وأمهلت “إيكواس” قادة الانقلاب أسبوعا لإعادة السلطة إلى بازوم، وذلك خلال اجتماع زعماء المجموعة الطارئ في نيجيريا 30 يوليو الماضي، وإلا فإن خيار التدخل العسكري لن يكون مستبعدا؛ مما يعني انتهاء المهلة الأسبوع الجاري.
خطة التدخل
يبدو أن المجموعة تسير في اتجاه تنفيذ وعيدها، حيث اجتمع رؤساء أركان جيوش دولها في أبوجا، الجمعة، وأعلن مفوض الشؤون السياسية والأمن في المجموعة، عبدالفتاح موسى، أنه “تم في هذا الاجتماع تحديد كل عناصر التدخل العسكري المحتمل، بما في ذلك الموارد اللازمة، وكذلك كيف ومتى سننشر القوة”.
لكنه لم يكشف الموعد، مرجعا ذلك إلى أن التكتل لن يكشف لمدبري الانقلاب متى وأين ستكون الضربة، وهو قرار سيتّخذه رؤساء الدول.
في نفس الوقت، أعلن مفوض “إيكواس” عمر علي توراي، في تصريح صحفي، الجمعة، أن “إيكواس” ترغب في “نجاح الجهود الدبلوماسية”، وتمنح “مدبري الانقلاب في النيجر كل الفرص الممكنة للتراجع عما فعلوه”.
ما هي “إيكواس”؟
يطلق اسم “إيكواس” على المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، وبالفرنسية تسمى “سيدياو”، وهي تكتل يضم 15 دولة: النيجر، نيجيريا، مالي، بوركينا فاسو، السنغال، غانا، ساحل العاج، توغو، غامبيا، غينيا، غينيا بيساو، ليبيريا، سيراليون، بنين، والرأس الأخضر.
لا تتفق المجموعة على رأي واحد بشأن انقلاب النيجر، فقد خرجت مالي وبوركينا فاسو ببيان مشترك يعتبر أن أي تدخل عسكري ضد النيجر هو بمثابة “إعلان حرب” على البلدين أيضا، ورفضتا، بجانب غينيا كوناكري، الاشتراك في تطبيق العقوبات على نيامي.
القدرات العسكرية
تختلف القدرات العسكرية لجيوش الدول المكونة لـ”إيكواس”، عددا وعدّة وإمكانيات:
- أي تدخل عسكري من “إيكواس” سيعتمد بشكل كبير على نيجيريا لإمكانياتها البشرية والعسكرية الكبيرة؛ حيث يتألف جيشها من 223 ألف فرد، فضلا عن امتلاكه طائرات ومقاتلات حديثة.
- بجانب العوامل العسكرية، فإن لنيجيريا حدودا بطول 1600 كيلومتر مع النيجر.
- الجيش السنغالي يبلغ تعداده 17 ألف مقاتل، وهو يحتل المرتبة رقم 125 على مستوى العالم، وأكدت وزيرة خارجية السنغال، عيساتا تال سال، أن بلادها ستشارك في التدخل العسكري.
- بنين من الجارات الجنوبية للنيجر، يتكون جيشها من 5 آلاف فرد، وهي تحتل المرتبة 144 على مستوى العالم.
لماذا الإصرار على التدخل العسكري؟
الباحث في شؤون إفريقيا، الدكتور محمد عبدالكريم، يحذر، في حديثه لـ”سكاي نيوز عربية”، من أن التدخل العسكري “سيؤدي بالمنطقة إلى حالة من الفوضى”.
ويُرجع هذا الإصرار الجماعي على هذا النوع من التدخل إلى:
- “إيكواس” تريد إنهاء الانقلاب في النيجر لوقف حمى الانقلابات المتنامية في غرب القارة، حيث إن عدة دول مؤهلة للحاق بركب غينيا ومالي وبوركينا فاسو ومؤخرا النيجر.
- النيجر مركز وجود قوات فرنسا والولايات المتحدة وألمانيا، والتي تتولى مهام محاربة الجماعات الإرهابية في غرب إفريقيا.
- نيجيريا والسنغال وغانا تقود تيار التدخل العسكري، والدبلوماسية النيجيرية تعمل بقوة على خلق مناخ ملائم لعملية التدخل، وأرسلت مندوبين إلى الجزائر وليبيا.
- فرنسا ستدعم عملية التدخل من جانب “إيكواس” لأنه يخدم مصالحها.