ويقول فولوديمير وهو خبير ألغام يبلغ من العمر 47 عاما “كان هناك ثلاثة أو أربعة من قتلاهم. بينهم رجلان أحدهما يستلقي على الآخر، الأمر الذي جعل الشكوك تساورنا، لأنه لو كان هناك انفجار لكانا ذهبا في اتجاهات مختلفة، لكنهما هنا، مستلقيان أحدهما على الآخر”.
وأضاف الرجل، الذي يؤدي ما يمكن أن يوصف بأنه أصعب المهام وأخطر الأدوار في أوكرانيا على الإطلاق وهو إزالة الألغام على الجبهة: “أحسنا التصرف حين لم نلمسهما، لأننا عندما وصلنا إلى هناك، وجدنا تحتهما لغما”.
وأضاف: “انفجر (اللغم) وفجرهما، لكننا نجونا بفضل الرب”.
وزرعت القوات الروسية ألغاما أرضية وشراكا مفخخة على مئات الأميال من الجبهة الأوكرانية، وهو تكتيك يصفه قادة أوكرانيا بأنه السبب الرئيسي وراء التباطؤ الشديد في هجومهم المضاد في الصيف، الذي طال انتظاره.
ويرى خبراء إزالة الألغام مثل فولوديمير الموت في كل يوم خلال محاولاتهم لتأمين الأرض كي يتقدم زملاؤهم الجنود أولا قبل أن يعود المدنيون إلى ديارهم في النهاية.
وقال: “يسقط منا خبير ألغام كل يوم، إما مصابا أو ميتا. إنها وظيفة خطرة. وسواء كان لواء كامل في طريقه للتقدم أو (حتى) حوالي 12 رجلا في طريقهم لأداء مهمة، خبراء الألغام هم من يذهبون أولا. إنه أمر خطير للغاية”.
وأضاف أن الروس “يفخخون كل شيء بالألغام. الأبواب والصناديق وحتى لعب الأطفال”، موضحا أن الروس “يعرفون أن مجموعاتنا الطبية تُخلي الجرحى والقتلى.. ثم تجد تحتها هذه الألغام. هذا أمر خطير للغاية بالنسبة لنا”.
وقال أولكسندر طبيب التخدير في اللواء 128، الذي يعالج المصابين في ساحة المعركة بمستشفى ميداني على خط المواجهة، إن الألغام الأرضية كبدت القوات الأوكرانية خسائر فادحة في الشهر الأول من الهجوم المضاد الذي بدأ في يونيو.
وأضاف: “نود أن نستيقظ يوما ونكتشف أنه لم يكن سوى كابوس، أضغاث أحلام مرعبة، نتخلص منها ونغتسل بالماء البارد ونطوي كل ذلك وراءنا”.