وينظر صانعو السياسة الأميركيون إلى المجموعة من منظور التنافس مع روسيا على النفوذ في أفريقيا والشرق الأوسط، ويتهمونها بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. واشتبك الجيش الأميركي بشكل مباشر مع قوات فاغنر في سوريا.
وقال مسؤول أميركي إن من بين الاحتمالات التي يدرسها محللو السياسة هو أن استعداد قادة الدول الأفريقية لتوظيف مقاتلي المجموعة قد يتراجع بعد مشاهدة زعيم فاغنر يفغيني بريغوجين ينقلب على رعاته. وكان أحد الخيارات التي قدمها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأعضاء فاغنر هو توقيع عقد مع القوات المسلحة الروسية.
وقال المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته “إذا تم استيعاب قوات فاغنر هذه في الجيش الروسي بين عشية وضحاها، فقد تكون هناك مشكلة. العديد من هذه الدول لم تكن تطلب وجودا عسكريا روسيا عندما طلبت قوات فاغنر“.
وأضاف إن بعض هؤلاء الزعماء الأفارقة قلقون بشدة من الخصوم الداخليين، وإن مسيرة فاغنر صوب موسكو قد تغذي مخاوفهم.
وفي البنتاغون، رفض المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية البريغادير جنرال باتريك رايدر التكهن بمستقبل فاغنر، لكنه أدان تصرفات المجموعة في أفريقيا وغيرها.
وقال رايدر “لهم تأثير مزعزع للاستقرار في تلك المنطقة وبالتأكيد يشكلون تهديدا، ولهذا السبب تم إعلانهم منظمة إجرامية عابرة للحدود“.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لوسائل إعلام روسية يوم الاثنين إن نشاط فاغنر في جمهورية أفريقيا الوسطى سيستمر.
وقال المسؤول الأميركي إنه على الرغم من تصريحات لافروف، فإن الولايات المتحدة تتطلع لمعرفة ما إذا كانت الدول في أفريقيا تثق في هذه الوعود.
واتفق مايكل مولروي، وهو مسؤول كبير سابق في البنتاغون، مع فكرة أن أحداث مطلع الأسبوع يمكن أن تضر فاغنر في أفريقيا.
وقال مولروي “سيُنظر إليهم على أنهم غير مستقرين للغاية وربما يشكلون تهديدا للقيادة في تلك البلدان”. وأضاف “لقد كادوا أن يبدأوا انقلابا في (بلادهم)“.
وقال مسؤول أميركي ثان إنه على الرغم من المخاطر الواضحة على منظمة بريغوجين، هناك فرصة لاستفادة المجموعة من تمردها. فقد تؤدي مسيرة فاغنر المفاجئة نحو موسكو، التي لم تواجه مقاومة تذكر، إلى تعزيز سمعتها، مما يؤدي إلى المزيد من الأعمال في أفريقيا.
وقال المسؤول الأميركي الثاني “إنه يتعامل في أمور العنف وهذا أمر جيد للترويج له“.