بريطانيا: الجيش الروسي كثف استخدام الألغام لإبطاء تقدم كييف

3


وقالت الاستخبارات البريطانية، إن الجيش الروسي كثف استخدام حقول الألغام المضادة للدبابات، أكثر مما تنص عليه العقيدة العسكرية للاتحاد الروسي، وذلك بهدف إبطاء الهجوم الأوكراني المضاد.

كذلك ووفقا للاستخبارات البريطانية، فإن القوات الروسية حاولت بعد أن أبطأت تقدم القوات الأوكرانية، ضرب المركبات المدرعة التابعة لكييف بطائرات كاميكازي بدون طيار ومروحيات هجومية ومدفعية.

ورغم تمكن روسيا من إحراز بعض النجاح في هذا النهج خلال المراحل الأولى من الهجوم المضاد، فإن تقييم الاستخبارات البريطانية أشار إلى أن القوات الروسية ما زالت تعاني من نقاط ضعف رئيسية، تكمن خاصة في وحداتها التي تخوض مهمات تفوق طاقتها، وكذلك في ظل نقص ذخائر المدفعية.

ما هي أخطر الألغام المستخدمة بالحرب الأوكرانية؟

رصد تقرير دولي أدلة جديدة على استخدام القوات الأوكرانية ألغاما أرضية محظورة مضادة للأفراد ما يشكل خطرا على المدنيين.

ودعت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، يوم الجمعة، الحكومة الأوكرانية إلى الالتزام بتعهدها السابق بعدم استخدام تلك الأسلحة، فيما أكدت أن روسيا استخدمت 13 نوعا مختلفا من تلك الألغام ما تسببت في مقتل وإصابة مدنيين.

وفيما قال خبير روسي لموقع “سكاي نيوز عربية” إن أوكرانيا زرعت آلاف الألغام المضادة للأفراد والمركبات في أراضيها خاصة حول مدينة إزيوم، وأنها خالفت معاهدة أوتاوا التي صادقت عليها بينما لم توقع عليها موسكو، أكد آخر أوكراني، أن موسكو حّولت الأراضي الأوكرانية إلى بحور من الألغام وخاصة جبهات خيرسون وزابوريجيا وباخموت.

وإلى جانب الألغام المضادة للأفراد، استخدم الجانبان كميات هائلة من قذائف المدفعية والألغام المضادة للدبابات وبعضها غير منفجر.

ما هي أشهر الألغام التي تم زرعها في أوكرانيا؟

في الحروب تستخدم ألغام مضادة للأفراد وأخرى مضادة للدروع، إضافة إلى العبوات الناسفة، كما تضم عدة طرازات وأنواع، بينها:

• ألغام انفجارية ذات تأثير تدميري.
• متشظية تعتمد في تأثيرها على تأثير الشظايا الناتجة من اللغم.
• كيماوية وتنتج غازات محرمة دوليا.
• أرضية غالبا ما تكون بحجم راحة اليد وتنشر بمساحات كبيرة.
• بحرية وتُزرع بالسواحل وقد تثبَّت على أرضية جسم الماء فيطفو بعضها ما يجعلها خطرة على السفن.

وبالنسبة للألغام التي تم نشرها في الأراضي الأوكرانية، فهي:

• “بي.إف.إم-1إس” المضادة للأفراد، شديدة الانفجار، وتعرف أيضا باسم “الببغاء الأخضر” أو “الفراشة” ونشرتها أوكرانيا عن طريق صواريخ أوراغان حول مدينة إزيوم.
• “ليبيستوك” المضادة للأفراد، ونشرتها كييف عن طريق نفس الصاروخ الذي يحمل نحو 312 منها وينشرها بشكل عشوائي.
• “تي إم 57 ” الروسية.
• “بي تي كي إم- 1 آر”، المضادة للدبابات، ونشرتها روسيا، وتخترق الدروع بسمك 70 ميلي، وتصيب الدبابات من مسافة كبيرة ووزنها 20 كيلوغراما.
• الألغام المزودة بأجهزة استشعار “بوم-3″، ونشرتها روسيا قرب مدينة خاركيف، بحسب صحيفة “نيويورك تايمز”.
• “ألغام الفراشة” ويستخدمها الطرفان، وأثارت جدلا، وزرعتها روسيا على خطوطها الدفاعية في دونباس، وفقا لوزارة الدفاع البريطانية.

