لردع روسيا.. 7 إجراءات من فنلندا خلال 15 شهرا

4


ووسط اتهامات روسية لها بأنها تمثل تهديدا للأمن العسكري الروسي بعد أن أصبحت في أبريل الماضي، ضمن دول حلف الناتو، تبنت هلسنكي خلال شهر سبتمبر الماضي، 4 قرارات متعاقبة، سبقها قرار خامس في أغسطس الماضي، بشراء المنظومة الدفاعية “مقلاع داود” من إسرائيل بقيمة 345 مليون دولار، يضاف لهم الإجراء السادس في 3 يوليو الماضي، بالبدء في تجديد خط السكة الحديدية “لوريلا-تورنيو-هابراندا”، الذي يربطها بالسويد لتسريع نقل قوات “الناتو” في حال حدوث صراع محتمل مع روسيا، وسبق ذلك جميعا  الإجراء السابع في يونيو 2022 بحظر استيراد الوقود من روسيا.

تفاصيل قرارات فنلندا

وسمح قانون أقره البرلمان الفنلندي، في يوليو 2022، بتعزيز الحماية على الحدود مع روسيا، خشية أن تستخدم موسكو المهاجرين لممارسة ضغط سياسي، كما يتيح بناء تحصينات أكثر متانة على امتداد الحدود الشرقية للدولة الاسكندنافية مع روسيا.

وأصحبت فنلندا الدولة رقم 31 في حلف الناتو، إذ باتت لديها أطول حدود خارجية مع روسيا حيث تصل إلى حوالي 1340 كيلومترا.

واتخذت هلسنكي خلال شهر سبتمبر الماضي لوحده 4 إجراءات، تتضمن الآتي:

  • يوم 29 سبتمبر الكشف عن إبرام الحكومة الفنلندية عقود سرية مع مواطنيها من أصحاب الأراضي المجاورة للحدود الروسية لنزع ملكيتها لتشييد حصون وخنادق عليها ضد أي اعتداء أو تصعيد روسي محتمل.
  • في يوم 15 سبتمبر تم حظر دخول أي سيارات تحمل اللوحات الروسية على ألا يشمل الحظر سيارات الدبلوماسيين الروس والمواطنين الروس الذين يدخلون البلاد لأسباب إنسانية، وفق وزيرة الخارجية إيلينا فالتونين.
  • وزارة الهجرة الفنلندية تعلن في 29 سبتمبر البدء في التحقق من تصاريح إقامة الطلاب الأجانب بأثر رجعي، لمنع تسرب عملاء أو مندسين.
  • في 24 سبتمبر وزارة الدفاع الفنلندية تعلن الإبقاء على ميزانية الإنفاق العسكري بإجمالي 6.6 مليار دولار بما يقدر بحوالي 2.3 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، وحتى عام 2027 ليبلغ 2 بالمئة من الناتج المحلي على الرغم من التحديات المالية التي تواجهها البلاد، حسبما أفادت “بلومبرغ”.

ما تفاصيل إقامة الحصون على حدود روسيا؟

أبرم الجيش الفنلندي اتفاقيات سرية، مع أصحاب الأراضي قرب الحدود مع روسيا بهدف إقامة منشآت عسكرية وتحصينات على الحدود، وذلك وفق صحيفة “هلسنغين سانومات” الفنلندية.

ونقلت وكالة “ريا نوفوستي” الروسية، عن الصحيفة الفنلندية، قولها: “الجيش الفنلندي أبرم اتفاقيات سرية مع مالكي تلك الأراضي تتضمن نزع ملكيتها لصالح قوات الدفاع والقيام بأعمال بناء تلك التحصينات بعد 24 ساعة من هذا الأخطار”.

ونشرت الصحيفة الفنلندية، في 29 سبتمبر، صورا من العقود السرية، إذ قالت إنها تنص على السماح للحكومة بتملك تلك الأراضي ونزع ملكيتها لصالحها، بما في ذلك تلك الأراضي الواقعة على الحدود المباشرة لروسيا، حتى ولو كانت تلك الملكية تعود لأفراد أو كيانات أو مؤسسات صناعية صغيرة كانت أم كبيرة.

كما تضمنت تلك العقود السرية التي وقعها العشرات من الملاك الفنلنديين مع الحكومة ما يلي:

  • السماح ببدء إنشاء التحصينات والهياكل الدفاعية على تلك الأراضي خلال 24 ساعة من توقيع تلك العقود.
  • مدة العقود 20 عاما يتلقى خلالها مالك الأرض دفعة أموال لمرة واحدة تقدر بحوالي 750 يورو، ثم تبدأ مدة إيجار منفصلة لهذه المنشآت.
  • تدفع الحكومة لمالك الأرض 4800 يورو لكل هكتار من المساحة التي تستخدمها للبناء، وسيتم تعويض الأضرار التي لحقت بممتلكات مالك العقار بشكل منفصل.
  • يتم إخطار ملاك الأراضي عن استخدام المنشأة للبناء العاجل عن طريق الهاتف أو الرسالة أو البريد الإلكتروني في موعد لا يتجاوز 1 يوم قبل بدء أعمال البناء.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، قال إن فنلندا لطخت مكانتها وسمعتها المحايدة وانضمت إلى “المشروع الأميركي المناهض لروسيا”.

حرب عالمية ثالثة

ويقول الخبير الفنلندي يوهان بيكمان، لموقع ” سكاي نيوز عربية”، إن الحرب الأوكرانية والهجوم الروسي غير المبرر على أراضي كييف دفع فنلندا مثل السويد إلى البحث عن مأمن عبر الانضمام إلى حلف الناتو، وهو ما تحقق على أرض الواقع، وحاليا إن أرادت موسكو مهاجمة هلسنكي عليها أولا محاربة كل دول حلف الناتو وهذا يعني اندلاع حرب عالمية ثالثة لا يقدر أي طرف على تحملها.

  • الهجوم الروسي دفع فنلندا إلى طي صفحة عدم الانحياز العسكري المعتمد فيهما منذ تسعينات القرن الماضي بعد عدة عقود والانضمام إلى الناتو.
  • الإجراءات الجديدة وبناء الهياكل الدفاعية ستتضمن بناء أسوار عالية على أجزاء من هذه الحدود نتيجة التوترات مع روسيا.
  • أعمال البناء من المفترض أن تمتد لأكثر من ثلاث سنوات بكلفة تقدر قيمتها نحو 380 مليون يورو وتستمر حتى عام 2026.
  • روسيا أصحبت منهكة اقتصاديا وسياسيا وليس لديها أي قدرة على مهاجمة فنلندا حاليا، وأعمال التحصين هي لمنع التخريب الروسي.
  • فنلندا تمتلك جيشا قويا ومجهزا تجهيزا جيدا وأجرى تدريبات منتظمة مع دول بالناتو وجيشها مدمج بشكل جيد بالفعل مع أنظمة الناتو العسكرية وتم تخصيص له موارد مالية كبيرة للإنفاق العسكري.
  • حال نشوب صراع محتمل مع روسيا يجب على فنلندا والناتو ضمان السيطرة على بحر بارنتس وحماية السفن التي تقدم تعزيزات لهذا التحالف العسكري.