وعلى الرغم من أنها محاولة من الصعب أن تفضي إلى قرار بوقف ارسال هذه القنابل، لكنها تعد تحديًا نادرًا من داخل الحزب الديمقراطي تجاه سياسات بايدن الخاصة بأوكرانيا.
هذه الجهود التي تقودها النائبة الديمقراطية سارة جاكوبس، والتي تسعى من خلالها إلى تعديل “تشريع تفويض الدفاع الوطني” لحظر إرسال القنابل العنقودية، حصلت على تأييد أكثر من 12 عضوًا ديمقراطيًا في مجلس النواب و2 من الجمهوريين.
وقد قالت جاكوبس في بيان سابق إن إرسال القنابل العنقودية “ينافي القيم الأميركية”، مشيرة إلى “العديد” من شركاء الولايات المتحدة “لا يدعمون هذه الخطوة”، وأضافت أن “روسيا استخدمت القنابل العنقودية بشكل مروع في أوكرانيا ولكن لا ينبغي أن نتنازل عن المبادئ الأخلاقية العالية من خلال انتقاد أفعالهم ثم اتخاذ قرار بإرسال الذخائر العنقودية بأنفسنا“.
من المرجح أن تواجه أي محاولة لمنع إرسال هذه القنابل مقاومة كبيرة، فالدعم العسكري لأوكرانيا يحظى بتأييد أغلبية أعضاء الحزبين في الكونغرس، وكثير من المشرعين يطالبون بزيادة هذه الدعم ليشمل أسلحة أكثر تطورًا. وحتى الآن لم يتضح ما إذا كانت لجنة القواعد في مجلس النواب التي يقودها الجمهوريون ستمنح تعديل جاكوبس تصويتًا في المجلس.
وفي دليل على دعم أعضاء في مجلس الشيوخ من الحزب الديمقراطي لهذا التوجه، قال السيناتوران الديمقراطيان كوري بوكر وكريس مورفي، إنهما أرسلا خطابًا إلى البيت الأبيض يطلبان فيه بتأجيل خطة إرسال القنابل العنقودية. كما عبر السيناتور الديمقراطي بيرني ساندرز عن معارضته إرسال هذه القنابل، مشيرًا إلى أنه “يشك” في أن يبذل مجلس الشيوخ أي جهود لعرقلة ذلك.
أيضًا حذرت مجموعة من 19 عضوًا في مجلس النواب من الديمقراطيين التقدميين في بيان من “الضرر العشوائي الذي تتسبب بها القنابل العنقودية، بما في ذلك الإصابات الجماعية والوفيات في صفوف المدنيين“.
لكن في مقابل ذلك، أيد كثير من المشرعين من الحزبين قرار إرسال القنابل العنقودية إلى أوكرانيا. ومن هؤلاء السيناتورة الديمقراطية تامي داكوورث، التي قالت إن روسيا استخدمت القنابل العنقودية ضد أوكرانيا وأن “الذخائر العنقودية هي أداة حرب رهيبة، ولكن روسيا قصفت أوكرانيا أكثر من 500 يوم دون أي اعتبار للحياة البشرية”.
وأشارت دكوورث إلى أن معدل فشل القنابل الأميركية “أقل بكثير” من نظيرتها الروسية. أما السيناتور الجمهوري ريتشارد كرامر إنه يؤيد إرسال هذه القنابل إلى أوكرانيا وقال إن روسيا لا تلتزم بأي قواعد في الحرب وأن الأوكرانيين يخوضون حربًا غير متكافئة، ولهذا يتمنى أن تصل في القريب العاجل.
وزارة الدفاع الأميركية كانت قد أعلنت عن خطة إرسال هذا النوع من القنابل يوم الجمعة الماضي كجزء من حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 800 مليون دولار لأوكرانيا. وبذلك، تتجاوز الإدارة قاعدة تحظر إنتاج الذخائر العنقودية واستخدامها ونقلها بمعدل فشل أعلى من 1٪.