا، ووفقًا لاتحاد العلماء الأميركيين، تمتلك روسيا مخزونًا إجماليًا للرؤوس الحربية النووية يبلغ 5977، وهو الأكبر في العالم.
في المقابل، تمتلك الولايات المتحدة 5428 رأسًا نوويًا بينما تمتلك فرنسا 290 رأسًا نوويًا، بينما تمتلك المملكة المتحدة 225 فقط، وبات نحو 90 بالمئة من جميع الرؤوس الحربية النووية مملوكة لروسيا والولايات المتحدة.