حسب تقارير تسعى أوكرانيا لتوطين صناعة الطائرات دون طيار وتجاوز مرحلة تجميع المسيرات في أراضيها كونها تعتمد على مكونات أجنبية وباتت هناك خطط أكيدة لإنتاج مكوناتها الخاصة محليًا.
وفي ظل استمرار مراحل الهجوم المضاد المندلع في 4 يونيو الماضي، يتم استخدام الطائرات المسيرة بشكل متزايد لتدمير أهداف روسية في أعماق الجبهات الأمامية شديدة التحصين، ما دفع الأوكران لتطوير طائرات محلية الصنع لسد النقص.
إجراءات توطين
قال رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميغال، الأسبوع الماضي، إن بلاده تخطط لزيادة الاستثمارات في تقنية المسيرات بـ10 أضعاف، من 108 ملايين دولار في العام الماضي إلى أكثر من مليار دولار هذا العام؛ وتمتلك كييف ما لا يقل عن 3 أنواع من الطائرات المسيرة الأوكرانية الصنع من نوع “بوبر” و”أوج 22″ ونوع ثالث لم يحدد اسمه، استخدمت جميعها في الهجمات على روسيا خلال الشهور الأخيرة.
وهنا يقول ألكساندروفيتش يفغيني المتخصص العسكري بالمعهد الوطني الأوكراني، إن كييف باتت تمتلك قوة جوية لا يستهان بها تهدد أمن روسيا حتى أنها استطاعت أن تضرب برجا حيويا شاهقا في قلب موسكو يضم وزارات ومرافق هامة، وبلغ عدد الطائرات المسيرة التي دخلت الأجواء الروسية خلال الفترة بين مايو ويوليو 2023 ضعفي ما تم إطلاقه خلال عام 2022 بأكمله.
ويُضيف ألكساندروفيتش يفغيني، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن بلاده أفردت مساحة واسعة لتوطين صناعة المسيرات والتشجيع على ابتكارها واستيرادها لضرب أهداف روسية، لا سيما أنها صناعة تعتمد على التمويل الخاص والتبرعات من النشطاء، كما اعتمدت العديد من الخطوات التي قد ستسهم في توطين صناعة الدرونز بأنواعها المستخدمة ضد أهداف بحرية أو جوية وحتى التي يتم إسقاطها على المجنزرات والدبابات واصطياد الأفراد والقناصين:
• يوليو الماضي، خصصت حكومة أوكرانيا 1.1 مليار دولار تقريبًا لإنتاج الطائرات دون طيار.
• ألغت كييف الرسوم الجمركية لتشجيع استيراد مكونات الطائرات المسيرة.
• تخفيف قوانين الاستيراد وإلغاء الضرائب (القيمة المضافة للطائرات) على قطع غيار الدرونز ومعداتها.
• رفع حصة أرباح الشركات المصنعة لها إلى 25 بالمئة.
• التوقيع على عقود مع أكثر من 40 شركة أوكرانية تعمل في إنتاج الطائرات دون طيار.
• نمو إنتاج الطائرات المسيرة في أوكرانيا بمقدار عشرة أضعاف عن العام 2022.
• تمويل زيادة الإنتاج من خلال حملة ناجحة لجمع التبرعات تسمى جيش الطائرات المسيرة.
• جمع أكثر من 108 مليون دولار في إطار التبرعات لتوطين تلك الصناعة
ويؤكد ألكساندروفيتش، أن القدرة على ضرب العمق الروسي ينبع من سلاح المسيرات الأوكراني الذي يخضع للتوطين والتطوير المستمر، حتى أن الوزير “فيدوروف” تباهى عبر حسابه الرسمي بموقع “تيليغرام” بطائرة أوكرانية مسيرة تسمى “R18” يمكنها الطيران من كييف إلى موسكو والعودة.
أسطول المسيرات
تدرك أوكرانيا أهمية الطائرات المسيرة مع زيادة الطلب عليها في الخطوط الأمامية للحرب مع روسيا كوسيلة فعالة لضرب العمق (موسكو) ومناطق حيوية ونفوذ للجيش الروسي في أوديسا وشبه جزيرة القرم، ونتيجة لفارق النتائج التي حققتها طائرات دون طيار لصالح الأوكران في مراحل الهجوم المضاد تسعى كييف بكل قوة لتوطين صناعة المسيرات.
يرى أوليغ أرتيوفسك الباحث في الشأن الدولي بمؤسسة “فولسك” العسكرية، أن الطائرات دون طيار تمثل اليوم تقنية أساسية في كل الحروب من حيث الأهمية، وأوكرانيا باتت تعتمد استراتيجية موسعة لتوطين صناعة المسيرات وإنتاجها محليًا لتعويض فارق التكنولوجيا والتسليح المتطورة في المعسكر الروسي يأتي ذلك بالتوازي مع سعي كييف لتوفير كوادر مدربة قادرة على التعامل مع تقنيات المسيرات.
ويُفند أوليغ أرتيوفسك، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، أسباب الضرورات التي اضطرت أوكرانيا إلى توطين صناعة المسيرات:
• حظر الشركة المصنعة الصينية العام الماضي الصادرات إلى أوكرانيا مُصرة على أن منتجاتها “للاستخدام المدني فقط”.
• تخطط أوكرانيا لتلافي أزمات في التمويل الغربي أو إمدادات الأسلحة خلال مراحل لاحقة من الحرب.
• توطين صناعة المسيرات محليًا يضمن لـ كييف إمكانية مواصلة الحرب حال إجبارها من قبل الغرب على مفاوضات.
• تخفيف معدل استهلاك الذخائر المكلفة لخزائن الحرب وضمان قدرة الغرب على المساندة طويلة الأمد في الحرب.
• تستخدم أوكرانيا المسيرات لتكون بمثابة شرَك لإجبار الدفاعات الروسية على إطلاق صواريخها لاستنفادها.