الهجمات الروسية الأخيرة تزامنت مع اختتام العاصمة الأوكرانية فعاليات منتدى كييف الأول للصناعات الدفاعية، بتشكيل تحالف صناعي لتصنيع الأسلحة في البلاد يضم 38 شركة من 19 دولة، وتأسيس صندوق دفاعي من الأموال الروسية المصادرة في أوروبا والداخل.
وشارك في المنتدى مسؤولون من أكثر من 30 دولة و250 شركة للتصنيع العسكري.
من جانبها أعلنت وزارة الخارجية الأوكرانية توقيع كييف 20 اتفاقية ومذكرة مع شركاء أجانب، تهدف لإنتاج الطائرات المسيرة والذخائر داخل الأراضي الأوكرانية.
تمويل جديد
المنتدى الذي يُعد الأول من نوعه لأوكرانيا يأتي في وقت يدفع فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للحصول على مزيد من الأسلحة الغربية لدعم هجومه المضاد الذي بداء يونيو 2023 لاستعادة مناطق تسيطر عليها القوات الروسية شرق البلاد وجنوبها.
في السياق يقول إيفان يواس، مستشار مركز السياسات الأوكراني، إن هذا المنتدى له أهمية قصوى في تغيير معادلات التسليح والمعارك أيضًا، وهذا يتضح من خلال المشاركين والاتفاقيات التي تم توقيعها وترتكز جميعها على أنواع معينة من الأسلحة، وهم مصنعو الدبابات والمدفعية والطائرات بدون طيار والذخيرة ومطورو البرامج المبتكرة.
ويُضيف إيفان يواس، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن إنتاج الأسلحة ليس بجديد على بلاده، التي أنتجت بالفعل أنواعًا مختلفة من الأسلحة، لكن المشكلة هي أنها لم تستعد للحرب التي شنها الروس.
وتمتلك أوكرانيا بالفعل القاعدة اللازمة لبناء مجمع صناعي دفاعي قوي، حيث تنتج ذخائر وخراطيش مدفعية، وأنظمة مدفعية من عيار الناتو عيار 155 ملم، بالإضافة إلى أنظمة آلية فريدة من نوعها: طائرات بدون طيار بحرية، وطائرات بدون طيار طويلة المدى، وصواريخ، وأنظمة مضادة للدبابات، والتي تستخدم بشكل فعال في الجبهة.
ويُشير مستشار مركز السياسات الأوكراني، إلى استفادة بلاده من هذا المنتدى في زيادة توطين صناعة المسيرات، وتابع قائلًا: “أظهرت الأشهر الستة الماضية أننا قادرون على إنشاء طائرات بدون طيار، وهي أول شبكة من الطائرات البحرية بدون طيار التي استهدفت السفن الروسية في البحر الأسود”.
ويرى إيفان يواس، أن ما يحدث من تطوير وتكريس للصناعات العسكرية بالأخص الدفاعية والمسيرات، سيزيد من قدرة كييف الهجومية وعدم الضغط على حلفائها أيضًا في مجال التسليح.
وزارة الدفاع الأوكرانية التي عقدت عدة اتفاقيات خلال المنتدى، أعلنت عن إنشاء صندوق دفاع خاص يتم تمويله من خلال أرباح شركات الدفاع والأرباح الناتجة عن بيع الأصول الروسية المصادرة، كما سيتم توزيع تلك الأموال في 3 مجالات.
- رعاية الجنود
- البنية التحتية العسكرية
- تطوير التقنيات الجديدة الخاصة بالمسيرات
الدفع نحو حرب شاملة
تشهد الصناعات العسكرية الأوكرانية تحولا جذريا أساسه تطبيق معايير الناتو في التصميم والإنتاج كأحد شروط التقارب بين أوكرانيا والحلف والابتعاد عن المعايير الروسية مما أثار غضب موسكو منذ بداية الأزمة الأوكرانية ووصفته بـ”عسكرة غربية لحدودها”.
في تلك الزاوية يقول أولكسندر فومين الباحث بمركز قضايا الأمن التابع لأكاديمية العلوم الروسية، إن قادة الغرب وواشنطن هما أساس الدفع نحو تزايد مخاطر الصراع العالمي، موكدًا أن هذا المنتدى دليل على إصرار الغرب عسكرة المنطقة.
ويُشير أولكسندر فومين، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، إلى محاولات كييف المستمرة للبحث عن مصدر تمويل أو دعم مستمر، بعد رفض العديد من الشعوب الأوروبية والأوساط الأميركية أيضًا لهذا الدعم دون نتائج ملموسة.
وأستبعد أولكسندر فومين، نجاح أوكرانيا في توطين الصناعات العسكرية نظرًا لعمليات الاستهداف الروسية المستمرة والدقيقة لأي مراكز تجميع أسلحة أو تصنيع وأبرز تلك الأهداف، مراكز تجميع المسيرات، ونقل المدرعات.
آخر تلك الهجمات الروسية كانت منذ ساعات، حيث أعلنت وزارة الدفاع تدمير قاعدة تحميل تحتوي قطارا أوكرانيا محملا بالعربات القتالية قرب خط التماس في مقاطعة نيكولاييف بالجبهة الجنوبية.