“فاغنر” في باخموت.. هل تخشى روسيا سقوط المدينة مجددًا؟

2


الساعات الماضية كثفت المدفعية الأوكرانية من قصفها للتحصينات الروسية وتحقيق اختراق جديد يجعل من استعادة المدينة بالكامل التي تشهد أطول وأعنف معركة في إطار الحرب الروسية.

وبالتزامن مع المحاولات الأوكرانية ميدانيًا، أكدت إيليا يفلاش، المتحدث باسم القطاع الشرقي من الجيش الأوكراني، أن “المرتزقة الروس التابعين لمجموعة فاغنر الخاصة نشطوا مجددا بشرق البلاد”.

خطة الحصار

المتابع لسير العمليات الميدانية وتحركات القوات الأوكرانية التي حققت تقدم في خطوط الدفاع الأولى للقوات الروسية في باخموت، يرى أن كييف تعتمد استراتيجية تطويق المدينة وحصار القوات الروسية بداخلها، وذلك بحسب ألكساندروفيتش بافيل المتخصص بالشؤون العسكرية بجامعة تافريسكي الأوكرانية.

ويوضح ألكساندروفيتش، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن القوات الأوكرانية حققت مزيدا من التقدم شمال وجنوب باخموت، بجانب الاقتراب من السيطرة على المرتفعات الإستراتيجية في محيط المدينة.

ويؤكد ألكساندروفيتش، أن باخموت الآن باتت رابط مواصلات وإمدادات استراتيجي تبعد 65 كيلومتراً شمال مدينة دونيتسك، المركز الإداري للمقاطعة ونحو 600 كيلومتر عن العاصمة كييف، وتشكل حال السيطرة عليها مرة أخرى حصناً للدفاع عن باقي مدن منطقة المقاطعة أمام التمدد الذي تسعى إليه روسيا على الأرض.

وبينما تحاول القوات الأوكرانية استعادة باخموت لتحقيق أول نصر في هجومها المضاد، تشن القوات الروسية هجمات متكررة بالقرب من المدينة وأيضا في محاور أخرى بدونيتسك، خاصة محوري ليمان وأفدييفكا.

ظهور فاغنر الآن

التقدم الأوكراني في باخموت، قوبل بقصف مدفعي مكثف من جانب القوات الروسية المتمركزة شمال المدينة التي أصبحت خاوية دون سكان، في السياق أعلن متحدث باسم الجيش الأوكراني إن عدة مئات من مقاتلي مجموعة فاغنر الروسية الخاصة عادوا إلى شرق أوكرانيا للقتال لكن ليس لهم تأثير كبير في ساحة المعركة حتى الآن.

وهنا يؤكد ألكساندروفيتش بافيل، أن موسكو ستلجأ إلى الدفع بعناصر من فاغنر في باخموت مجددًا لمنع سقوطها أو حصارها من جانب القوات الأوكرانية التي تقترب من ذلك بخلاف وصول دبابات ” إم1 أبرامز” الأميركية والتي سيتم الدفع ببعضها في جبهة باخموت الشرقية.

ويتوقع ألكساندروفيتش بافيل، زن تكون المعركة في باخموت أكثر ضراوة من السابقة، لعدة أسباب منها.

  • باخموت تقع في منتصف جبهة دونباس، أي جبهة أوكرانيا الشرقية على الحدود مع دونباس بين خاركييف وبحر آزوف، واستمرار السيطرة الروسية عليها يُعني أنها ستظل جبهة الدفاع الأوكرانية منقسمة إلى قسمين دون أي خطوط إمدادات، وهذه نقطة عسكرية مهمة بالنسبة إلى موسكو.
  • تُعد باخموت بوابة روسيا الوحيدة لتقدم في دونيتسك، لفتح الطريق نحو مدينتي كراماتورسك وسلوفيانسك، وهما من المدن الرئيسية في مقاطعة دونيتسك، التي تشكل مع مقاطعة لوغانسك المجاورة إقليم دونباس، الحوض الصناعي الكبير في أوكرانيا.
  • سقوط باخموت يؤكد أن الجيش الروسي كان يعتمد على فاغنر فقط شرقًا، ولا يستطيع السيطرة من دونها.

وكانت المجموعة العسكرية الروسية الخاصة “فاغنر” قد تفرقت وانتقل المئات من أفرادها خارج مناطق القتال في أعقاب تمردها بقيادة يفغيني بريغوجين، الذي لقي مصرعه في حادث تحطم طائرة رفقة مساعديه أغسطس الماضي.

إمكانيات لا تزال محدودة

أعلنت الدفاع الروسية أن قواتها صدت 9 محاولات أوكرانية للتقدم في مقاطعة دونيتسك، مشيرة إلى أن إحداها بالقرب من بلدة كليشيفكا الاستراتيجية التي تقع على مرتفعات بالأطراف الجنوبية لباخموت خلال الساعات الماضية.

الأمر صعب ويفتقد لعدة أدوات هامة، هكذا يرى الخبير الروسي العسكري شاتيلوف مينيكايف، الوضع حول باخموت فيما يخص الرواية الأوكرانية حول حصار المدينة.

ويُضيف الخبير الروسي العسكري، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن خسائر كييف السابقة في مفرمة اللحم كانت فادحة وفقًا للتقارير الغربية وليس الروسية، حيث خسرت أوكراني من قواتها ما يتجاوز الـ30 ألف عسكري، معظمهم من الجنود والضباط الأوكرانيين المدربين تدريباً غربيا، بمن فيهم جنود من قوات العمليات الخاصة.

ودفعت روسيا بالفعل خلال الأيام الماضية بقوات محمولة جوًا شرقًا، لزيادة تحصينات الجبهة الشرقية في ظل الضغط الأوكراني المتواصل.