كيف يتم نشر الألغام؟

• “لغم الفراشة” يتم إسقاطه بحاويات من المروحيات.
• بقذائف الهاون والطائرات حيث تنزلق الألغام دون أن تنفجر.
• الجيش الروسي يستخدم آلية زراعة الألغام “جي إم زد-3” التي تقوم بتثبيتها على سطح الأرض دون تمويه أو في باطنها بالتمويه.
• موسكو تستخدم تقنية زراعة الألغام عن بُعد للتشكيل السريع لحقول الألغام في المناطق الخطرة وبينها المعدة “زيمليديلييه”.
• بالنسبة للألغام البحرية تقوم سفن عائمة تسمى “زارعات الألغام” بإلقائها بالإضافة إلى الطائرات والغواصات ومنها أيضا ذاتية الدفع تنطلق من غواصة وتتحرك لأميال قليلة وتستقر في قاع المياه.

خطر يمتد لعقود

وخلفت الحرب في أوكرانيا، وهي الأكبر في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، كميات هائلة من الألغام والذخائر غير المنفجرة عبر مساحات شاسعة من البلاد.

وعقب تفجير سد كاخوفكا في مطلع يونيو الماضي، حذر الصليب الأحمر الدولي من الألغام التي جرفتها المياه، مؤكدا أنها “تشكل خطرا لعقود”.

وجرفت المياه عددا لا يُحصى من الألغام الأرضية التي زُرعت خلال الحرب ولا أحد يعرف الآن مكانها، فربما عالقة في طين النهر أو في حقول وحدائق وطرق على مساحة شاسعة، وفقا لوكالة “رويترز”.

كما أعلنت الأمم المتحدة أن نزع الألغام في أوكرانيا سيحتاج إلى عملية أشبه بإزالة المتفجرات في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.

وستتطلب المهمة مبلغا يصل إلى 300 مليون دولار سنويا على مدى الأعوام الخمسة المقبلة، بحسب بول هيسلوب، المسؤول عن أعمال الألغام لدى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

زراعة الموت

الخبير العسكري الأوكراني أوليه دانيلوف، قال إن روسيا لغمت ملايين الهكتارات من الأراضي الأوكرانية حتى الزراعية والغابات والطرقات، وأصبحت مدن أوكرانية محاصرة بالكامل بألغام روسية محرمة دوليا.

وأضاف دانيلوف لموقع “سكاي نيوز عربية” أن القوات الروسية حّولت الأراضي الأوكرانية إلى بحور من الألغام وبخاصة حول خيرسون وزابوريجيا وباخموت.

وتابع قائلا: “يتعين على العالم إدانة تلغيم روسيا لأراضينا فهي في النهاية أسلحة لا تفرق بين المقاتلين والمدنيين وتزرع الموت لسنوات. هناك مئات الآلاف من الألغام والعبوات الناسفة والذخائر غير المنفجرة التي تهدد حياة الأوكرانيين وحتى بعد انتهاء الحرب ستظل كارثة لبلادنا”.

واختتم حديثه قائلا: “الألغام ليست مزروعة فقط في الحقول والغابات بل قام الجنود الروس بتفخيخ أبواب المنازل والشوارع. نزع الألغام يتطلب تضافر الجهود الدولية لعقود وهذا يمثل تحديا كبيرا ويتطلب استثمارات طويلة الأجل وملايين الدولارات”.

اتهام روسي لأوكرانيا

اتهم الخبير العسكري الروسي فلاديمير إيغور، في حديث لموقع ” سكاي نيوز عربية”، أوكرانيا بزراعة آلاف الألغام المضادة للأفراد والمركبات في أراضيها خاصة حول مدينة إزيوم، وخالفت معاهدة أوتاوا التي وقعت عليها والتي تحرّم تخزين واستخدام تلك الذخائر.

وشدد إيغور على أن “روسيا خاطبت المنظمات الدولية والإنسانية أكثر من مرة عن الاستخدام غير القانوني وغير الإنساني للألغام المضادة للأفراد التي زرعتها القوات الأوكرانية وبخاصة في إقليم دونباس”.

وأوضح أن “زراعة روسيا للألغام كانت أحد العقبات الرئيسية التي حالت دون نجاح الهجوم الأوكراني المضاد”.

وأشار إلى أنه “في كافة الحروب تستخدم الألغام، وموسكو تفخخ الأراضي وجبهات الحرب كما تفعل القوات الأوكرانية”.