الهجوم بمسيّرات بحرية
قالت لجنة مكافحة الإرهاب الروسية إن أوكرانيا هاجمت جسر كيرتش باستخدام مركبات بحرية مسيرة، أدت إلى توقف الحركة فيه.
وذكرت اللجنة في بيان إن “أجهزة (قوات) خاصة” أوكرانية هي المسؤولة عن الهجوم، مضيفة أنها فتحت تحقيقا جنائيا، وفق “رويترز”.
وكييف، أكد مصدر أوكراني لوكالة “فرانس برس” أن الهجوم تم عن طريق مسيّرات بحرية.
وكان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أكد العام الماضي عزمه على إنشاء أسطول من المسيرات البحرية، وقال حينها إن الهدف هو “حماية المناطق البحرية الأوكرانية فقط”.
وكانت السلطات الموالية لروسيا في شبه جزيرة القرم قد أعلنت صباح اليوم توقف الحركة في الجسر دون إبداء الأسباب.
تبن غير رسمي
أفاد مصدر في أجهزة الأمن الأوكرانية (اس بي يو) لوكالة “فرانس برس” أن الاستخبارات وسلاح البحرية يقفان وراء الهجوم على جسر القرم الذي نفذ بواسطة “مسيرات بحرية”.
وأوضح المصدر”هجوم اليوم على جسر القرم هو عملية خاصة لجهاز اس بي يو والبحرية” مشيرا إلى أن “الجسر هوجم بواسطة مسيّرات بحرية”.
ذكرت اثنتان من وسائل الإعلام الأوكرانية على الأقل نقلا عن مصادر لم تسمها أن وكالة الأمن الداخلي والبحرية الأوكرانية تقفان وراء الهجوم، وفق “رويترز”.
وامتنع أندري يوسوف، المتحدث باسم إدارة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية عن التعليق على الحادث.
لكنه قال: “يستخدم الروس شبه الجزيرة كمركز لوجستي كبير لنقل القوات والأصول إلى عمق أراضي أوكرانيا. بالطبع، أي مشاكل لوجستية هي تعقيدات إضافية للمحتلين”، وفق وكالة “أسوشيتد برس”.
الوعيد والاتهام الروسي
اتهمت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أوكرانيا بشن الهجوم.
وقالت زاخاروفا: “هجوم اليوم على جسر القرم نفذه نظام كييف. هذا النظام إرهابي ولديه كل السمات المميزة لمجموعة من مجموعات الجريمة المنظمة الدولية”.
وأضافت: “يتخذ المسؤولون الأوكرانيون القرارات بمشاركة مباشرة من أجهزة مخابرات وسياسيين في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا.
وتابعت: “الولايات المتحدة وبريطانيا مسؤولتان عن كيان دولة إرهابية”.
“تفجير منازلهم”
وقال نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، ديمتري ميدفيديف: “تُظهر تجارب العالم وتجربتنا أنه من المستحيل محاربة الإرهابيين بفرض عقوبات دولية أو ترهيب أو تحذيرات. إنهم يفهمون لغة القوة فقط، وفقط الأساليب الشخصية وغير الإنسانية تمامًا.
وأضاف: “من الضروري تفجير منازلهم ومنازل أقاربهم. ابحثوا عن المتواطئين معهم وقوموا بالقضاء عليهم، وتخلوا عن الفكرة البذيئة لمحاكمة ضدهم”.
وتابع: “لكن الشيء الرئيسي هو تدمير القيادة العليا للتشكيلات الإرهابية”.
تفاصيل الهجوم
قتل مدنيان هما رجل وامرأة كانا في سيارة سياحية كانت تسير على الجسر.
وأوضحت السلطات أن ابنتهما أصيبت بجروح.
وتوقفت حركة المرور أعلى الجسر الرئيسي لعدة ساعات، وطلبت السلطات من المسافرين استخدام طرق بديلة.
ولم يتضح حجم الأضرار، لكن حركة القطارات استؤنفت في وقت لاحق من صباح الاثنين بعد توقفها لنحو ست ساعات، وفق ما أوردت وكالة “أسوشيتد برس”.
وأعلن حاكم القرم، التي ضمتها روسيا عام 2014، غلق الجسر في ساعة مبكرة من صباح يوم الإثنين دون تحديد السبب.
وأظهر مقطع مصور، نشرته قناة (القرم 24) الإخبارية على موقعها الإلكتروني أن جزءا من الجسر صار مائلا ومتدليا، وقالت إنه ليس هناك ما يشير لسقوط أي جزء من الجسر في الماء.
وأفادت تقارير إخبارية بأن سكانا سمعوا دوي انفجارات فجر الاثنين.
ونشرت قناة “بازا” على تيليغرام، والتي لها صلات بأجهزة الأمن الروسية، صورا تظهر حارة متضررة على الجسر، ومقدمة سيارة سوداء متضررة.
الجسر، الذي يبلغ طوله 19 كيلومترا وتم افتتاحه عام 2018، هو الرابط البري الرئيسي بين روسيا وشبه جزيرة القرم.
وتضرر الجسر، الذي يمتد أعلى مضيق كيرتش، في أكتوبر جراء انفجار شاحنة ملغومة، واستغرقت موسكو شهورا لإصلاحه قبل استئناف الخدمة بكامل طاقتها.
والجسر شريان إمداد مهم لحرب روسيا في أوكرانيا.
بداية مرحلة جديدة من الصراع
ويقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة سيفاستوبول بشبه جزيرة القرم، الدكتور عمار قناة لـ”سكاي نيوز عربية”:
- أثبتت التحريات الأولية أن زورقين مسيرين استهدفا الجسر.
- إن الهجوم يمكن أن يمثل بداية مرحلة جديدة وخطيرة نوعا ما تشهد استهداف المناطق الحيوية، خاصة أن بداية القصف الجوي الكثيف لأوكرانيا من قبل روسيا أتى بعد استهداف جسر القرم.
- هناك الآن محاولات لنقل الصراع لمستويات أخرى، بعد فشل أو تعثر الهجوم المضاد ونتائج قمة “الناتو” الأخيرة التي لا تتوافق مع متطلبات النخبة السياسية الحاكمة في أوكرانيا.
- لفت إلى أن هجوما وقع بالأمس كاد يضرب مقرا لأسطول البحر الأسود في شبه جزيرة القرم، لكن القوات الروسية دمرت زورقين من نفس الطراز الذي استخدم في هجوم اليوم.
- اعتبر أن الهجوم اليوم مرتبط بتعثر الحل السياسي بما يخدم المصالح الغربية، ولا يمكن أن يقع هذا الاستهداف دون موافقة الطرف الغربي وخاصة الولايات المتحدة، لكن هناك فرضية أخرى تشير إلى أن الهجوم جاء نتيجة الإفلاس السياسي لنظام كييف في محاولة جر المنظومة الغربية بعد فتور تجاه أوكرانيا.