وقالت نتاليا هومينيوك المتحدثة باسم قيادة عمليات الجنوب في الجيش الأوكراني “إن القتال العنيف مستمر ضد القوات الروسية بالقرب من جسر ’أنتونيفسكي‘ في منطقة خيرسون جنوب البلاد”؛ في المقابل أعلنت موسكو سيطرتها الكاملة على الضفة اليسرى من نهر دنيبرو الذي تسعى كييف لعبوره.
نهر دنيبرو:
- يمتد نهر دنيبرو الذي على طول 2290 كيلومترا، فهو ينبع في روسيا ويعبر بيلاروسيا.
- يجتاز أكثر من ألف كيلومتر في أوكرانيا ليصب أخيرًا في البحر الأسود.
- يُعد “شريان حياة” لأوكرانيا، حيث يؤمن 10% من توليد الكهرباء.
- اقتصاد أوكرانيا برمته يتوقف على حركة النقل بين ضفتي دنيبرو.
تأمين النهر
نجحت القوات الروسية خلال الساعات الماضية في تأمين الضفة اليسرى بالكامل للنهر، وتم استهداف وضرب وحدات حاولت التوغل في منطقة جسر أنتونوفسكي على محور خيرسون، وتم تحييد ما يصل إلى 20 جنديا أوكرانيا وتدمير مدفعي هاوتزر M777، كما دمرت المدفعية الروسية مجموعات أخرى على الضفة اليمنى تستعد للعبور، وتدمير 3 مواقع مدفعية كانت تستخدم لقصف الضفة اليسرى، وتم إسقاط طائرتين دون طيار.
في سياق العمليات العسكرية حول النهر الحيوي، يقول فوروجتسوف ستاريكوف الباحث الروسي في مؤسسة “فولسك” العسكرية، نهر دنيبرو يبدو الآن بمثابة حدود دفاعية، يمكن أن تساعد موسكو على تثبيت” مكاسبها، لذلك تسعى أوكرانيا إلى الضغط لمنع الإمداد وكشف الخطوط الدفاعية للقوات الروسية.
ويُضيف فوروجتسوف ستاريكوف، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن القوات الأوكرانية تحاول وضع قدم في الجهة اليسرى للنهر لتجنب تقدم القوات الروسية لإقامة اتصال بري مع ترانسنيستريا، وهي المنطقة الانفصالية الموالية لروسيا في مولدوفا، كما أنها تعمل على تصعيد عمليتها وقصفها حول ضفاف النهر وبالأخص في خيرسون، لقطع جزء من المدينة من اتجاه اليوشيكي.
ويوضح أنه حال عبور القوات الأوكرانية يكون بذلك جميع التحصينات وخطوط الدفاع الروسية في الجنوب مكشوفة بشكل كامل للقوات الأوكرانية، وسيساعد ذلك كييف أيضًا في زيادة وتيرة عمليات استهداف الحدود الروسية.
وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أشار في خطاباته الأخيرة، إلى أنّ القوات الأوكرانية لم تنجح حتى الآن في تحقيق أي تقدم حقيقي على أي محور، وبالمقابل تكبدت خسائر فادحة في قواتها فاقت الـ1000 آلية ومدرعة، بينها أكثر من 250 دبابة من أنواع مختلفة.
السيطرة على الجنوب
ينخرط الجيش الأوكراني في هجوم مضاد لاستعادة مناطق في شرق وجنوب البلاد سيطرت عليها القوات الروسية منذ بدء الحرب قبل 16 شهرا؛ ويركز تقدم القوات الأوكرانية أولا على تأمين مجموعات من القرى في الجنوب؛ وهنا يقول جولي ميتروخين المتخصص بالسياسية الدولية بجامعة تافريسكي الأوكرانية، إن تلك التحركات هدفها منع مخطط روسي في ابتلاع الجنوب.
ويُضيف جولي ميتروخين، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن روسيا وضعت كل خططها الدفاعية وليست الهجومية في الجنوب، لأنها لا تريد أن يتم عبور النهر من جانب قواتنا حتى يتسنى لموسكو عملية فصل الأقاليم الأربعة في الجنوب، والتي ضمت خطواتها بالفعل من خلال:
- ربط مدن القرم من جهة، وخيرسون وميليتوبول وبيرديانسك من جهة أخرى.
- تأسيس مناطق وهيئات حكومية روسية في تلك المناطق كدائرة للأحوال المدنية وخدمات مصرفية وتعليمية.
- التعامل بالروبل الروسي وإصدار جوازات سفر روسية ومنح الجنسية الروسية لمواليد ما بعد 24 فبراير.
ومطلع الأسبوع الجاري قالت المخابرات العسكرية البريطانية، إن القوات الأوكرانية واصلت هجومها في إقليم خيرسون غربي نهر دنيبرو، بخلاف أن القوات الروسية تستخدم نيران المدفعية على طول نهر إنجوليتس، أحد روافد نهر دنيبرو.