لأول مرة.. تفاصيل داعش وعاصمته المرتقبة في الساحل الإفريقي

5


وحسب معلومات عمل عليها فريق صحفي محلي، ونشرتها في مدونة “تينيري نيوز” الخاصة المستقلة، أصبح التنظيم المتطرف لاعبا أساسيا في المنطقة، وبدأ في فرض أجندته وإخضاع خصومه بعد أن بات مسيطرا على مناطق واسعة شمال مالي، وبعد اجتياحه الكبير لمعظم المناطق الخارجة عن السلطة في بوركينافاسو.

  • ينتشر مقاتلي “داعش الساحل” في المناطق الحدودية بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو.
  • ينشط التنظيم بشكل مكثف حاليا في بوركينا فاسو التي قتل فيها المئات من الجنود وآلاف المدنيين.
  • أعلنت بوركينا فاسو عن وضع مبالغ مالية ضخمة تصل إلى ثلاث مليارات “سيفا” لمن يجد بعض القادة المهمين في التنظيم
  • من بين القادة المطلوبين من قبل بوركينا فاسو قيادات من مالي والنيجر، أفرج عن اثنين منهم في صفقة بين التنظيم والسلطات الحاكمة في باماكو.

أهم القيادات العليا في داعش

1- يوسف ولد شعيب: قائد العمليات العسكرية وقاضي الجماعة في ولاية مينكا بالكامل.
2- أمية أغ البكاي: قائد العمليات العسكرية للجماعة في منطقة أربندا في “تيسي” و “إنتللت” بولاية غاوا، تم اعتقاله من قبل قوات برخان الفرنسية في 12 يونيو 2023 وتم تسليمه للنيجر وسلمته النيجر لمالي، ولكن تم إطلاق سراحه في أواخر يونيو 2023 في صفقة سرية بين مالي وتنظيم الدولة لم يكشف عنها بعد، لكن تشير مصادر مطلعة أن جهة إغاثية دولية ربما كان لها دور في الصفقة التي أدت إلى إطلاق سراح موظفة الإغاثة الفرنسية “صوفي بترونين”.

3- واندين اغ المنير الملقب (أبو هريرة): من أصول طوارقية عمل راعياً في منطقة تيسي على الحدود مع النيجر ثم التحق بالجماعات الإرهابية عام 2017م وأصبحت لديه رتبة عالية في التنظيم لمعرفته للمنطقة والسكان ويعرف بحسن علاقاته مع السكان لأنه من المنطقة، وهو مطلوب حاليا من قبل بوركينا فاسو ووضعت مكافأة مالية للقبض عليه قدرها 100 مليون سيفا، وهو حاليا في منطقة تاندجدجورن في منطقة تيسي حسب معلومات دقيقة.

4- دادي ولد شوعب: المكني “بأبو دردار” أخ يوسف ولد شوعيب أمير تنظيم الدواعش في الصحراء الكبري، اعتقلته قوات برخان الفرنسية خلال عملية مشتركة للجيش النيجري والفرنسي نفذت في 15 يونيو 2021 في منطقة إن ارابن بالقرب من مناكا ضد تنظيم الدولة الإسلامية في الساحل أفرجت عنه أجهزة المخابرات المالية يوم الأحد 2 يوليو 2023.

  • أكدت مصادر قريبة من تحركات التنظيم انتشاره في مناطق “فتلي” و “هورارا” و “تادنجدجورن” في منطقة “تيسي” قرب الحدود مع النيجر، المعروف ب “مثلث الموت”.
  • تسيطر جماعات واسعة من داعش الساحل في أغلب دوائر ولاية مينكا خصوصاً في مناطق “تاملت” و “إنشنانن” و “أضرنبوكار” و “إنيكر” وغيرها.
  • -تتمدد الجماعة حتى وصلت إلى منطقة “انتديني intadayne” التي تبعد عن الحدود الجزائرية 207 كيلو متر وذلك بتاريخ 25 أبريل 2023.
  • – وفي يوم 27 يونيو هاجم داعش قرية “بويا” وقتل 13 شخصا وذلك على خلفية مقتل أحد الإرهابيين في المنطقة وتتهم داعش سكان تلك المنطقة بالتواطؤ مع الجيش المالي.
  • -تفيد معلومات جديدة أمس الجمعة، أن التنظيم وجه إنذارا لسكان منطقة بويا للخروج منها نحو “غاوا” أو “آنسنغو” في الشمال.

