“إف-16” الأميركية بمواجهة “سو-35” الروسية.. من الأقوى؟

3


رغم حديث قائد القوات الجوية لحلف الناتو، الجنرال جيمس هيكر، في مقال بصحيفة “ميليتاري ووتش”، بأن مقاتلات “إف-16” لن تبدأ العمل الميداني قبل عام 2027، فإن تحليقها في سماء أوكرانيا بات أمرا واقعيا، ما سيضعها في مواجهة مباشرة مع المقاتلات الروسية، خصوصا “سوخوي-35”.

عقبة تجنيد الطيارين

وتسابق كييف الزمن لترجيح كفتها في هجومها المضاد الذي بدأته دون غطاء جوي بتلك المقاتلات، لكنها أمامها عقبة جديدة، وهي اختيار الجنود المؤهلين واختبارهم وتدريبهم، في وقت يتوقع فيه مسؤولون أن يستغرق ذلك من 6 إلى 8 أشهر.

عن ذلك، رد أوليكسي دانيلوف، رئيس مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني، يوم الثلاثاء، بأن كييف مستعدة لتجنيد طيارين أجانب من ذوي الخبرة في قيادة مقاتلات “إف-16” التي تتسلمها من دول الناتو خلال الفترة المقبلة.

نقلت صحيفة “التايمز” عنه قوله إن “كييف مستعدة لقبول أي طيارين أجانب ذوي خبرة لا يخدمون في القوات المسلحة لبلادهم”، مشيرا إلى أن التشريع الأوكراني لا يعيق قبول طيارين أجانب في صفوف القوات الأوكرانية.

أما يوري أجنات، المتحدث باسم سلاح الجو الأوكراني، فقال إن الاستراتيجية الجديدة تتضمن امتلاك 128 طائرة لاستبدال الأسطول الأوكراني القديم، على أن تكون “إف-16” بعدد 42 مقاتلة ستذهب مباشرة للأربعة ألوية جوية الموجودة على خط المواجهة، للتعامل مع الأسلحة الروسية خصوصا “سو-35”.

ما هي نقاط ضعف ومميزات “إف-16″؟

تفتقر تلك المقاتلة “إف-16″، وفق صحيفة “ميليتاري ووتش” العسكرية، إلى:

• قدرات التخفي والمناورة ما يجعلها ضعيفة بالمقارنة مع “ميغ-29″ و”سو-27” اللتين تستخدمهما أوكرانيا حاليا.

• لن تستفيد من المدارج المؤقتة للطائرات، مقارنة مع الطائرات السوفييتية التي تم تصميمها لذلك. لكن ورغم ذلك فإن واشنطن تقول إن طائرات “إف-16” على غرار “دبابات أبرامز”، ستكون حاسمة على المدى الطويل في الحرب، ومن مميزاتها:

• يطلق عليها اسم “الصقر المقاتل” أو “الأفعى”، وتتمتع بقدرات هجومية ودفاعية عالية، سواء الدعم الجوي القريب أو المراقبة الجوية.

• تعد من أكثر الطائرات المقاتلة شعبية على الإطلاق وتُستخدم في أكثر من 25 دولة حول العالم.

• طائرة خفيفة الوزن وتحتوي على نظام ملاحة عالي الدقة، ولديها إجراءات مضادة يمكن استخدامها لصد التهديدات الإلكترونية.

• يصل مداها الأقصى إلى 4.220 كم، وقادرة على حمل نحو 6 صواريخ.

• تتمتع بقدرة كبيرة على المناورة، ويمكنها تحديد الأهداف في جميع الظروف الجوية.

ماذا عن “سوخوي-35” الروسية؟

يثير حضور “إف-16” المرتقب بسماء أوكرانيا تساؤلات بشأن قدرتها على مضاهاة مقاتلات الجيل الرابع المعزز الروسية “سو-35” التي تستخدمها روسيا حاليا بكثافة في الصراع، وما شكل المعركة الجوية بينهما إن حدثت؟

تشتهر “سو-35″ الملقبة بـ”ملكة المقاتلات”، بقدرتها على المناورة العالية خاصة في المنعطفات الضيقة مقارنة بـ”إف-16”.

