تتأهب النيجر ودول الجوار لمفاجآت وسيناريوهات عدة، منذ إعلان مفوض السلم والأمن في “إيكواس”، عبد الفتاح موسى، الجمعة، أن المجموعة اتخذت القرار بشأن اليوم المحدد للتدخل العسكري في النيجر “لكننا لن نعلن عنه”، وذلك لإنهاء “الانقلاب العسكري” الذي وقع 26 يوليو.
غضب قادم ضد “إيكواس”
أداما غاي، الكاتب والباحث السنغالي المتخصص في العلاقات الدولية، يسرد في تعليقه على هذه الأنباء لموقع “سكاي نيوز عربية”، عدة نقاط ضعف لدى “إيكواس”، قد تتسبّب في “وحدة” عدة دول في القارة ضدها إن نفّذت العمل العسكري:
- لا نستطيع أن نصدّق أن “إيكواس” لديها المال الكافي للقيام بتدخل عسكري ناجح في مثل هذه الأراضي الضخمة التي تبلغ مساحتها أكثر من 1,267,000 كيلومتر مربع، فالأمر غير ممكن.
- الإشادة بتدخلاتها السابقة في غامبيا أو غينيا بيساو أو ليبيريا أو سيراليون، هي جزء من سرد دعاة الحرب للذهاب إلى هذا المشروع الحربي غير المحبوب وغير القانوني في النيجر.
- إعلان المجموعة أنها حددت موعد التدخل هو مجرد خطوة استراتيجية لوضع “الطغمة” العسكرية النيجرية على أهبة الاستعداد.
- المجموعة ليست مستعدة ولا لديها القدرة على ترجمة هذا الإعلان إلى أفعال، إلا إذا كانت تريد الدخول في عصر الفوضى بغرب إفريقيا.
- ستشكّل مالي وبوركينا فاسو وغيرهما درعا لدعم النيجر ليس فقط عسكريا، لكن من خلال الدعم الشعبي الواسع في جميع أنحاء إفريقيا، والذي سيجعل هذا التدخل العسكري مبادرة محفوفة بالمخاطر ومحكوما عليها بالفشل.
- لن تجد الدول التي ترفض هذا النهج العسكري في غرب إفريقيا سببا للوحدة ضده فحسب، بل إن القارة بأكملها والشعوب والبرلمانات والرأي العام، وحتى الرؤساء الآخرين من دول أخرى من غرب إفريقيا، سيكون لديهم سبب للوقوف ضد هذا التدخل.
- ببساطة التدخل العسكري هو صنع لمشروع استعماري جديد تنفّذه مجموعة من التكنوقراط الإقليميين دون تفويض انتخابي وفهم عميق للنيجر المعقدة.
- إعلان التدخل العسكري متسرع؛ لأن الدبلوماسية لم تفشل، ولم تبدأ حتى من الأساس. ما يحدث يشبه رحلات السفاري العسكرية التي ترفضها إفريقيا كلها، باستثناء مجموعة من القادة المدنيين في غرب إفريقيا غير الشرعيين، الذين هم صانعو الانقلابات الحقيقية ومنتهكو حقوق الإنسان في غرب إفريقيا.
- أعتقد أن مفهوم النظام الدستوري يحتاج إلى إعادة تعريف في إفريقيا، بعيدا عن الاستيلاء الذي يعانيه قادة مدنيون استبداديون يتظاهرون بأنهم رسل الديمقراطية.
مواقف دولية متعارضة
بعد ساعات من إعلان “إيكواس” تحديدها موعد التدخل العسكري، توجهت وفود من المجموعة، والأمم المتحدة، والولايات المتحدة، إلى نيامي لإجراء حوار دبلوماسي قبل انطلاق صوت نيران المعارك.
كذلك توجه مسؤولون من مالي وبوركينا فاسو إلى النيجر لبحث سبل الدعم؛ حيث أعلنت باماكو وواغادوغو في 30 يوليو أن الهجوم على النيجر هو إعلان حرب عليهما أيضا.
من الدول التي أعلنت رفضها للعمل العسكري الجارة الجزائر، واتخذت تشاد موقفا محايدا، بينما تحمّست نيجيريا والسنغال وساحل العاج للهجوم.
من خارج القارة، حذرت روسيا من مغبة العمل العسكري، وأكدت الصين والولايات المتحدة تفضيل الحوار، بينما تتخذ فرنسا موقفا رافضا للمجلس العسكري في النيجر.
مبادرة لتجنيد المتطوعين
أمام تلويح “إيكواس” بقرع طبول الحرب، أعلن مواطنون في النيجر مبادرة لتجنيد عشرات آلاف المتطوعين في البلاد للدفاع عنها، وإعانة الجيش في مواجهة التحديات الأمنية الداخلية والخارجية.
أوضح أمسارو باكو، أحد مؤسسي المبادرة، لوكالة “أسوشيتد برس”، أن المبادرة، تهدف كذلك للمساعدة في جهود الرعاية الطبية، وتوفير خدمات لوجستية تقنية وهندسية في حال احتاج المجلس العسكري إلى المساعدة، واصفا قوات “إيكواس” إن وصلت بلاده بالقوات “الغازية”.