غلق ليتوانيا للمعابر والدفع بتعزيزات عسكرية، نددت به مينسك معتبرة أنه قرار غير بناء وغير ودي، ويتصاعد التوتر منذ أسابيع بين بيلاروسيا وجارتيها بولندا وليتوانيا اللتين تدرسان إغلاق حدودهما مع جارتهما بالكامل.
الحدود تزداد سخونة
فسرت ليتوانيا إغلاق نقطتين من 6 نقاط حدودية مع بيلاروسيا، بسبب ظروف جيوسياسية وتوترات حدودية كبيرة مع مينسك، كما تدرس سلطات ليتوانيا آخر الشهر الجاري إقامة تدريبات حدودية وستقوم بدعوة حرس الحدود وضباط آخرين من دول كل من (إستونيا ولاتفيا وبولندا) وهو ما يفاقم قلق روسيا.
يقول الباحث في العلاقات الدولية لدى معهد البحوث والدراسات العربية، يسري عبيد، إن العديد من الدول المجاورة والحدودية مع بيلاروسيا دومًا ما تحرص على إغلاق الحدود المشتركة معها تجنبًا لدخول المهاجرين أو الفارين من الحرب ولكن الأمر حاليا تعلق بمسألة تزايد التوترات بين بيلاروسيا، وتبقى التدريبات التي أعلنت عنها ليتوانيا، ضمن رسائل الدول التابعة للحلف إلى حلفاء روسيا بالتهديد وإعلان درجات الاستعداد للحرب أو مواجهة أي تهديد من حلفاء موسكو وعلى رأسهم بيلاروسيا.
وأضاف يسري عبيد في تصريحات خاصة لـ”سكاي نيوز عربية”، أن ليتوانيا تربط مخاوفها على الطرف الآخر لا سيما مع وجود نحو 4 آلاف من مقاتلي مجموعة فاغنر الخاصة على أراضي مينسك في معسكرات معروفة وأخرى مجهولة وهو ما يزيد مخاوف حلف الناتو من تدبير روسي يتم ضد ليتوانيا وبولندا ومصالح دول الحلف بأيدي مقاتلي فاغنر.
وأشار عبيد إلى عدة تحركات روسية تمت خلال الأشهر الماضية تثير قلق الغرب أيضًا من جبهة بيلاروسيا وهي:
- في مايو الماضي، أمدت روسيا حليفتها مينسك بمجموعة معززة من أنظمة الدفاع الجوي “إس -400”.
- أكملت بيلاروسيا دورة تدريبية كاملة للاستخدام القتالي لنظام “إس -400”.
- استكملت موسكو بناء منشأة تخزين للأسلحة النووية التكتيكية التي نقلتها إلى بيلاروسيا.
- تسلم قواتها الجوية أول دفعة من المروحيات القتالية الروسية “Mi-35”.
وحسب تقارير فإن المروحيات القتالية هي الأمثل للتعامل على المناطق الحدودية الملتهبة حيث تستطيع أداء مهام عسكرية متنوعة والقيام بعمليات الإبرار والمشاركة القتالية ونقل عناصر مقاتلة وتقديم خدمات الإسعاف ونقل الغذاء والمؤن والذخائر الخفيفة والمتوسطة وبسرعة عالية وذلك تحسبًا توترات متزايدة على حدود روسيا مع بولندا وليتوانيا.
هل تفعلها مينسك؟
تتزايد الأجواء الملتهبة بين بيلاروسيا وجيرانها من أعضاء الناتو حيث أن بيلاروسيا بلد غير ساحلي، تحدها روسيا من الشرق والشمال الشرقي، وأوكرانيا من الجنوب، وبولندا من الغرب، وليتوانيا ولاتفيا من الشمال الغربي، ما دفع الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، خلال الساعات الماضية، إلى التحذير من أن بلاده قد تستخدم أسلحة نووية “للرد على العدوان إذا تم استفزازها وتخطي الخط الأحمر (الدول المجاورة لبيلاروسيا جزء من مجموعة الناتو والاتحاد الأوروبي).
في ظل تلك التهديدات، يرى فاديم أريستوفيتش الأكاديمي في الشئون الدولية بجامعة تافريسكي الأوكرانية، أن دخول مينسك بشكل مباشر للحرب ما هو إلى مسألة وقت فقط، فروسيا ظلت طول الفترة الماضية في تجهيز حليفتها لفتح جبهة جديدة ضد أوكرانيا بشكل خاص والغرب بشكل عام، وهذا ما تكشفه التصريحات الأخيرة لرئيس بيلاروسيا.
وأوضح فاديم أريستوفيتش، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن بيلاروسيا هى جزء من روسيا، وموسكو تعتبرها حديقة خلفية لها ووضعت بها صواريخ تكتيكية نووية هدفها الأول هو استخدامها حال فشلها في حسم المعركة الحالية مع كييف، كما أنها تستخدمها بالفعل ولكن على نطاق محدود، حيث تستخدم موسكو مطارات مينسك كنقطة انطلاق للعديد من عملياتها الجوية في أوكرانيا.