• تتمتع بمواصفات جوية وتكتيكية عالية، ولديها قدرة على المناورة لا مثيل لها، ما يمكنها من إطلاق الصواريخ من سرعات وارتفاعات.

• تحمل أجهزة رادار أكثر تطورا، ويصعب رؤيتها حين قصفها لأهدافها مباشرة.

• تستخدم الأسلحة الذكية ضد الأهداف الجوية والأرضية، وتستطيع قصفها داخل المناطق المعادية.

• تطير على ارتفاع منخفض، ولها القدرة على أتمتة كل مراحل الطيران والاستخدام القتالي.

• سرعتها الجوية تصل إلى 2800 كم/س على ارتفاع 11 كيلومترا، وهي سرعة تفوق المقاتلة الأميركية الشبح “إف- 35”.

ماذا يقول الخبراء عن المعركة الجوية المحتملة؟

يقول الخبير الدفاعي سيباستيان روبلين، لموقع “سكاي نيوز عربية”، إنه بجانب العوائق اللوجيستية، فهناك صعوبات أخرى لوجود “إف-16” في المعركة الجوية ضد “سوخوي-35” الروسية، تتمثل في فقدان الجانب الأوكراني للتغطية الرادارية بعيدة المدى من الرادارات الروسية الأرضية والجوية، ما سيجبر الطيارين الأوكران على الطيران بشكل شديد الانخفاض لتفادي الرادارات، ما سيحد قدرتهم على رصد الطائرات الروسية.

• في المقابل، سيتمكّن الروس من خلال طائرات الإنذار المبكر الروسية “إيه-50” من مساعدة مقاتلات “سو-35” على تحديد أماكن “إف-16” لاصطيادها.

• حال طيران “إف-16” على ارتفاع عالٍ وتشغيل راداراتها، ستكون بدائرة الخطر بسبب الصواريخ الروسية من طرازي “آر77-1″ و”آر 37” اللذين تستطيع طائرات “سو-35” إطلاقها من مسافة 124 ميلا حال الربط بالرادار “إيربيس-آي” القوي.

أما الباحث في الشؤون العسكرية مينا عادل، فيقول لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن المعركة الجوية المحتملة بين المقاتلتين، فنظريا ترجح كفة مقاتلات “سو-35” بسبب التغطية الجوية ومنظومات الرصد والاستهداف المعززة بقدرات التشويش والحرب الإلكترونية والصواريخ بعيدة المدى، كما أن ذلك يرجع لعدة عوامل، أبرزها:

• خبرة الطيارين الروس خصوصا من اللواء الجوي 23 و159، لامتلاكهم خبرة قتالية كبيرة عن سير المعارك الجوية بأوكرانيا.

• النسخة المقدمة من “إف 16 – إم إل يو” لأوكرانيا هي مطورة أوروبيا ومعززة بتطويرات كبيرة على مستوى الرادار والتسليح ووصلات البيانات، ومؤخرا تم طلاؤها بمادة تقلل من بصمتها الرادارية تسمى بـ”هاف جلاس” ليصعب اكتشافها.

• جودتها في الاشتباك والمعارك الجوية ستعتمد على عامليْن، أولا: نجاح القيادة الأوكرانية في تجنيد طيارين “إف-16” سابقين في الفيلق الأجنبي لتوفير الوقت لتدريب الطيارين الأوكرانيين، وثانيا: ستوفر “إف-16” إمكانية الحصول على المعلومات الاستطلاعية والجوية المقدمة من أسطول استطلاع “الناتو”، ما قد يصنع بعض الفرص النادرة لصنع كمين جوي ضد التشكيلات الروسية.