لأول مرة.. تدريبات جوية روسية لهبوط وإقلاع الطائرات من الطرق

3


وما زاد تلك الاحتمالات أيضا، تحذيرات الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، في 17 أغسطس الماضي، من أن: “بلاده سوف ترد فورا على أي عدوان للغرب ليس فقط بالسلاح النووي، وإنما بكل ما لديها”.

جاءت تلك المناورات التي أغضبت بولندا وحلف الناتو فضلا عن دول البلطيق، تحت إطار منظمة الأمن الجماعي التي تقودها روسيا وتأسست عام 1992، بمشاركة أكثر من 2000 جندي من هذا التحالف الأمني.

أثارت تلك التدريبات العملياتية الاستراتيجية المشتركة مخاوف في الغرب، حيث يرى مراقبون أنها وسيلة لروسيا لاختبار رد فعل حلف الناتو العسكري.

وفق تقديرات خبراء عسكريين لموقع “سكاي نيوز عربية”، فإن تدريب المقاتلات الحربية على الهبوط والنزول على الطرقات الرئيسية والسريعة بعيدا عن مدرجات القواعد العسكرية والإجراءات المعتادة، يتم حال شعور بلد ما بتهديد عسكري وشيك، وأنها تمرينات تتم تحسبا لتفادي ضربة عسكرية عدائية للمطارات العسكرية ومدرجات الطيران الحربي.

 ما هي تمرينات الأخوة القتالية-2023؟

وفق صحيفة “إزفيستيا” التابعة لوزارة الدفاع الروسية، فإن تلك المناورات هدفت للتحضير لعمليات مشتركة بما في ذلك الرد على حادث نووي، وهي كما يلي:

  • حملت اسم “الإخوة القتالية-2023″، وتمت خلال الفترة من 1-6 سبتمبر الجاري، على مدار 5 أيام.
  • تمت في 3 مناطق غرب بيلاروسيا على الحدود مع بولندا وليتوانيا، عضوي الناتو.
  • شاركت بها قوات من منظمة العمل الجماعي التي تضم دول روسيا وبيلاروسيا، وقرغيزستان، وكازاخستان، وطاجيكستان، دول منظمة الأمن الجماعي.
  • شهدت لأول مرة تدريبا جويا على هبوط المقاتلات العسكرية على الطرق السريعة، بعيدا عن مدرجات الطيران العسكري الطبيعية والمعتادة.
  • شارك في هذا التمرين الجوي القتالي، مقاتلات من طرازي Su-30SM وSu-25.
  • أثناء هبوط المقاتلات كان نظام الدفاع الجوي Tor-M2 يراقب السماء.
  • قامت مروحيات قتالية طراز MI-24 بدوريات في المنطقة المحيطة.
  • شاركت بها فرق من الأطباء العسكريين للدعم الطبي ومساعدة المصابين بالجمرة الخبيثة في منطقة التدريب في بريست.
  • ضمت وحدات من قوات الحماية من الأسلحة الكيميائية والبيولوجية والتابعة لجيوش دول منظمة العمل الجماعي.

 استراتيجية السيطرة الجوية

يقول الخبير العسكري الروسي فلاديمير إيغور، لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن التخطيط العسكري حاليا في أثناء النزاعات العسكرية يبنى على قاعدة مفادها أن “من يمتلك السماء يحسم المعركة بنسبة كبيرة”، مع ضرورة تنفيذ استراتيجية حرمان الخصم من الوجود في السماء ضمن ما يعرف بـ”السيطرة الجوية” والتي تنقسم بدورها إلى شقين: دفاعي وآخر هجومي.

يضيف: “لكي يتم ذلك، يجب عرقلة العمليات الجوية للخصوم من خلال ضرب غرف القيادة والمطارات ومدارج الطائرات، ما يحرمها من الوجود في السماء لصد العدوان أو الدعم اللوجستي”، لذا أصبحت هناك ضرورة ملحة لإيجاد قواعد جوية جديدة سرية أو فرعية، مع تنفيذ تدريبات واستراتيجيات تتضمّن:

  • التدريب على الهبوط والنزول على الطرقات الرئيسية، بدلا من المطارات، تحسبا لتوجيه أي ضربات عسكرية لها في أثناء المعارك.
  • تغيير أماكن الإقلاع والهبوط على نحو مستمر لنفس الطائرة المحلقة.
  • ابتكار أساليب جديدة للصيانة والدعم اللوجيستي للطائرات بمعدات وإمكانيات بسيطة دون الحاجة إلى ورش ومراكز الصيانة الكبيرة.

تابع إيغور أن “هذا النهج تنفذه الكثير من أسلحة الجو التي تتوقع مهاجمة قواعدها ومراكز الدعم اللوجيستي لها، مثل دول تايوان وسنغافورة وأوكرانيا وحتى القوات الأميركية الموجودة في المحيط الهادئ”.

 خدعة روسية

أما المحلل العسكري الأميركي الدكتور سيباستيان روبلين، فيقول لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن تلك التدريبات العسكرية من الممكن أن تكون بديلا عن مناورات زاباد ZAPAD العسكرية الضخمة التي تتم عادة مع الجانب البيلاروسي.

  • تنظيمها في بيلاروسيا لسهولة إرسال جزء من الطائرات الروسية الموجودة بالفعل في المطارات البيلاروسية، عوضا عن تخصيص الكثير من الجنود والمعدات العسكرية كما جرت العادة في سلسلة التدريبات الضخمة بين البلدين.
  • روسيا استغلت في تلك التدريبات القواعد والمجال الجوي البيلاروسي لمهاجمة أهداف في أوكرانيا.
  • تتمركز في بيلاروسيا طائرات الأواكس لتنسيق الضربات الروسية.
  • موسكو تريد بمثل هذه المناورات أن تقوم أوكرانيا بتحويل المزيد من الدفاعات الجوية والقوات البرية إلى غرب أوكرانيا خوفا من غزو روسي جديد أو هجوم جوي واسع النطاق.
  • ربما تكون المناورات مجرد خدعة لكن الأوكرانيين يعرفون ذلك، وإن كان شن مثل تلك الهجمات من بيلاروسيا على أوكرانيا خطأ مكلفا للغاية بالنسبة إلى روسيا.
  • لا تزال لعبة موسكو تتلخص في محاولة إبقاء الأوكرانيين في حيرة من أمرهم.

وعن إمكانية انضمام بيلاروسيا إلى الحرب الأوكرانية، يؤكد روبلين أنه: “من غير المرجح أن تنضم بيلاروسيا رسميا إلى الغزو الروسي نظرا لصغر حجم قواتها المسلحة، كما أن القيام بذلك من شأنه أن يشكل مخاطر أكبر بكثير على حكم الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، وإن كانت مينسك ستستمر في مسارها الحالي بدعم روسيا لوجيستيا دون التورط أو التدخل العسكري المباشر في الحرب”.