وانفجر صاروخ باتريوت الأميركي للدفاع الجوي خلال اختبارات كان يجريها الجيش التايواني الثلاثاء؛ ليحاكي صد هجوم جوي صيني، في ثاني حادث يجري خلال اختبار أسلحة في شهر.
ونقلت وكالة الأنباء المركزية التايوانية عن رئيس أركات القوات الجوية، تساو جين بينغ، أنه أثناء إجراء تجارب صاروخية انفجر صاروخ باتريوت قبل بلوغه الهدف، وأنه لا يوجد تفسير حتى اللحظة لسبب الانفجار.
حوادث متكرّرة
هذا الشهر، وقع انفجار كيماوي خلال تجارب صاروخية في قاعدة جوبننغ؛ وتسبب في إصابة 4 أشخاص، ولم يعلن وقتها عن السبب.
في يوليو الماضي، أًصيب 9 أشخاص في انفجار قذيفة هاون من عيار 120م في مستودع ذخيرة في قاعدة هسيانج فنج العسكرية، وفقا لوزارة الدفاع الوطني التايوانية.
كان الكونغرس الأميركي وافق في ديسمبر، على بيع 100 صاروخ باتريوت لتايوان، وأرجع البيت الأبيض ذلك حينها إلى الرغبة في تعزيز دفاعها ضد أي تهديدات.
ما هي منظومة باتريوت؟
- نظام صاروخ أرض-جو صنعته وطورته شركة “رايثيون” الأميركية.
- النظام مصمم للحماية من الصواريخ المهاجمة، سواء أكانت باليستية أو كروز، والطائرات، إضافة إلى المسيرات؛ إذ يقوم بإصابتها وتفجيرها في الهواء قبل بلوغها أهدافها.
- توفر منظومة “باتريوت” الحماية للمنشآت العسكرية والقواعد الجوية من الهجمات الجوية.
- يستند أساس عملها الدفاعي إلى المدى البعيد؛ حيث تستطيع إصابة أهداف جوية على نطاق 160 كم، والصواريخ الباليستية على مدى 75 كم.
- تتضمن صواريخ وجهاز رادار ومنصة إطلاق صاروخي، بالإضافة إلى وحدة قيادة وتحكم.
- موجهة بتقنية عالية تعتمد على نظام رادار أرضي خاص بها ليكشف الهدف ويتتبعه.
- تستطيع منظومة باتريوت “باك-3” إطلاق 16 صاروخا دفعة واحدة، يبلغ طول الواحد منها 5 أمتار، ويحمل رأسا متفجرا يزن 73 كغم.
تقييم لقوة جيش تايوان
يضع الخبير العسكري، جمال الرفاعي، تصورا لأسباب فشل القوات التايوانية في تجربة صاروخ مرتين، في ضوء مقارنة يعقدها بين الجيشين الصيني والتايواني:
- بالنظر للصين وتايوان كقوتين عسكريتين نجد أن الصين جيشها يأتي كثالث أقوى جيش في العالم، بينما تايوان في المرتبة 22.
- تكنولوجيا التصنيع العسكري في تايوان ضعيفة للغاية، وكفاءة مقاتليها قليلة للغاية.
- الولايات المتحدة تعي ذلك تماما، وبدأت في برنامج تدريب للضباط التايوانيين.
- لكن واشنطن، حسب تقارير صادرة عن مصادر عسكرية هناك، أكدت أن المقاتل التايواني بعيد كل البعد عن المنافسة مع نظيره الصيني.
- قد يكون التقصير أميركيا بعدم تدريب مقاتلي تايوان بشكل قوي، لكن كل هذا في النهاية يصب في مصلحة الصين.
- طرق التجنيد في تايوان أيضا عشوائية بعض الشيء، وهذا يهدد أيضا قدرات البلاد في التصدي لضربة صينية.
- من جانبها، تراهن الصين على أن تايوان ستفشل في تشغيل الأسلحة المتطورة التي تقدمها لها واشنطن.
- سبق وفشلت تايوان في إدارة وتشغيل أنظمة رادار أميركية.
- منظومة باتريون حسنة السمعة، والخطأ دائما منها يكون قليلا للغاية، وفكرة الانفجار قبل بلوغ الهدف قد يكون خطأ بشريا.
الباحث في العلاقات الدولية، جاسر مطر، يؤكد على أن واشنطن “تعي ضعف كفاءة الجندي التايواني”، فإذًا هل تراهن عليه في التصدي للصين؟
يجيب مطر:
- أميركا لا ترهق نفسها بمد تايوان بأسلحة متطورة حقيقية تستطيع التصدي بها لبكين، وهي على يقين أن تايوان ستفشل في التصدي لأي ضربة صينية.
- أما ما وراء أزمة أميركا مع الصين بسبب دعمها لتايوان، فقد يكون أن استراتيجيتها هي جر بكين لحرب تخنقها اقتصاديا وتستنزفها عسكريا بحروب عصابات داخل الجزيرة.
- قد تكون القمة المنتظرة بين قادة الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية لتكوين حلف بديل للتصدي للصين (أي حلف يوفر لها قدما أقوى في آسيا من تايوان).