يورد خبيران عسكريان لموقع “سكاي نيوز عربية”، أسباب هذه المخاوف الصينية، خاصة مع قوة نفوذ وتشعب علاقات الجنرالات المتهمين بالفساد داخل الجيش، وافتقاد القيادات الجديدة للخبرة في القطاع الصاروخي والنووي.
وفق ما بثته هيئة الإذاعة والتلفزيون الحكومية “CCTV”، فإن وانغ هوبين، نائب القائد السابق للبحرية، سيصبح القائد الجديد لقوة الصواريخ بجيش التحرير الشعبي، بينما سينتقل شو شي شنغ من قيادة المسرح الجنوبي ليصبح المفوض السياسي لهذه القوة.
تم الإعلان عن تعييناتهم، حيث تمت ترقية كل من وانغ وشو من رتبة فريق إلى رتبة جنرال، في حفل أقيم الإثنين، ولم يخدم أي جنرال في القوة من قبل.
ماذا حدث الساعات الأخيرة؟
- يوم الأحد، كشفت صحيفة “ساوث تشينا مورنينج بوست” الصينية، أن هيئة مكافحة الكسب غير المشروع التابعة للجنة العسكرية المركزية الصينية (CMC)، تحقق مع جنرالات بتهم فساد، بعضهم من مطوّري الترسانة النووية والصاروخية.
- المتهمون هم لي يوتشاو، القائد الثالث للقوة الصاروخية، وأحد أقوى القيادات العسكرية، ونائباه السابق والحالي تشانغ تشن تشونغ، وليو جوانجبين.
- سوء السمعة بدأ يلاحق جنرالات في القوة الصاروخية بعد تعاملاتهم مع الشركات ذات الصلة بأمور الدفاع.
- هناك مخاوف من سلامة جميع الصواريخ النووية الاستراتيجية؛ نظرا لتشعب علاقات المقبوض عليهم.
حث الرئيس الصيني، تشي جين بينغ، الأسبوع الماضي، الجيش على تكثيف جهوده للتصدي للفساد، خلال خطاب ألقاه في قاعدة جوية في سيتشوان قبل الذكرى السنوية لتأسيس جيش التحرير الشعبي.
قال شي: “نحن بحاجة إلى دفع جهود الحزب الصارمة في الانضباط ومكافحة الفساد إلى مستوى أعمق”.
“قرار غير مسبوق” وترقب أميركي
قرار نقل وانغ من بحرية جيش التحرير الشعبي الصيني إلى القوة الصاروخية غير مسبوق، ولاقى نقدا محليا كبيرا؛ خوفا من سوء إدارة سلاح بهذه الأهمية.
يعقب الخبير العسكري جمال الرفاعي، على هذه المخاوف بقوله:
- إقالة جنرال كبير داخل الجيش بسبب فساد ليست الأولى، لكن ما يثير الضجة أن القائد الصيني القديم للقوة الصينية له صيت كبير داخل البلاد، وكان مقربا من الرئيس الصيني.
- إقالته بهذه الطريقة تؤكد جدية القيادة السياسية في التصدي للفساد.
- لكن من الوارد أن تتأثر القيادة الصاروخية، خاصة أن الرئيس الجديد لها لم يخدم فيها مطلقا، وكان يعمل في البحرية، وقطاع الصواريخ بالغ الأهمية؛ لأن الصين تعول عليه في أي نزاع ينشب مع تايوان.
- الرئيس الجديد بالتأكيد سيحتاج إلى مزيد من الوقت لمعرفة كيف يدار القطاع الصاروخي، خاصة أن مستشاري القطاع هم أيضا متورطون في قضايا فساد؛ وبالتالي سيضطر لتصعيد قيادات صغيرة للاطلاع على الأمور.
- لكن تشابك الجيش وتعاون القطاعات قد ينجزان له بعض الوقت، وإن كان سيحتاج بدوره وقتا كبيرا لفرض سيطرة كاملة، خاصة أيضا أن القوة الصاروخية هناك معظمها أصبح قديما، وأمام الرئيس الجديد مهمة ليست سهلة لتطويرها.
يتفق الخبير العسكري، ماجد طاهر، مع زميله في التحديات التي تواجه القيادة الجديدة للقوة الصاروخية، ويضيف موضحا:
- بالنظر للمستبعدين من قطاع القوة الصاروخية، نجد أن كبار المستشارين أيضا تمت إقالتهم؛ وبالتالي هناك الكثير من المعلومات قد تختفي معهم.
- القادة داخل الجيش يكون لديهم كثير من المعلومات والأسرار لم يحصل عليها سوى القيادة السياسية، وربما لذلك تم تعيين مفوض سياسي للقوة الصاروخية لإنجاز مهمة الحصول على هذه المعلومات.
- الأمر الآخر في هذا الملف، أن الولايات المتحدة وأوروبا تراقبان جيدا التغيرات العسكرية الكبيرة في جالصين؛ لأن هذا القطاع تحديدا تهتم واشنطن بمعرفة كل ما يحدث فيه، وهي تحذر دائما من القوة الصاروخية الصينية.