وقال رئيس لجنة الدفاع في الدوما الروسي، أندريه كارتابولوف، لوكالة ” نوفوستي” الروسية، بشأن تنظيم أنشطة الشركات العسكرية الخاصة: “من الضروري سن قانون بشأن هذه الشركات وهذا ما يتم العمل عليه، ومن السابق لأوانه الحديث عن مستقبل فاغنر”.
ومثلّت محاولة التمرد التي نفذتها مجموعة فاغنر في روسيا، السبت، جرس إنذار حول دور الشركات العسكرية وخطورتها حال عصيانها أوامر السلطات الرسمية، كما تلقي الضوء على خريطة الشركات الأجنبية ودورها في حرب أوكرانيا.
وبموجب اتفاق، توسط فيه رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، عاد مقاتلو “فاغنر” إلى قواعدهم في وقت متأخر مساء السبت مقابل ضمانات لسلامتهم، في حين سينتقل زعيمهم يفغيني بريغوجين إلى بيلاروسيا، مما أنهى تمردا قصير الأمد.
وعن دور الشركات الأمنية وعلى رأسها فاغنر، قال خبراء روس لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن الشركات العسكرية أصبحت “جيوشا تحت الطلب، تلجأ إليها بعض الدول لتجنب التكلفة السياسية حال مقتل جنودها النظاميين خلال معارك، كما تنفذ عمليات سرية”.
وفي النزاع الأوكراني، برزت أسماء عدة شركات أمنية، فعلى الجانب الروسي كان أشهرها “فاغنر” و”فوستك”، ومن طرف أوكرانيا هناك كتيبة “آزوف” و”الفيلق الدولي”، الذي جنّد مرتزقة من كل دول العالم.
ما خريطة هذه الشركات حول العالم؟
وفق مواقع عسكرية وتقرير سابق لصحيفة “وول ستريت جورنال”، فإن أشهر تلك الشركات شبه العسكرية حول العالم:
- “فاغنر”: تعود جذورها لشركة “أوريل” لمكافحة الإرهاب، وتأسست في مدينة أورويل عام 2003، على أيدي أفراد متقاعدين من القوات الخاصة الروسية.
- كتيبة “آزوف” الأوكرانية: تأسست 2014 من ناشطين من اليمين المتطرف، وبدأت أعمالها منذ بداية الحرب.
- ووتر” الأميركية: غيّرت اسمها بعد انتهاكات بالعراق إلى” أكاديمي”، وتمتلك جيشا من 20 ألف عنصر وقواعد تدريب وطائرات.
- “جي فور إس” البريطانية: تعد واحدة من أكبر شركات الخدمات الأمنية متعددة الجنسيات، ولديها 625 ألف موظف ومتعاقد أمني يعملون في 125 دولة.
- “إيرينيس” البريطانية: تعمل في إفريقيا وأفغانستان والعراق، وتسلمت 282 موقعا من الجيش الأميركي في العراق، ولديها 16 ألف متعاقد.
- “دينكورب” الأميركية: تمتلك 10 آلاف مقاتل، وحلّت مكان القوات الأميركية بالعراق.
- “تريبل كانوبي” الأميركية: تمتلك 3 آلاف عنصر أغلبهم من البيرو و أوغندا، وحصلت على عقد بقيمة مليار دولار من الجيش الأميركي.
ماذا عن حرب أوكرانيا؟
بخلاف “فاغنر” الروسية و”آزوف” الأوكرانية، فهناك عدة شركات أجنبية تجند مرتزقة ومأجورين للقتال في أوكرانيا، ومن أبرزها:
- “غلوبال -إيجيس”، وهي شريك رسمي لوزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” وحلف “الناتو”، وفقا لموقع “ذا إنترسبت” العسكري.
- مجموعة “موزارت” العسكرية الأميركية.
- شركة “آيرون نيفي” (iron navy).. تعمل بأوكرانيا وتجند مرتزقة من جميع أنحاء العالم، وفقا للموقع الاستخباراتي “إنتلجنس أونلاين”.
- “الفيلق الدولي”، وأنشأته أوكرانيا في بداية الحرب.
- الشركتان العسكريتان “تورتش” و”فلايم”، مملوكتان لشركة الغاز الروسية “غازبروم”.
- الشركة الروسية “ريدوت”، التي تقاتل بأوكرانيا وأسسها مظليون روس سابقون.
- شركة “باتريوت”، التي تتكون من متقاعدي القوات الخاصة الروسية.
لماذا تلجأ دول للشركات العسكرية؟
اعتبر الخبير العسكري الروسي، فلاديمير إيغور، أن أحد دوافع الدول للاستعانة بالشركات العسكرية والزج بها على جبهات الحروب، هو “تجنب التكلفة السياسية التي تحدث حال مقتل جنود الجيوش النظامية لتلك الدول بأراضي دول أخرى، أو أثناء العمليات الاستخباراتية السرية”.
وأضاف إيغور في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”:
- “قتلى هذه الشركات لا يتم تسجيلهم، ففي البنتاغون على سبيل المثال، لا يقيدون ضمن الخسائر البشرية للجيش، مما يخفف الضغط الانتخابي على الإدارة الأميركية”.
- “يتم منح بعض الجنود الأميركيين المهرة إجازات للعمل في هذه الشركات، خارِج إطار المؤسسة الرسمية”.
- “فاغنر ليست الوحيدة العاملة بساحات المعارِك، فبلاك ووتر الأميركية سبقت بالعمل في العراق وعشرات الدول”.
- “الجيش الروسي استعان بتلك الشركات لخوض مداهمة البلدات وحروب العصابات عوضا عنه، ولمواجهة هجمات القوات الأوكرانية”.
ما هي الظروف المحيطة بتمرد “فاغنر”؟
ولدى سؤاله عن الظروف المحيطة بتمرد “فاغنر” على الجيش الروسي، قال إيغور:
- “فاغنر أخطأت حين شعرت أنه يمكن استبدال الجيش النظامي الروسي بها”.
- “هي تخضع لمظلة وزارة الدفاع الروسية، لكن ما قامت به يرقى لأعمال الخيانة في وقت الحروب”.
- “الشركات العسكرية أسلوب مألوف في الكثير من الدول حول العالم”.
- “بريطانيا وأميركا لديهما أكبر الشركات الأمنية وشبه العسكرية، لكن لم يتم منحها الفرص مثل التي مُنحت لفاغنر”.
مهام سرية
وبدوره اتفق الخبير العسكري الروسي، أليكسي أنبيلوغوف، مع إيغور ف أن “ما قامات به فاغنر يرقى إلى الخيانة العسكرية”، مشددا على ضرورة “أن تلاشى تلك المجموعة من المشهد العسكري والسياسي في روسيا”. وأضاف:
- “بعض الدول الغربية خفضّت ميزانياتها العسكرية وعدد جنودها، ولجأت إلى تجنيد الشركات العسكرية والمرتزقة”.
- “هذه الشركات العاملة في أوكرانيا أغلبها أميركية، وتتقاضى أجورا باهظة”.
- “الجيوش الأوروبية والأميركية لجأت إلى خدمات شركات عسكرية خاصة منذ التسعينيات، لتنفيذ مهام سرية معينة”.
- “القادة العسكريون يعتبرون توظيف جنود نظاميين لعدة سنوات أمرا غير مربح، لذا يفضلون تكليف الشركات الأمنية”.
- “لا يجب على الدولة الروسية تشكيل كيانات شبه عسكرية أو هيئات لا تخضع للقوانين العسكرية النظامية، مثل فاغنر”.