يوضّح مستشار سابق لدى منظمة الصحة العالمية لموقع “سكاي نيوز عربية”، كيف وصل تأثير درجة الحرارة إلى حد قتل البشر بهذه الأعداد، وما على كل شخص فعله ليمر الصيف آمنا ويتجنب هذا المصير.
أظهرت بيانات أولية نشرتها المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، أن الأسبوع الأول من يوليو هو أشد الأسابيع حرا على الإطلاق هذا العام؛ نتيجة تغير المناخ، محذرةً من القادم.
أمراض الإجهاد الحراري والوقاية
الدكتور وائل صفوت، مستشار منظمة الصحة العالمية سابقا، يرصد أمثلة لأضرار ارتفاع درجات الحرارة الشديد، ولمدة طويلة، على صحة الإنسان:
- ارتفاع الحرارة يؤثر على الأملاح والسوائل في الجسم.
- تحدُث تغيرات في الدورة الدموية لمواجهة درجات الحرارة، حتى لا تؤثر على درجة حرارة الإنسان الداخلية، بزيادة إفراز العرق.
- أما إذا كانت هناك رطوبة زائدة وتخرج سوائل بكثرة من الجسم يصعب تعويضها، أو إذا كان الشخص لديه مشاكل في إخراج العرق مثلا، فإنه يتعرض لمشاكل نتيجة الإجهاد الحراري لجسمه؛ ما يصيب الدورة الدموية بالخلل.
- من أعراض الإجهاد الحراري: الخمول الشديد، والشعور بتسارع ضربات القلب، مشاكل في التنفّس، وقد تصل للتشنجات، أو الهبوط العام والإغماء، وقد تصل إلى الوفاة في حالة عدم التعامل بشكل صحيح مع الموقف.
- أما التعامل الصحيح مع الإجهاد الحراري يكون بتبريد الجسم بالمراوح والمكيّفات ووضع الثلج حسب الحالة، أو نقل الشخص المصاب إلى مكان بارد بعيدا عن الشمس المباشرة.
- على المصاب أن يتناول سوائل كثيرة تحتوي على أملاح معدنية، مثل العصائر لتعويض السوائل الخارجة من الجسم، والحذر من تناول الشاي والقهوة والمشروبات الغازية لأنها تزيد إدرار البول؛ أي تزيد نسبة السوائل الخارجة عن المسموح به.
- يمكن الوقاية من الإصابة بالإجهاد الحراري بارتداء ملابس بيضاء فضفاضة، والابتعاد عن التعرض المباشر للشمس، والحرص على الإكثار من تناول المياه والسوائل باستمرار، خاصة كبار السن، وتهوية المكان، وعدم المكوث في أماكن مغلقة بعيدة عن التهوية وقتا طويلا.
- بالنسبة إلى المرضى الذين يتناولون مدرات للبول، عليهم الرجوع للطبيب المعالج لإمكانية التقليل من الجرعات أو وقفها حال عدم الاحتياج لها.
- والفئات الأكثر عرضة للإصابة بالإجهاد الحراري هي: كبار السن، وأصحاب الأمراض المزمنة مثل مرضى القلب والسرطان والسكري، ومرضى الجهاز العصبي المركزي.
وفيات بعشرات الآلاف
إذا لم نستطع أن نوقف تغير المناخ، فما علينا الآن هو العمل على تقليل الخسائر التي يسببها للبيئة والإنسان، فقد بات البشر “يعيشون مرحلة مختلفة”، حسب المستشار السابق لمنظمة الصحة العالمية.
يظهر مؤشر خسائر درجة الحرارة بين البشر، في نتائج دراسة نشرتها في مجلة “نيتشر” العلمية، أن 61 ألف شخص في أوروبا توفوا في صيف عام 2022 لأسباب مرتبطة بدرجة الحرارة التي لم يعتدها سكان هذه القارة.
حذرت الدراسة المنشورة يوليو الجاري، من أنه ما لم يتم القيام بشيء لحماية الناس من ارتفاع درجات الحرارة، فإن أوروبا ستشهد 68 ألف حالة وفاة كل صيف بحلول العام 2030 وأكثر من 94 ألفا بحلول عام 2040.
سجلت الهند، وهي واحدة من أكثر المناطق تأثرا بتغير المناخ، زيادة في عدد الوفيات، بلغت 99 وفاة خلال 3 أيام في يونيو، بسبب استمرار ارتفاع درجات الحرارة؛ ما أثار مخاوف من أن يصبح صيف العام الماضي، الذي أسقط وفيات، أمرا معتادا.