الأزواديون نحو التحول لتأسيس “جيش” بدل الحركات المسلحة

3


الخميس الماضي، شن تنظيم القاعدة المتطرف والأقوى على الإطلاق في المنطقة هجوما على مركب في نهر تمبكتو قتل فيه نحو 100 شخص.

في اليوم التالي، شن التنظيم أقوى عملياته عبر اقتحام قاعدة غاو العسكرية، الأكبر للجيش المالي وقوات فاغنر شمال البلاد، بواسطة عدد من الانتحاريين، وتم تدمير القاعدة والطائرات والمعدات وقتل العشرات.

السبت أعلن “الجيش الأزوادي” إسقاط طائرة سوخوي عسكرية حاولت شن ضربات جوية على مواقعه في أزواد، واعترفت مالي بالحادث دون ذكر الأسباب.

عمليات تنظيم القاعدة ضد الجيش المالي غير مسبوقة، والهدف منها تدمير القدرات الجوية والميزة الوحيدة التي يتفوق بها جيش مالي على التنظيم المنتشر في كل أرجاء البلاد عبر آلاف العناصر والخلايا النائمة.

تصاعدت هذه الأحداث أعقاب محاصرة التنظيم الإرهابي لمدينة تمبكتو منذ شهر، مما دفع الجيش المالي وحليفته فاغنر بمحاولة فك الحصار عبر غارات جوية هنا وهناك، لكنها لم تصب التنظيم قدر ما أصابت أحياء وبوادي للعرب والطوارق وقتل بعض الأغنام كما أوضحت صور بثها نشطاء في المنطقة.

أشار مراقبون، أن الجيش المالي انطلق نحو عملية عسكرية غير معدة، لا يمتلك من أدواتها غير الآلة الإعلامية، فتجاهل خصومه في الحركات الوطنية لتحرير أزواد التي وقعت معه اتفاق سلام برعاية دولية، واستخف أيضا بالتنظيمات الإرهابية في المنطقة (داعش والقاعدة)، وأصر عبر آلته الإعلامية بتسمية الجميع “إرهابيين” دون تفريق.

الحركات الوطنية لتحرير أزواد بين مشهدين خطيرين:

  • الجيش المالي وفاغنر مصران على تصنيفها حركات إرهابية مثل القاعدة وداعش.
  • الحكومة المالية في باماكو انصرفت كلية عن “اتفاق الجزائر للسلام” تحت ضغط الشارع والإعلام لإثبات المجلس العسكري قدرته بعد طرد قوات الأمم المتحدة والقوات الفرنسية أن بمقدوره السيطرة على زمام الأمور وأنه محق في طردهم، وجلبه لفاغنر هو الحل.

محللون في أزواد، وهيئات إعلامية، اتهموا مالي و”حلفاؤها” بمحاولات يائسة لتشويه “النضال الأزوادي” ومحاولات جر الجماعات الإرهابية لحرب واسعة في الساحة لإقناع الرأي العام العالمي، بعدم جدوى استقلال أزواد أو حتى توقيع اتفاق سلام مع منطقة يسيطر عليها إرهابيون.

رد الفعل الأزوادي

  • إثر ما اعتبرته خلطا للأوراق، وبعد تجاهل باماكو والوسطاء لعملية السلام برمتها، أعلنت الحركات السياسية في أزواد:
  • التعبئة العامة، ودعت مقاتليها للالتحاق بجبهات القتال، في تدوينة الأمين العام للمجلس الأعلى لوحدة أزواد، ‏ورئيس الإطار الاستراتيجي الدائم للحركات الأزوادية للأمن والتنمية.
  • أعلن في كيدال تأسيس أول وكالة أنباء (وكالة أزواد للإعلام) كما أعلنت تنسيقية الحركات الأزوادية CEMA إطلاق حسابا لخلية الإعلام والاتصالات للشؤون العسكرية.

محلل عسكري أزوادي، كشف أن التطورات الحالية تحتم على الحركات الأزوادية تغيير نهجها تجاه مالي وفاغنر، وتجاه الحركات الإرهابية التي طالما حاولت إفساد نضالها بظهورها المتكرر في الصورة كما حدث في 2012 عندما أعلن أزواد استقلاله.

وقال: الحركات المسلحة نحو إعادة تشكيل وجودها وتحولها لجيش أزوادي، لأن المرحلة تقتضي ذلك، ولأنها دخلت مرحلة تحتم عليها إعادة هيكلة شكلها من جميع النواحي سياسيا وعسكريا وإعلاميا، حتى تتواصل مع الداخل والخارج مع هذه المؤسسات والأذرع.