وتنتشر داعش بكثافة في عدة مناطق في دائرة آنسنغو منها بويا و جابرو وللهوي و تيسي وغيرها من مناطق أزواد.

مراقبون أمنيون ونشطاء في أزواد، أكدوا أن التنظيم باتت نيته واضحة في اعتبار ولاية “منيكا” ومحيطها منطقة نفوذ خاصة به، بعد أن أخضع زعماء القبائل الرئيسية فيها، لدرجة حمل بعضهم على إعلان بيعتهم وتبعيتهم له، بل وتمويل عملياته.

وفي مقال له، قال الناشط الأزوادي عمر ميغا، إن استراتيجية التنظيم واضحة على الأرض من خلال التهجير القسري والذبح والاستيلاء على الأموال، أمام عجز كامل من مشيخة القبائل التي طالما سيطرت على المنطقة.

خيارات براغماتية

المحلل السياسي الإيطالي دانييلي روفينيتي، قال لموقع “سكاي نيوز عربية”:

  •  لقد رأينا بالفعل عدة مرات خيارات براغماتية اتخذتها الحكومات أو مجموعات القوة (مثل المجلس العسكري في مالي).
  •  ليس من المستغرب ما يحدث في هذا النوع من السياقات لأن الوضع الأمني حرج، وفي الوقت نفسه، حاسم للاستقرار، ولن يكون من المستغرب أن تكون هذه الديناميكية أحد جوانب الكواليس في باماكو، ومع ذلك، يجب توضيح أن هذه مجرد تخمينات؛ ليس لدينا أي شيء “رسمي”.
  • ومع ذلك، فإن كل ما يحدث، بما في ذلك الشائعات وأنشطة المعلومات ذات الصلة، يوضح مدى تعقيد الوضع في مالي والساحل بشكل عام.
  • تنظيم داعش في الصحراء الكبرى هو الآن لاعب رئيسي في المنطقة. لم يتمكن أحد من احتوائه بالفعل. يؤدي تصعيد داعش والجماعات الجهادية الأخرى إلى زعزعة الاستقرار الداخلي على الصعيدين السياسي والاجتماعي والاقتصادي والمؤسسي.
  • إذا وصل الأمر إلى هذا الحد، فربما يتعين علينا نحن الأوروبيين أن نسأل أنفسنا أكثر عن الخطأ الذي حدث في تدخلاتنا وبانهاء مهمة بعثة الأمم المتحدة مهمتها لحفظ السلام في مالي، تاركة الجيش وقوة صغيرة من مجموعة فاغنر لمواجهة المسلحين المرتبطين بالقاعدة وداعش.

انتصار سياسي لداعش

وتقول المختصة بشؤون الأمن القومي؛ إيرينا تسوكرمان لموقع “سكاي نيوز عربية”:

  • إن صفقة إطلاق سراح قادة داعش تأتي في سياق مطالبة مالي لـ 12000 من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بالمغادرة، بعد 10 سنوات من التواجد في محاربة الجماعات الإرهابية الإسلامية، بما في ذلك داعش.
  • يُنظر إلى إطلاق سراح قادة داعش، بغض النظر عن شروطه، على أنه انتصار سياسي كبير لداعش، الذي سيحرص على استخدام هذا الإنجاز لتوسيع جهود التجنيد.
  • تعاني مالي، إلى جانب دول غرب إفريقيا الأخرى، من نقص الشفافية والمساءلة الحكومية، والفساد، وضعف إنفاذ القانون وقوات الأمن، وضعف مؤشر التنمية الاقتصادية، وعدم المساواة الاجتماعية، والانقسامات القبلية والطائفية، ونقص الشباب وفرص التعليم.
  • استفادت داعش وجماعات أخرى من هذه الحقائق الاجتماعية والسياسية لإعادة بناء وجودهم الذي دمرته جهود الحلفاء في العراق وسوريا، وهم بالفعل يجندون بنجاح بين السكان المحرومين.
  • إن الإطاحة بقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والاتفاق على إطلاق سراح قادة داعش في هذا السياق يمثل اعترافًا بالخسارة من قبل حكومة مالي وجهودًا لإعادة دمج الإسلاميين في النسيج الاجتماعي والسياسي من خلال تقديم هذه التنازلات. ويؤجج هذا أيضًا المشاعر المعادية للغرب وعقلية ما بعد الاستعمار، فضلاً عن الإخفاقات المرئية للفرنسيين وغيرهم بمرور الوقت في تحقيق مكاسب حاسمة ضد الإسلاميين أو وضع حد لانتشار الأيديولوجيات المتطرفة.