ضعيف وبطيء وغير مؤثر.. لماذا يتعثر هجوم أوكرانيا المضاد؟

3


وجاء التصدي الروسي في ظل تعثر الهجوم الأوكراني المضاد، مما دفع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى تكرار طلب إمدادات الأسلحة والعتاد الغربية.

ويقيم محللون متخصصون الهجوم المضاد الذي بدأ في 4 يونيو الماضي جنوبي دونيتسك وأرتيوموفسك وفي اتجاهات زابوروجيا، أنه بمثابة “تحركات فاشلة”، لا تتناسب نتائجه مع ما رصد له من دعم مالي وإمداد وعتاد بأسلحة وذخائر غربية متطورة.

تحصينات روسية

يرى الخبير بالمركز الوطني الروسي للدراسات العسكرية هوفمان مارتشينكو، أن الجيش الروسي “أبلى بلاء حسنا في الاستعداد للهجوم الأوكراني المضاد، من خلال عدة مخططات وتحصينات”، تتلخص في 4 محاور:

• تحصين خطوط الدفاعات في الجنوب واستخدام الألغام بشكل موسع.

• استخدام سلاح الطائرات المسيرة وتطويره، مما أحبط جميع عمليات الاختراق والتقدم الأوكرانية.

• الاستعانة بكتائب أحمد الشيشانية في الجبهة الشرقية، وصد جميع محاولات اختراق “باخموت” مجددا.

• توجيه ضربات مباشرة لمراكز القيادة والتحكم الأوكرانية في معظم الجبهات.

ومن جهة أخرى، يقول مارتشينكو، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن الجيش الروسي استطاع التخلص من أزمة تمرد “فاغنر” التي لم تحسن قوى الغرب وأوكرانيا استغلال توقيتها وتطويعها لإنجاح الهجوم المضاد وفتح ثغرات بخطوط القتال، و”الدليل تراجع الزخم الغربي حول القضية وحول هجوم كييف، الذي اتضح أمام الجميع أنه من دون أي نجاحات مؤثرة”.

خسائر فادحة

وتشير تقييمات استخباراتية أميركية حديثة أن الهجوم الأوكراني مهما طال لن يحقق على الأغلب سوى استعادة أراض محدودة من القوات الروسية المتحصنة، وهنا يؤكد مارتشينكو أن “خسائر كييف تجاوزت 26 ألف جندي، وهو ما يعزز تراجع نسب النجاح حول الهجوم المضاد”.

بحسب تقارير أميركية، ففي الأسبوعين الأولين من الهجوم الأوكراني تم تدمير أو إتلاف نحو 20 بالمئة من الأسلحة التي أرسلتها كييف إلى ساحة المعركة، بما في ذلك الدبابات والعربات المدرعة التي خطط الأوكرانيون لاستخدامها في القتال.

وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت قبل أيام عن خسائر تفصيلية في الصفوف الأوكرانية، شملت:

• 1244 مركبة مدرعة منهم 17 دبابة من طراز ليوبارد، و5 دبابات فرنسية، و12 عربة قتال مشاة أميركية من طراز برادلي.

• 43 مدفع هاوتزر إم 777 أميركي الصنع، و46 بندقية ذاتية الدفع.

• أسقطت أنظمة الدفاع الجوي الروسية 176 قذيفة هيمارس، و27 صاروخ ستورم شادو للقوات المسلحة الأوكرانية و483 طائرة مسيرة تابعة للقوات الأوكرانية.

ويوضح هوفمان مارتشينكو أنه “بات على الجانب الأوكراني ما دام راغبا في مزيد من الأسلحة الغربية، الوفاء بمبدأ تحقيق عائد الاستثمار المعروف في الاستراتيجية السياسية الأميركية، ويتعين عليه أن يحقق نجاحات عسكرية مقابل الدعم الغربي السخي وهو ما لم يتحقق”.

أسباب الإخفاق

وفي سياق متصل، يرى الأكاديمي في الشئون الدولية بجامعة تافريسكي الأوكرانية فاديم أريستوفيتش، أن هناك 5 أسباب رئيسية أدت إلى عدم نجاح الهجوم المضاد بالشكل المتوقع، وهي:

• عجز القوات الأوكرانية عن قطع خطوط الإمداد عبر محاور القتال، بينما تلجأ أحيانا إلى ضربات انتقامية، كالهجوم على جسر القرم مؤخرا، وهو ما قد يكلفها ثمنا باهظا وردا روسيا موجعا.

• تعرض الجيش الأوكراني لاستنزاف كبير في قدراته البشرية والتسليحية البسيطة مقارنة بنظيره الروسي، لا سيما خلال أسابيع الهجوم المضاد الأولى الذي عولت عليه الولايات المتحدة وأوروبا.

• افتقار القوات الأوكرانية إلى قوات جوية قوية تجابه التفوق الروسي.

• لا تزال هناك حدود لمساعدات الغرب لأوكرانيا رغم أنها تبدو إمدادات لا منتهية إعلاميا، خاصة أن الإمدادات الغربية محكومة بمسألة أساسية هي عدم توفر الذخيرة، إذ إن إرسال المزيد من أنظمة الصواريخ وغيرها من الأسلحة لكييف لا قيمة له من دون توفير القذائف والرصاص والصواريخ التي تستهلكها القوات الأوكرانية.

• فشل التخطيط العسكري الأوكراني في توزيع الذخائر والأسلحة طبقا لمعطيات وأولويات مراحل الهجوم المضاد، واستهلاك جزء كبير منها في أيام الهجوم الأولى.

ويضيف أريستوفيتش خلال حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية”، أنه “رغم مرور 6 أسابيع على بدء الهجوم المضاد الأوكراني، لم تجد أوكرانيا بمساعدة الغرب فرصة لتجاوز عقبات حقول الألغام التي يجب على القوات عبورها، مما أدى إلى تقدم القوات الأوكرانية أميالا قليلة فقط منذ بدء الهجوم”.

وتابع: “هناك مناطق يتراوح عمقها بين 3 و10 أميال أمام المعاقل الأساسية للروس، تم زراعتها بشكل مكثف بالألغام المضادة للدبابات والأفراد والأسلاك الشائكة، وكانت هذه الدفاعات قادرة على وقف التقدم الأوكراني”.