المشاركون:
ستجمع القمةُ 100 من رؤساءِ الدول والحكومات، ورؤساءِ بنوك التنمية المتعددة الأطراف، و120منظمة غير حكومية، و70 شريكا من القطاع الخاص، و40 منظمة دولية.
الهدف النهائي:
وتسعى بشكل أساسي إلى إرساء أرضية لنظام ماليّ جديد، يكون أكثر عدلا وأكثر تضامنا، لمواجهة التحدياتِ العالمية المشتركة.
جدول الأعمال:
وستتناول القمةُ في جدولِ أعمالِها 5 ملفات رئيسةٍ هي:
- إصلاح بنوك التنمية متعددة الأطراف.
- حل أزمة الديون في الدول النامية.
- تمويل التكنولوجيات الخضراء والتنمية المستدامة.
- إنشاءُ ضرائبَ دوليةٍ جديدةٍ وأدواتِ تمويلٍ مُبتَكَر.
- دعم القطاع الخاص للمشاركة في التنمية في البلدانِ المنخفضة الدخل.
ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس، إلى “صدمة مالية عامة” وإلى زيادة “التمويل الخاص” من أجل مساعدة البلدان الأضعف في مواجهة التحدي المزدوج المتمثل في الفقر واحترار المناخ.
وقال ماكرون خلال افتتاح قمة “ميثاق مالي عالمي جديد” في باريس إن الدول “لا ينبغي أن توضع أمام خيار محاربة الفقر أو مكافحة تغير المناخ” مضيفا “علينا أن نحدث صدمة مالية عامة ونحتاج إلى المزيد من التمويل الخاص”.
من جهته، أكد الأمينُ العامُّ للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش أن النظامَ المالي العالمي الحالي، الذي يُدير أصولًا مالية بنحوِ 300 تريليون دولار، غيرُ مناسب وأن الأزمات المتعددة الحاليةَ تُفاقِمُ الصدماتِ التي تُعانيها البلدانُ النامية. ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى نظام مالي عالمي غيرِ عادل.
وأضاف غوتيريش خلال كلمته أمام القمة أن الدول النامية لم تملك الموارد الكافية للتعامل مع التطورات الناجمة عن أزمة أوكرانيا.
وتأمُـلُ باريس في أن يتمَّ الاتفاق خلال القمة، على خريطة طريق لمدة 18 إلى 24 شهرا القادمة، مع توحيد الجهود العالمية طوال عام 2023 بشأن التمويل، وذلك في قمة قادةِ مجموعةِ العشرين في الهند.
كما من شأن هذه القمة تمهيد الطريق لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28 فيما يتعلق بملف التمويل.
تحديات ملحة
وفي حديث لبرنامج الصباح على “سكاي نيوز عربية”، يرى الباحث والكاتب السياسي طارق عجيب أنه “رغم أن القمة في سياق التعاطي مع اتفاقيات المناخ وإعلان باريس للمناخ منذ فترة طويلة وما تعرضت له هذه الاتفاقية من هزات خاصة في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وما تتعرض له الكرة الأرضية اليوم من تأثر كبير بسبب التغيرات المناخية مما تسبب بكوراث ومصاعب على كثير من دول العالم خاصة منها الدول الفقيرة، حيث كان للتغير المناخي نتائج كارثية، فإن هذه التداعيات المقلقة تجعل من تحرك الدول الكبيرة في هذه القمة بشكل ملموس وجاد إزاء هذه الأزمة الحيوية أمرا في غاية الأهمية والدقة، لمعالجة هذه الأخطار والتخوفات التي باتت ظاهرة للعيان بشكل كبير”.
كما ذكر عجيب أن ملف المناخ يحمل الكثير من الأزمات، حيث قال: “هذه التغيرات المناخية قد تكون سببا لإحداث مجاعات وحروب وتغيرات في السياسات وغيرها”.
توقيت التحرك ودلالاته
وقدم الباحث والكاتب السياسي قراءته لتوقيت تحرك فرنسا ودفعها في اتجاه التحرك نحو أزمة المناخ الملحة، حيث قال: “توقيت هذا التحرك يأتي في سياق محطات المخاض المضني للنظام العالمي الجديد، الذي أصبح متبلورا بشكل كبير في شقه الاقتصادي، وتفرض عليه المتغيرات السياسية والاقتصادية والبيئة الدفع باتجاه مزيد نضج هذا النظام العالمي الجديد، وهذه القمة هي خطوة من خطوات الدفع في هذا الاتجاه”.
كما أفاد عجيب أن “فرنسا تسعى من خلال هذه القمة إلى إيجاد دور قيادي عالمي”، حيث قال: “الرئيس ماكرون نجح خلال ولايته الأولى والثانية أن يمرر قانون التقاعد على المستوى الداخلي الفرنسي، وهو ما يمكن اعتباره إنجازا على مستوى برنامجه الانتخابي، وعلى المستوى الخارجي يحاول اليوم أن يثبت دور فرنسا، فهي في النهاية في إطار النظام العالمي الجديد قطب مهم، وهذه المساعي الفرنسية ترجمة لسعيها لتكون فاعلة على طاولة النظام العالمي الجديد”.
نحو ميثاق مالي عالمي أكثر عدلا
واعتبر عجيب أن هذه القمة لن تنتج قرارات صارمة وحاسمة في ملف المناخ، لكنها ستكون مهمة جدا في التأسيس لمجموعة قرارات واتفاقيات وقوانين وأنظمة يتم العمل عليها ضمن عدة فعاليات أخرى منها “قمة العشرين” التي ترأسها الهند في هذه الفترة و”COP 28” في دولة الإمارات العربية المتحدة، واجتماعات صندوق النقد الدولي في مراكش، مما سيطرح حلول ملموسة أكثر لتكريس ميثاق نظام مالي عالمي جديد أكثر عدلا.