وتأتي الخطوة بعدما تبددت تطلعات أوكرانيا للانضمام للناتو، الآن على الأقل، وسط غياب الإجماع بين الحلفاء وعلى رأسهم الولايات المتحدة التي اعتبر رئيسها جو بايدن أن كييف “غير مستعدة للعضوية في هذا التوقيت”.
ومضى على هذا النحو المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، الذي شدد على أن أوكرانيا لن تنضم إلى حلف شمال الأطلسي في الوقت الحالي، حتى لا تجر الولايات المتحدة إلى صراع مباشر مع روسيا.
إلا أن أوكرانيا لن تبتعد كثيرا عن القمة ولن تغادرها خالية الوفاض، إذ ستكون على أولويات قمة فيلنيوس تشكيل مجلس “الناتو-أوكرانيا” الذي سيعقد لأول مرة الأربعاء.
وقال ستولتنبرغ إن المجلس سيعمل كمنصة لكييف وأعضاء الحلف البالغ عددهم 31 “للتشاور واتخاذ القرارات معا”، كما سيكون كذلك وسيلة يمكن من خلالها دعوة أوكرانيا إلى اجتماعات الأزمات، وكذلك تعميق نطاق تعاونها مع الحلف.
خطوة مهمة
- يرى مراقبون وعسكريون أن مجلس “الناتو-أوكرانيا” يمثل نواة مهمة في طموحات عضوية كييف بالحلف، بجانب مساعدتها في حصولها على مزيد من المساعدات العسكرية لمواجهة روسيا في إطار الهجوم المضاد، بما ينعكس إيجابيا على فرصها لحسم المعركة.
- ليست المرة الأولى التي يشكل فيها الأطلسي مجلسا مشتركا، ففي عام 2002 أنشأ مجلس “الناتو-روسيا” كآلية للتشاور واتخاذ القرار.
- رغم تعليق حلف شمال الأطلسي كل تعاونه مع موسكو في أعقاب أزمة ضم جزيرة القرم عام 2014، فإنه التزم إبقاء قناة اتصال مفتوحة من خلال المجلس الذي عقد اجتماعه الأخير في يناير 2022، أي قبل أسابيع من اندلاع الحرب.
- سيحل مجلس “الناتو-أوكرانيا” محل الشكل السابق للتعاون بين كييف والتحالف المعروف باسم “لجنة الناتو وأوكرانيا”، التي كانت موجودة منذ عام 1997 وعملت على أساس “أعضاء الناتو+1”.
- يرى الأمين العام للناتو أن الشكل الجديد للتعاون مع أوكرانيا يفتح المزيد من الفرص للتعاون، ومن الممكن إنشاء لجان فرعية للتعامل مع قضايا محددة، مثل الأمن السيبراني أو قابلية التشغيل البيني.
- تقول مديرة برنامج روسيا في معهد الخدمات المتحدة الملكي في لندن إميلي فيريس، لمجلة “تايم” الأميركية، إن “تشكيل مجلس الناتو أوكرانيا يمنح كييف مقعدا أكبر على الطاولة خلال اجتماعات التحالف”، فضلا عن المزيد من الامتيازات الإضافية مثل التنازل عن شرط “خطة عمل عضوية” واسعة النطاق، كما فعل الحلف مع طلبي فنلندا والسويد.
- اعتبر رئيس الوفد الأوكراني في الجمعية البرلمانية لحلف الناتو ياهور تشيرنييف، أن مجلس “أوكرانيا-الناتو” يعتبر عنصرا مهما في عملية الانضمام إلى الحلف، حيث يُتوقع في هذا المجلس تلقي توصيات أكثر تحديدا بشأن إصلاح قطاع الدفاع والأمن، فضلا عن المساعدة والمشورة العملية اللازمة للعضوية في المستقبل.
تبعات المجلس
من جهة أخرى، قال مدير الاستراتيجيات والتسليح بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ومقره لندن المسؤول السابق في حلف شمال الأطلسي وليام ألبيركي، لموقع “سكاي نيوز عربية”، إنه رغم اعتقاد عدد من دول الحلف وعلى رأسها الولايات المتحدة، أن أوكرانيا غير مستعدة لعضوية الناتو، فإن المجلس المشترك سيمثل منصة مهمة للتعاون خلال المرحلة المقبلة.
وأشار ألبيركي إلى “استثمار المنصة الجديدة في تكييف خطط الناتو الدفاعية في ضوء الحرب الروسية على أوكرانيا، وقرارات قمة مدريد والمفهوم الاستراتيجي الجديد”.
وأوضح أن “الناتو ملتزم بدعم أوكرانيا عسكريا لمواجهة التهديد الروسي، وعدم ترك كييف فريسة لموسكو”، وفقا لتعبيره.