في إطار الحملة، تحدَّث الرئيس الصيني، شي جينغ بينغ، عن خطة بلاده لبناء “قوة إلكترونية عظمى” كحاجز لحماية الأمن القومي للبلاد، وهو ما اعتبره خبير في تكنولوجيا المعلومات أمرا متوقعا، معدِّدا لموقع “سكاي نيوز عربية” دوافع بكين لذلك.
جاء في بيان لوزارة الأمن نشرته صحيفة “ساوث تشينا بوست مورنينغ”، الأحد، أن الحملة التي وصفتها بالوطنية تهدف إلى إعلام الجمهور بشكل أفضل بأضرار المعلومات المضللة.
الحملة جرت ضمن مبادرة أطلقت منذ 100 يوم تقريبا، استهدفت الشائعات عبر الإنترنت، خاصة في الوكالات الحكومية والمدارس والشركات والمناطق الريفية.
كان معظم الشائعات سياسيا وأمنيا، أو هدفها ترويع المواطنين، ومن بين الحالات المرصودة، نشر مقاطع فيديو مزيّفة عن وفاة مراهق على يد قوات الشرطة.
حاجز أمني لـ”قوة إلكترونية عظمى”
أُطلقت الحملة بعد ترؤس الرئيس الصيني، شي جين بينغ، اجتماعا للأمن السيبراني لمدة يومين في بكين، أكد فيه حاجة الصين لبناء “حاجز أمني” حول الإنترنت.
أضاف جين بينغ حسب ما نقلته وكالة الأنباء الصينية “شينخوا”:
⦁ يجب علينا بناء قوة إلكترونية عظمى، والاستمرار في بناء حاجز أمني قوي للشبكة الوطنية، ونتحمّل بجدية منع المخاطر وضمان السلامة.
⦁ هناك ضرورة لزيادة الزخم لتعزيز التنمية، والالتزام بإدارة الحزب الحاكم للإنترنت.
⦁ ضرورة إفساح المجال للقيادة والدور الرائد للمعلومات، والوصول إلى الإنترنت تحت مظلة القانون.
نتائج الحملة
حسب وزارة الأمن، حققت حملة الأسبوع، والمبادرة المتضمنة لها منذ 100 يوم نتائج جيّدة، منها:
⦁ التصدي لأكثر من 1600 حالة شائعات عبر الإنترنت منذ أبريل.
⦁ إغلاق أكثر من 10 آلاف حساب على مواقع التواصل الاجتماعي لنشرها شائعات.
⦁ الوزارة ستنشر على مدار الأسبوع رسالة دورية لمعرفة النتائج.
⦁ شرطة شنغهاي اعتقلت 258 شخصا في سلطتها القضائية، وأغلقت 460 حسابا غير قانوني.
⦁ في مقاطعة سيتشوان، اعتقل 57 شخصا ورصد 3800 شائعة وأغلق 116 حسابا على الإنترنت.
إجراءات غير مسبوقة
لا يستغرب الخبير في تكنولوجيا المعلومات، عبدالرحمن داوود، مثل هذه الحملات في الصين، ويُرجعها إلى “تخوف بكين من الاختراقات الأميركية والأوروبية لأمنها المعلوماتي”.
اتخذت بكين إجراءات نادرة في العالم في هذا الصدد، ومنها حسب داوود:
⦁ حجب معظم وسائل التواصل الاجتماعي الأميركية، ومنها “غوغل” و”فيسبوك” و”واتسآب”؛ حيث تتهم واشنطن بأنها تستخدمها في التجسّس.
⦁ أطلقت بدائل صينية لهذه المواقع، تحت سيطرة الحكومة ومراقبتها المستمرة، مثل “بايدو”، و”بيو”، و”تيك توك”، وإن كانت ليست على مستوى المواقع العالمية، لكنها تفي الغرض.
⦁ قانون التجسس والمعلومات في الصين صارم، وتصل العقوبة للإعدام في بعض الحالات.
لدى الصين نية لتصبح “قوة إلكترونية عالمية، وبدأت في هذا السبيل تصدير تطبيقاتها، وخير دليل هو تطبيق تيك توك”، بتعبير الخبير المعلوماتي.
أطلقت بكين، في فبراير الماضي، المنصة الوطنية الصينية لمكافحة الشائعات عبر الإنترنت piyao.org.cn، وهي خدمة خاصة للرد السريع على الشائعات المتعلّقة بقضايا المصلحة العامة، وفق ما نشرته حينها “شينخوا”.
تهتم المنصّة خاصة بالشائعات المتعلقة بالسياسات العامة وحالات الطوارئ والرعاية الصحية، حسبما قال مركز الإبلاغ عن المعلومات غير القانونية عبر الإنترنت (IIIRC) التابع لمكتب اللجنة المركزية لشؤون الفضاء السيبراني في بيان صحفي.
تهدف الخدمة، التي دخلت حيّز التشغيل “نقل الحقائق، ونشر المعرفة العلمية، ومساعدة الجمهور في الحصول على معلومات دقيقة وحقيقية تنشرها السلطات”.