وتحدث محلل سياسي من باريس عن تداعيات الارتفاع التاريخي لدرجات الحرارة، مشيرا إلى تأثر قطاع الكهرباء في البلاد بشكل كبير، واحتمالات القطع الجزئي أو الشامل للكهرباء في بعض مناطق، فضلا عن تضرر قطاع الزراعة وأيضا البنية التحتية.
وتعتزم شركة كهرباء فرنسا خفض إنتاج اثنتين من محطات الطاقة النووية في جنوب شرق البلاد وفي الوسط الشرقي، لتجنب تعرض مياه نهر الرون التي تبرد المفاعلات لسخونة مفرطة، بحسب “فرانس برس”.
أزمة مزمنة
يقول المحلل السياسي، رئيس تحرير “صوت الصفتين” من باريس، نزار الجليدي، إن الأزمة قديمة وقد بدأت منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022، حينما قررت البلديات في فرنسا تخفيض استخدام الكهرباء على خلفية أزمة نقص الغاز.
ويصف الجليدي أزمة الطاقة التي تمر بها البلاد بأنها “مزمنة” بل تجاوزت ذلك للحد الذي يمكن وصفه بالخطير والكارثي، في ضوء الارتفاع غير المسبوقة في درجات الحرارة، الذي يهدد شبكات الكهرباء بالمقام الأول.
وفقدت تونس بحسب الجليدي الكثير من مصادر الطاقة الخاصة بها في إفريقيا أيضا نتيجة الصراعات الداخلية المحتدمة أو الانسحاب الفرنسي من مناطق إمدادات الطاقة خاصة في الغرب الأفريقي.
تلقي أزمة النيجر بتداعيات صعبة أيضا على منظومة الكهرباء في فرنسا التي تستورد 70 بالمئة من اليورانيوم المستخدم بتصنيع الكهرباء من النيجير وبوركينافاسو ومالي.
أيضا تؤثر الأزمة مع الجزائر على إمدادات باريس من الطاقة، بحسب الجليدي.
ويرى الجليدي أن سياسة ماكرون الخارجية قد أضرت كثيرا بموارد الطاقة الروسية.
مناطق في قلب الخطر
وضعت وكالة الأرصاد الجوية الفرنسية “ميتيو فرانس” الجمعة 19 منطقة تمتد على مساحات واسعة من جنوب غرب البلاد إلى شمال شرقها وصولا إلى جبال الألب، في حالة إنذار برتقالي.
وقالت “ميتيو فرانس” في تقريرها إن “درجات الحرارة سترتفع نهاية هذا الأسبوع خصوصا في النصف الجنوبي من البلاد. ويتوقع أن تكون طويلة الأمد وقوية لتزيد أحيانا على 40 درجة مئوية في الجنوب الشرقي اعتبارا من الأحد”.
ماكرون يوجه نصيحة للفرنسيين
وكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مساء الجمعة فى منشور على موقع إكس للتواصل الاجتماعي المعروف سابقا باسم “تويتر”: “دعونا نهتم ببعضنا البعض.”
ونشر ماكرون إشعارا حث فيه السكان على البقاء في أماكن باردة وتناول الكثير من السوائل وفحص الأشخاص المعرضين للخطر.