التعليمات الخاصة بزيادة وتيرة تصنيع الردارات تزامنت مع ضربة جديدة داخل العمق الروسي نفذتها أوكرانيا عبر المسيّرات، حيث أعلن الجيش الروسي اعتراض هجوم بطائرات دون طيار على مطار مقاطعة بسكوف غربي روسيا، فهل تغيرت قواعد الحرب بين الجانبين؟
اجتماع موسع على الحدود
الأسبوع الماضي، عقدت القيادات العسكرية لحلف الناتو، اجتماعا مع قيادة القوات الأوكرانية، وكان الغرض منه المساعدة في إعادة ضبط الاستراتيجية العسكرية لأوكرانيا.
ويقول أولكسندر فومين الباحث بمركز قضايا الأمن التابع لأكاديمية العلوم الروسية، إن اجتماع جنرالات حلف الناتو وأوكرانيا ركز على الإجراءات التي يمكن أن تساعد في إعطاء دفعة للهجوم الأوكراني المضاد الذي يواجه تباطؤا ، وتغيير الخطط القتالية المستقبلية قبل فصل الشتاء ويبدو أن الأمور شهدت تعديل بعض خطط الهجمات
وأوضح أولكسندر فومين لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن الخطط “الناتوية الأوكرانية” المشتركة المعدلة ركزت خلال الأسابيع الماضية على استهداف منشآت وأهداف روسية برية وبحرية بسلاح المسيرات.
- وجدت أوكرانيا ضالتها في الطائرات دون طيار لقلة تكلفتها وتأثيرها الإعلامي فكثفت هجماتها على العمق الروسي.
- تركز كييف على استهداف المنشآت الحيوية الروسية مثل ومبنى “موسكو سيتي” الذي اسُتهدفِ بأكثر من هجوم مسيرة انتحارية.
- تسعى الدول الغربية المساندة لأوكرانيا إلى تقليل النفقات وفاتورة الدعم العسكري والمادي بأي طريقة وتغيير طرق الهجوم الذي بات مبنيًا على تجنب الفاقد في المواجهات المباشرة على الأرض.
- بات اعتماد أوكرانيا منصبا على الحرب من السماء (هجمات المسيرات وانتظار وصول مقاتلات إف 16 الأميركية).
وشكك رئيس اللجنة العسكرية للاتحاد الأوروبي، الجنرال روبرت بريغر، في قدرة أوكرانيا على اختراق خط الدفاع الروسي، واستعادة الأراضي.
تغيير تكتيكات الحرب
تبذل الدول الغربية جهودا واسعة لتدعيم الهجوم المضاد الأوكراني في عدة جبهات من بينها (دونيتسك وجنوب دونيتسك وزابوروجيا) لتحقيق أهدافها من الحرب ضد روسيا واستعادة 20 بالمئة من أراضيها الواقعة تحت سيطرة روسية حاليا.
ويرى ألكساندروفيتش فوروجتسوف المتخصص بالشؤون العسكرية بجامعة تافريسكي الأوكرانية، أن هناك عوامل كبيرة قد تساعد كييف في تغيير خططها الدفاعية والهجومية في مواجهة روسيا من بينها:
- ضرورة إجراء جولات استطلاعية ناجحة للأهداف العسكرية الروسية بمساعدة الأقمار الاصطناعية العسكرية الغربية.
- تطويع التكنولوجيا الأميركية الفضائية في رصد وتتبع القوات الروسية وتحديد إحداثياتها بينما يثير التحفظ الأميركي شكوكًا حول الإخلاص في مسألة الدعم والمساندة.
- التغلب على أزمة حقول الألغام الروسية التي تم زرعها مقدمًا قبالة المواقع الدفاعية الأوكرانية.
وتوقع ألكساندروفيتش فوروجتسوف في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية”، تكثيف بلاده من هجمات المسيرات الانتحارية داخل العمق الروسي، كرد على استهداف البنية التحتية والتصعيد في معظم المدن الأوكرانية.
وأوضح ألكساندروفيتش فوروجتسوف، أن القوات الأوكرانية باتت تركز على جبهة زابوروجيا بشكل مكثف باعتبارها معركة وجود، وهذا من أجل فصل وحدة الأقاليم التي ضمتها موسكو.
في السياق الميداني شهزت الساعات الأخيرة تصعيد بين الجانبين، حيث أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن قواتها استهدفت بالصواريخ مراكز قيادة واستطلاع تابعة للقوات الأوكرانية، في معظم أنحاء البلاد حتى قلب العاصمة كييف.