القصف الروسي المكثف في الجنوب خلال الأيام الماضية، دفع القوات الأوكرانية إلى التراجع بعد أن أعلنت أنه تم تحرير أكثر من 10 كيلومترات مربعة من الأراضي في تلك الجبهة التي تحاول كييف اختراقها وسط دفعات روسية مُحصنة بالألغام الأرضية واستخدام مكثف للطائرات المسيرة بالأخص مسيرة “لانتسيت” الانتحارية.
المعادلة في الجنوب بحسب خبراء عسكريين تحدثوا لموقع “سكاي نيوز عربية”، تُعد المرحلة الفيصلية في الحرب الحالية، فالجانب الروسي يسعى لفرض السيطرة على الأقاليم التي ضمها منتصف العام الماضي، بينما يرى الجانب الأوكراني هدف الهجوم المضاد ليس تحرير الأراضي في القوات الروسية بشكل كامل في الوقت الراهن، ولكن عدم السماح لموسكو من تنفيذ مخطط الدمج.
معادلة الجبهة الجنوبية
في سياق الحرب المستمرة منذ أكثر من عام، قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إن إمداد الغرب قوات كييف بالصواريخ والدبابات، لم يغير أي شيء في ساحة الحرب، مؤكدا تدمير مئات الدبابات الأوكرانية، ثلثها غربي، منذ 4 يونيو الماضي.
من جانبه، يوضح فوروغتسوف ستاريكوف الباحث الروسي في مؤسسة “فولسك” العسكرية، أن فشل الهجوم المضاد الأوكراني يعود لاستراتيجية اعتمادها موسكو خلال الأشهر الماضية تعتمد على التحصينات واستخدام سلاح المسيرات بأكثر كفاءة ممكنة، وأتضح ذلك من خلال مسيرات “لانتسيت” الانتحارية، والتي أطلق عليها المعسكر الأوكراني اسم السلاح المخيف.
ويؤكد فوروغتسوف ستاريكوف، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن لتلك المسيرات والتطوير التي حدث لها من خلال شبكات “سي 4 آي”، دورًا بارز في الجبهة الجنوبية حيث استطاعت إصابة سلاح المدفعية والمدرعات الأوكراني بشلل تام وكبدتها خسائر فادحة، مما غير من المعادلة بشكل كبير في الجبهة الجنوبية التي كانت تراهن كييف على اختراقها.
كيف حدث ذلك؟
يفند الباحث الروسي في مؤسسة “فولسك” العسكرية، كيف استطاعت موسكو شل سلاح المدفعية والدبابات التي اعتمدت عليها كييف في هجومها المضاد من خلال عدة أنظمة، مكنت “لانتسيت” من تنفيذ هجمات ناجحة.
• طورت موسكو خلال الأشهر الماضية شبكات “سي 4 آي” التي تضم أنظمة القيادة والتحكم والاتصالات.
• تلك الشبكات تم ربطها بشكل مباشر مع المسيرات وأنظمة الدفاع الجوي بالكامل.
• حال وقوع قصف مدفعي أو تحرك للمدرعات يتم رصدها بشكل فوري وإرسال الموقع لأقرب مسيرة.
• سرعة إرسال المعلومة والتنفيذ منعت كييف من المناورة للإفلات من الهجمات المضادة الروسية.
سلاح رخيص الثمن
تمكنت “لانتسيت” خلال الأسابيع الماضية من تدمير 5 أنظمة دفاع جوي أوكرانية حيث تجمع بين القدرة على تنفيذ مهام الاستطلاع والمهام القتالية، بخلاف أنها تمثل سلاح رخيص الثمن.
• الطول 1.65 مترا ولها ثلاث نسخ معدلة.
• الوزن الأقصى عند الإقلاع يصل 12 كيلوغراما.
• مزودة بأجنحة مزدوجة على شكل “إكس” بإجمالي 8 أجنحة.
• سرعة الانطلاق 80-110 كيلومتر/ ساعة.
• سرعة الاصطدام تبلع 300 كيلومتر/ ساعة.
• زمن البقاء في الجو من 30 إلى 40 دقيقة.
• الحمولة المتفجرة من 1 إلى 3 كيلوغرامات.
• تستطيع تدمير الأهداف البرية سواء المدرعات الخفيفة ومواقع المدفعية ومحطات الرادار والدبابات.
سياسة الأرض المحروقة
يقول ألكساندروفيتش يفغيني المتخصص العسكري بالمعهد الوطني الأوكراني، إن موسكو اعتمدت نهج التدمير الكامل وسياسة الأرض المحروقة حتى تمنع وتصد هجوم كييف المضاد والذي يعد في مراحله الأولى، حسب تعبيره.
ويُضيف ألكساندروفيتش يفغيني، أن تلك السياسة تُثبتها مئات الكيلومترات من حقول الألغام الأرضية التي زرعتها موسكو في الجنوب لمنع تقدم المدرعات والقوات البرية الأوكرانية، مشيرًا إلى أن تلك الحقول تُعد جرائم حرب فهناك الكثير سيظل في الغابات والمزارع لسنوات وسيدفع ثمنه المدنيين.