تحركات روسية سريعة عقب تمرد الـ36 ساعة الذي قام به يفغيني بريغوجين، من زجل ضمان عدم تكرار السيناريو مرة أخرى، فما هو مصير “فاغنر” في ظل غياب الأب الروحي للمجموعة المقاتلة؟.
خطأ لن يتكرر
يقول أولكسندر فومين الباحث بمركز قضايا الأمن التابع لأكاديمية العلوم الروسية، إن عملية التراخي التي كانت تتبع تجاه “فاغنر” خلال الفترة الماضية وتلاشي الرد على تصريحات قائدها بريغوجين، دفع الأمور إلى ما وصلت إليه السبت الماضي.
ويوضح أولكسندر فومين، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن انتقال بريغوجين إلى بيلاروسيا لن يكون نهاية المطاف لـ”فاغنر” ولن تتركه الأجهزة الأمنية الروسية أو “مينسك” يتحرك وفق هواه وقد يكون هناك ثمنًا باهظًا سيدفعه في الأيام المقبلة، لأن التمرد وما سببه من أزمات واستيلائه على مدن روسية أبرزها فورونيج وروستوف مقر القيادة الجنوبية في حرب أوكرانيا بقوة السلاح والتهديد بالحصول على أسلحة نووية ودخول موسكو وتحديه لفلاديمير بوتين لن يمر مرور الكرام رغم وعود الرئيس الروسي.
ويُتوقع الباحث بمركز قضايا الأمن التابع لأكاديمية العلوم الروسية، أن يكون هناك استراتيجية جديدة خاصة بالأسلحة في أيدي المقاتلين المتعاقدين مع وزارة الدفاع، مؤكدًا أنه لن يكون هناك أسلحة ثقيلة من مدرعات ودبابات ومجنزرات ومدفعية إلا تحت تصرف الجيش وفي نطاقات السيطرة.
ما مصير “فاغنر”؟
قوام قوات فاغنر يتعدى 25 ألف مسلح مدربين بشكل جيد ولا يمتهنون شيئًا سوى القتال، فضلاً عن أنهم يمتلكون معظم أنواع الأسلحة والمعدات الثقيلة التي تعزز تواجدهم في حالات كثيرة على دول كاملة وبالتالي ليس من السهل تحييدهم بالكامل في وقت الحرب ضد أوكرانيا المدعومة بعتادِ غربي بعيد المدى ويتطلب حسم الأمور عبر القتال على الأرض.
وهنا يُفند أولكسندر فومين، مصير هؤلاء المقاتلين في ظل غياب بريغوجين وانتقاله إلى بيلاروسيا بعد الصفقة التي عقدت من أجل إنهاء العصيان المسلح، وحصول المشاركين في التمرد على ضمانات كافية بألا تتم ملاحقة أي عنصر فيه، تقديرًا لدورهم خلال القتال في أوكرانيا لا سيما في معركة باخموت طوال 10 شهور.
- تميل كفة التوقعات إلى استمرار فاغنر في حرب أوكرانيا لحاجة الجيش الروسي لها مع توالي مراحل الهجوم المضاد بوصفها عناصر خبيرة قتاليًا بالأخص ما يسمى بـ”حرب الشوارع” ولكن سيطبق عليها نظرية “الكنترول”.
- وزارة الدفاع سوف يكون لديها نوعان من العقود العسكرية، أو طبقتان من المقاتلين، الأولى، تحصل على مكافآت سخية مثل التي كان يقدمها بريغوجين، والأخرى أقل شأنًا، بالكاد تحصل على المكافآت المعلنة رسميًا للمتعاقدين والفارق كبير، وهذا واحد من أسباب رغبة كثيرين في الانضمام إلى “فاغنر”.
- من المقرر والأقرب أن تتولى وزارة الدفاع الروسية مباشرةً مسؤولية مهام تلك القوات مرة أخرى.
هل يمر تمرد بريغوجين؟
الدكتور واتلينغ كودراخيين، متخصص الشؤون الدولية بالجامعة الوطنية أوديسا بأوكرانيا، يقول إن الوضع الحالي لروسيا مختلف تمامًا عما سبق أو بالأخص بعد تمرد “فاغنر” والذي كشف العديد من العورات والمشاكل داخل القيادة العسكرية الروسية، ومدى قوة الضغط الأوكراني والدفاع حتى تورطت موسكو بشكل مباشر في حرب شاملة طويلة الأمد.
وأشار الدكتور واتلينغ كودراخيين، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، إلى أن التوقيت لعملية تمرد “فاغنر” يُعد قاتلًا لأنه يتزامن مع الهجوم المضاد لكييف، وقبيل الانتخابات الرئاسية المقبلة في روسيا مطلع العام الجاري.
وأكد كودراخيين، أن حال تراخي موسكو في عقاب “فاغنر” سيقلل من أسهم بوتين في الشارع الروسي ووسط القيادة العسكرية، وحال عقاب تلك المجموعة سيؤثر ذلك على سير العمليات العسكرية ويؤدي لإضرابات داخليًا.