بعد خسارة الانتخابات، حاول إمام أوغلو استغلال شعبيته الكبيرة للدعوة إلى التغيير في أوساط الحزب، مطالبا بتغيير القيادات التي كانت السبب في الهزيمة المزدوجة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وتنحي كليجدار أوغلو من المشهد ليفسح المجال إلى وجوه تقود الحزب علها تفلح فيما فشل فيه على مدار 13 عاما.
ولكن كليجدار أوغلو رفض كل الانتقادات التي وجهت له، وتحدث عن الإنجازات التي حققها الحزب في الانتخابات وأن الوصول إلى جولة الإعادة إمام الرئيس رجب طيب أردوغان كان حدثا في حد ذاته، وطالب بالتوقف عن الدعوة للتغيير والتركيز في الانتخابات المحلية القادمة.
ما مستقبل إمام أوغلو؟
- هذه الخلافات بين الرجلين فتحت الباب على مصراعيه للحديث حول مصير أكرم إمام أوغلو داخل الحزب، وهل يمكنه أن يواجه كليجدار أوغلو في انتخابات الحزب والفوز عليه، وعن موقفه في حالة الهزيمة، هل سيبقى في الحزب أم يستقبل منه أم يتجه إلى تأسيس حزب جديد، على غرار ما فعله القيادي السابق محرم إنجه بعد خسارته انتخابات رئاسة الحزب، فخرج لتأسيس حزب البلد.
- محللون سياسيون أتراك يرون أن فرصة إمام أوغلو في الفوز برئاسة الحزب ضئيلة للغاية، لأن كليجدار أوغلو يسيطر على قيادات الحزب، وأغلب رؤساء المقاطعات سيصوتون له، وبالتالي فهو يثق في فوزه في الانتخابات الحزبية القادمة، ولكن الخلاف يبقى حول مصير عمدة بلدية إسطنبول.
- فهناك من يرى أنه سيستقيل من الحزب فقط، وآخرون يرون أنه سيذهب أبعد من ذلك عبر تكوين حزب جديد على غرار ما فعله محرم إنجه.
فرص الفوز
في هذا الصدد، ذكر المحلل السياسي التركي، جواد غوك، في تصريح لـ”سكاي نيوز عربية”:
- عمدة إسطنبول ليس شخصا محبوبا في أروقة الحزب، فهم يرون أنه أناني ويعمل لمصلحته الشخصية على حساب الحزب، علاوة على قوة كليجدار أوغلو في أوساط الحزب وشعبيته الكبيرة بين قواعده.
- رئيس الحزب الحالي عمل حسابه لهكذا سيناريو، وأعد العدة لمواجهة أي تمرد محتمل.. هناك جانب كبير من قواعد الحزب هم من طائفة العلويين التي ينتمي لها، وبالتالي فهذه الأصوات ستكون محسومة له.
- لا يوجد أحد في الحزب حاليا قادر على هزيمة كليجدار أوغلو، والحالة الوحيدة التي سيترك فيها القيادة ستكون من خلال تقديمه للاستقالة.
- أتوقع خروج إمام أوغلو من الحزب لكن دون الاتجاه إلى تشكيل حزب جديد، حيث لا توجد أي إشارات في هذا الاتجاه، ولكن سيقوي الجناح المعارض للرئيس في داخل الحزب.
قتال حتى النهاية
لكن الكاتب التركي، عبد القدير سيلفي، المقرب من دوائر صنع القرار في حزب العدالة والتنمية الحاكم، لا يتفق مع غوك، في نقطة أن إمام أوغلو لن يذهب لتأسيس حزب جديد، بل يرى أنه سيذهب نحو تأسيس حزب خاص به.
وقال سيلفي في مقال له بصحيفة “حرييت”:
- لم أكن أتوقع أن يكون أكرم إمام أوغلو شجاعا لهذه الدرجة في اجتماع حزب الشعب الجمهوري، حيث “تحدث بشجاعة 10 أسود في اجتماع رؤساء البلديات”.
- كيليجدار أوغلو مصمم على ترشيح إمام أوغلو في الانتخابات المحلية، ولكن هل سيستمر إمام أوغلو ضمن صفوف حزب الشعب الجمهوري؟
- بينما أشاهد أداء أكرم إمام أوغلو، سرعان ما أفهم أنه لا يخجل من القتال مع رئيس الحزب كيليجدار أوغلو.
- إمام أوغلو قطع علاقاته مع حزب الشعب، ويلوح لتأسيس حزب جديد.
- لدي معلومات تقول إن إمام أوغلو قال إنه إذا استمر كليجدار أوغلو في رئاسة الحزب، فلن يترشح هو في الانتخابات المحلية، لأنه في حال استمراره، سيخسر الحزب الانتخابات البلدية.
ويعد إمام أوغلو واحدا من أبرز السياسيين في تركيا، حيث يتمتع بشعبية كبيرة بين الناخبين، وكان ينظر إليه كمنافس قوي لأردوغان، لكن كليجدار أوغلو رفض ترشحه للانتخابات الرئاسية، وإذا قرر تأسيس حزب جديد، فمن المتوقع أن يكون له تأثير كبير على المشهد السياسي التركي.